طهران تتهم واشنطن باستنزافها… والكيان الصهيوني يلوّح بالحرب… إيران تربط أمن المنطقة بالتعاون
شنّت «الخارجية» الإيرانية هجوماً على القوى الأوروبية والولايات المتحدة، متهمةً إياها بمحاولة استنزافها في المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي بفيينا، فيما جددت إسرائيل تلويحها بشنّ عمل عسكري ضد الجمهورية الإسلامية إذا اقتربت من تصنيع سلاح ذرّي، وبخوض حرب على خلفية نزاعها البحري مع لبنان وتهديدات «حزب الله».
اتهمت إيران القوى الغربية باستفزازها عبر «مطالب متغطرسة» بملفها الذري، معتبرة أن الولايات المتحدة تماطل في محادثات إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 التي تخوضها طهران مع القوى الكبرى في فيينا منذ 16 شهراً.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أمس، إن طهران تريد «اتفاقاً دائماً يحفظ حقوقها المشروعة»، مشيراً إلى أن «التسويف الأميركي والصمت الأوروبي وضغوط المتطرفين جعلت المفاوضات استنزافية».
وأوضح أن إيران والأطراف الأخرى ما زالت «في مرحلة التفاوض» بالمفاوضات النووية، مشيراً إلى أن «المواضيع المتبقية قليلة كمّاً، لكنّها مواضيع مهمة يجب اتخاذ القرار بشأنها».
وأكد كنعاني أنه إذا ردت الولايات المتحدة على اقتراح إيران بشكل سلبي، فستمضي طهران قُدماً في خطتها البديلة، وتابع: «خطتنا البديلة هي مواصلة سياستنا الخارجية الحالية بتصميم جاد، بغضّ النظر عن محادثات إحياء الاتفاق النووي»
في السياق، رأى المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، أن قرار بلاده إعادة السفير الإماراتي إلى طهران يأتي ضمن توجه أبوظبي الإقليمي نحو «ترميم الجسور لخلق مناخ من الثقة والتفاهم والتعاون بالمنطقة
في غضون ذلك، قال المنسق الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس، إن الرد الإيراني على مسودة الاتفاق النووي التي قدّمها الاتحاد «كان معقولاً».
وأضاف: «قدمتُ اقتراحاً بوصفي منسقاً للمفاوضات، وهناك رد من إيران اعتبرته معقولاً. تم نقله إلى واشنطن التي لم ترد رسمياً بعد».
ويأتي هذا غداة إعلان البيت الأبيض أن زعماء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ناقشوا جهود إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران. وأشار البيت الأبيض إلى أن الاتصال الهاتفي بحث «الحاجة إلى تعزيز دعم الشركاء في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المشتركة لردع وتقييد أنشطة إيران الإقليمية المزعزعة للاستقرار».
في هذه الأثناء، حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس من رد فعل إسرائيل في حال هددتها إيران أو اقتربت من امتلاك سلاح نووي، قائلاً: «لا نستبعد شن هجوم على إيران إذا اقتضت الضرورة».
وبشأن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، شدد غانتس على رفضه لرؤية دولة ثنائية القومية، لافتاً إلى أن «أولئك الذين يرون دولتين لشعبين كحل للصراع يعيشون في وهم». وقال: «ومن يظن أنه لن يكون هناك عرب في يوم من الأيام بالضفة الغربية يعيش في وهم أكبر». ويأتي ذلك غداة تأكيد قائد «الحرس الثوري» الإيراني حسين سلامي أن بلده تقوم بتسليح الضفة الغربية المحتلة لتدخل المواجهة إلى جانب غزة ضد الإسرائيليين. ومن شأن الفشل في المفاوضات النووية أن يزيد خطر اندلاع حرب إقليمية جديدة بين إسرائيل وإيران، أو من حدة المواجهة غير المباشرة بينهما في سورية ولبنان والأراضي الفلسطينية.