عارضة الأزياء من أصول فلسطينية بيلا حديد عن حرب غزة: «أجبرت على الصمت.. لكن ليس بعد الآن»
خرجت عارضة الأزياء الأمريكية، ذات الأصول الفلسطينية، بيلا حديد، عن صمتها، للتحدث علنا عن الحرب على قطاع غزة.
وفي منشور طويل، عبر حسابها في “إنستغرام”، بررت “حديد” سبب عدم تعليقها على الحرب إلى حد الآن، رغم مرور نحو أسبوعين على اندلاعها.
وبدأت حديثها بالقول: “طوال الأسبوعين الماضيين المروّعين، لم أعثر على الكلمات المناسبة للحديث عما يحدث. الأسبوعان اللذان حوّلا انتباه العالم مرة أخرى نحو الوضع الذي أودى بحياة الأبرياء، وأثّر على العائلات لعقود من الزمن. لديّ الكثير لأقوله، لكن اليوم سأختصره”.
وبررت بيلا حديد أنها اضطرت للصمت بعد أن أصبحت هدفا لـ”الكراهية” في الآونة الأخيرة، بسبب دعمها لفلسطين.
وأكدت أنها تلقت “مئات التهديدات بالقتل يوميا، وتم تسريب رقم هاتفها، وشعرت عائلتها أنها في خطر”، مضيفة أنه مع ذلك “لن تستطيع الصمت بعد الآن”.
وتابعت: “الصمت ليس خيارا. إن شعب فلسطين وأطفالها، وخاصة في غزة، لا يستطيعون تحمل صمتنا. نحن لسنا شجعانا، بل هم كذلك”.
وأضافت عارضة الأزياء الأمريكية في منشورها: “قلبي ينزف من الألم من الصدمة التي أراها تتكشف، وكذلك من صدمة الأجيال في دمي الفلسطيني. عند رؤية آثار الغارات الجوية في غزة أشعر بالحزن مع جميع الأمهات اللاتي فقدن أطفالهن والأطفال الذين يبكون وحدهم، وجميع الآباء والإخوة والأخوات والأعمام والعمات والأصدقاء المفقودين الذين لن يسيروا على هذه الأرض مرة أخرى أبدًا”.
وأعلنت بيلا حديد في الوقت ذاته تعاطفها مع “العائلات الإسرائيلية” التي عانت من تداعيات 7 أكتوبر، على حد قولها، مشددة على أنه “بغض النظر عن وقائع التاريخ، فإنها تدين الهجمات الإرهابية على المدنيين في أي مكان”.
واعتبرت أن ” إيذاء النساء والأطفال وممارسة الإرهاب لا ينبغي ولا ينبغي أن يفيد حركة فلسطين الحرة. أنا أؤمن من أعماق قلبي أنه لا يجوز إبعاد أي طفل أو أي شخص في أي مكان عن أسرته سواء بشكل مؤقت أو إلى أجل غير مسمى. وهذا ينطبق على الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء”.
وشددت بيلا على أنه “من المهم أن نفهم المشقة التي يواجهها الفلسطيني بكونه فلسطينيا”، مضيفة أنه من “الضار” و”المخزي” أن العالم “ينظر إلينا على أننا لسنا أكثر من إرهابيين يقاومون السلام”.
وتحدثت عارضة الأزياء عن قصة والدها، المطور العقاري محمد حديد، الذي ولد في فلسطين.
وكتبت: “ولد والدي في الناصرة عام النكبة (تهجير 750 ألف فلسطيني عام 1948)”. “بعد تسعة أيام من ولادته، تم طرده مع عائلته من وطنهم فلسطين، ليصبحوا لاجئين، بعيدًا عن المكان الذي كانوا يعتبرونه وطنهم ذات يوم. أجدادي لم يُسمح لهم بالعودة أبداً. لقد شهدت عائلتي 75 عامًا من العنف ضد الشعب الفلسطيني، وأبرزها غزوات المستوطنين الوحشية التي أدت إلى تدمير مجتمعات بأكملها، والقتل بدم بارد، وإبعاد العائلات قسراً عن منازلهم. ولا تزال ممارسة الاستيطان على الأراضي الفلسطينية مستمرة حتى يومنا هذا. إن الألم الناتج عن ذلك لا يمكن تصوره”.
وفي منشورها، ناشدت معالجة الأزمة الإنسانية في غزة، مشيرة إلى أن الحاجات الإنسانية للمدنيين لا يجب اختراقها، وأن عدم الالتزام بها هو مخالفة لقوانين الحرب.
واختتمت العارضة “حديد” منشورها: “إنني أقف مع الإنسانية، وأعلم أن السلام والأمان ملك لنا جميعًا”.