صيدلية «العدان التخصصي» تحاكي الصُم والبكم

في إطار سعي الدولة إلى تقديم وتطوير وتنويع الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة فقد تم تدشين أول صيدلية في الشرق الأوسط في مركز العدان التخصصي والتي تتعامل مباشرة مع المراجعين من الصم والبكم وذلك عن طريق شاشة يتم من خلالها تعريف المريض بعلاجه وطريقة استخدامه.

«الراي» زارت مركز العدان والتقت رئيسه الدكتور علي خاجه والذي أكد أن المركز يقدم خدماته إلى أهالي محافظة مبارك الكبير حيث يعمل على مدار 24 ساعة، مشيراً إلى أن المركز استقبل خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري 164 ألف مراجع للطب العام فقط بمعدل 33 ألف مراجع شهرياً بخلاف العيادات الأخرى حيث يعتبر من أكبر المراكز التخصصية في البلاد.

وأوضح خاجة أن المركز يضم عيادات تخصصية مثل الجلدية وأمراض النساء والأطفال والسكر وعيادة كبار السن والعيون والجلدية بالإضافة إلى عيادات الأسنان والأنف والأذن والحنجرة، مؤكداً «تدشين عيادة نفسية بالمركز بداية العام الجاري ونتطلع إلى افتتاح قسم للأشعة قريباً، وفي الحقيقة أن عمل المركز يساهم في التخفيف من مراجعي مستشفى جابر وهو قريب من المرضى في حال الطوارئ».

وكشف أنه بحضور ورعاية مدير منطقة مبارك الكبير الصحية الدكتور وليد الأنصاري ومحافظ مبارك الكبير الشيخ صباح بدر صباح السالم تم تدشين أول صيدلية على مستوى الشرق الأوسط والتي تتعامل مع الصم والبكم عن طريق لغة الإشارة من خلال شاشة عرض مثبتة عند نافذة الصيدلية وعن طريقها يمكن للصيدلي أن يشرح استخدام الدواء للمريض الذي يشاهد شخصاً يعلمه وذلك عن طريق لغة الإشارة في خطوة ابداعية تمت بدعم من معهد الكويت للأبحاث العلمية ومؤسسة «سند» لرعاية الطفل المعاق «مشكورين».

وأشار إلى أن المحافظ أبدى إعجابه بالفكرة وطالب بتعميمها على جميع مستوصفات المحافظة التي تقارب 16 مستوصفاً مع تذليل كافة الصعوبات التي قد تواجه فريق العمل في الصيدلية.

بدورها، ذكرت الصيدلانية آن فاضل هاشم، أن «الفكرة جاءت بعد مراجعة إحدى المريضات من الصم والبكم وعندما صرفت لها الدواء، حاولت أن أشرح لها طريقة الاستخدام وأصابني احساس أنها لم تستوعب ما قلت لها، لأنني لا أعرف لغة الإشارة ومن هنا انبثقت الفكرة والبحث عن طريقة للتفاهم مع هذه الفئة حتى وجدتها».

وأضافت هاشم أن الفكرة غير مسبوقة والأولى على مستوى الشرق الأوسط وبعد الإعلان عن تدشينها الأسبوع الماضي جاءتني عدة اتصالات من الخارج للتعرف على الفكرة لتطبيقها، مبينة أن الفكرة عبارة عن شاشة ونظام يحتوي على الأدوية المتوفرة بالصيدلية ويقوم مدرب لغة الإشارة محمد الرامزي والذي قام بتسجيل 362 كلمة عن أسماء الأدوية وطرق استخدامها ومضاعفاتها ليشرحها للمراجع عن طريق الشاشة المثبتة عند نافذة الصيدلية في المستوصف.

وأشارت إلى أنه باستطاعة المريض تسجيل الحوار والرجوع له متى ما شاء وفي حالة نسيانه التعليمات الدوائية مثلاً، آملة أن ترى فكرتها تطبق في كل صيدليات الكويت الحكومية والخاصة لخدمة ذوي الإعاقة وكذلك يمكن تسجيل الحوار وإرساله عبر تطبيق «سهل» للمراجع للاطلاع عليه وقتما يشاء.