صفات يجب معرفتها عن الشخصية السلبية العدوانية !
هناك بعض المواقف في الحياة التي من شأنها أن تثير حيرتكم، لا سيما عندما تلاحظون أن الشخص الودود اللطيف الذي تلتقونه كل يوم في العمل أو في النادي أو أي مكان آخر، أو حتى يمكن أن يكون فرداً من العائلة، ومعروف عنه أنه هادئ، غير مثير للمشاكل، هو وراء الجو المشحون القائم في الأماكن التي يتواجد فيها.
ولكن عندما تتابعون معنا مضمون هذا المقال حول اضطراب الشخصية السلبية العدوانية أو Passive Aggressive Personality Disorder، فإن هذه الأحداث لن تثير استغرابكم بعد اليوم وسوف تفهمون ما الذي يحصل من حولكم.
تعريف اضطراب الشخصية السلبية العدوانية
هي واحدة من أكثر أنواع الاضطراب السلوكي تعقيداً وغموضاً، فالأشخاص المصابون بهذا الإضطراب يعيشون غالباً حالة من الإنكار والتناسي لأي شيء يمكن أن يوجّه اللوم إليهم في أي من المواضيع أو المشاكل التي تحصل.
يعتمد الشخص الذي يعاني من هذه المشكلة على أسلوب التعبير غير المباشر عن مشاعره السلبية، فهو لا يعبّر عنها، بل يظهر الود والمحبة للأشخاص الآخرين بينما هو يحمل لهم كماً هائلاً من الحقد. يستطيع هذا الشخص إخفاء مشاعره وعواطفه، فهو لا يظهر انزعاجه من الأمور، بل يدّعي أنه على خير ما يرام، ولكنه قادر في الوقت نفسه على التخطيط لإيذاء الآخرين في أقرب فرصة متاحة له، من دون أن يعرفوا بذلك، وفي الوقت عينه لا يمكنهم الإمساك بأي تهمة يلقونها عليه ضمن هذا الإطار.
طرق التعبير التي يستعملها هذا الشخص
فمن الأسلحة التي يستعملها هذا الشخص نذكر “المزاح الثقيل” الذي يؤدي إلى إزعاج الشخص المقابل وجرحه بقوة، ولكن إذا أظهر هذا الأخير انزعاجه، فإن صاحب الشخصية العدوانية السلبية سوف يستغرب كيف أن الآخر لم يتقبّل المزاح، وسيضعه في خانة المتزمّت المخطئ بحقه.
ومن الصفات الأخرى التي تنطبق على هذا الشخص، المماطلة في تلبية الطلب إذا لم يرد أن يلبّيه. فهو لا يرفض طلباً لأحد، ولكنه لن ينفّذ ما طُلب منه بحجة أنه لم يعرف متى يجب أن يقوم بذلك، أو أن ينهي المهمة، وسوف بتظاهر أنه مستعد للعمل على إنهائها مع أنه يعرف أن ذلك غير مفيد.
عند التقصير، فإن صاحي هذه الشخصية العدوانية سوف يتحجج بأن المهمة الموكلة إليه لا يمكن أن يتم تنفيذها خلال هذه الفترة الزمنية المحددة، أو أنه سوف يلقي اللوم على شخص آخر وسعتبر أنه هو السبب في عدم تنفيذ العمل.
إذا كان هذه الشخص يملك معلومات من شأنها أن تساعد الآخرين في تخطي مشكلة معينة، فإنه لن يدلي بها إليهم، بل إنه سوف يستمتع برؤيتهم يعانون من نتائج هذه المشكلة. وعندما يواجهه الشخص الذي علق في المشكلة بأنه كان يعرف هذه المعلومات، فهو سوف يتهرّب من المسؤولية قائلا مثلاً: “لقد ظننت أنك تعرف هذه المعلومات من قبل”.
من الممكن أن يستعمل هذا الشخص بعض الجمل والعبارات التي تحتوي في الظاهر على مديح، ولكنها تحمل معانٍ خبيثة سوف تشعر الشخص المقابل بالإهانة أو عدم الراحة مع نفسه، ومن هذه العبارات مثلاً: “جميل فستانك فهو يليق بالأجسام الممتلئة”، أو “طلتك تخبئ عمرك الحقيقي”، أو “إن النتائج التي حققتها في العمل جيدة، نظراً إلى مستواك العلمي”، أو غير ذلك من العبارات التي تقصد الإهانة، ولكنها تأتي تحت قناع المديح. وذلك غالباً يكون نتيجة شعوره بالنقص تجاه الأشخاص الآخرين ورغبته بأن يظهر وكأنه أفضل منهم أو أعلى مستوى.