عالم “ميتافيرس” الافتراضي يستحيل مختبراً للمنتجات في العالم الواقعي
تعمل المنصات الالكترونية التي تعتبر ممهِّدة لرؤية “ميتافيرس” لمستقبل الإنترنت، كمشاغل عمل تطوّر منتجات مخصصة للبيع في الحياة الواقعية.
ويتقلّص الحاجز بين العالمين الرقمي والمادي بدءاً من أحذية رياضية مصممة في العالم الافتراضي ومصنوعة في العالم الحقيقي، وصولاً إلى المصممين الذين يجربون ملابس على شخصيات رقمية رمزية (أفاتار) قبل صنعها.
ويقول مصمم الأزياء الفرنسي جوليان فورني الذي يدير داره الخاص للأزياء “في الحياة الواقعية، تكلّف صناعة المنتجات الكثير”، معتبراً أنّ الانترنت هي “مكان مفتوح لاختبار الأشياء افتراضياً وإعادة إنشاء صلة وصل وثيقة مع التجربة في الحياة الواقعية”.
“ميتافيرس” محل الإنترنت
ويأتي الصخب حول السلع الافتراضية وسط توقعات بأنّ عالم “ميتافيرس”، وهو نسخة من الواقع الافتراضي للإنترنت، سيحل مكان الانترنت الحالي.
رموز “NTF”
في نهاية فبراير 2021، أطلقت شركة RTFKT بالتعاون من الفنان FEWOCiOUS، مجموعة محدودة الإصدار تضم 621 زوجاً من الأحذية الرياضية الافتراضية عبر “NTF” (الرموز غير القابلة للاستبدال) وهي منتجات رقمية يمكن شراؤها وبيعها باستخدام تقنية “بلوكتشاين” (سلسلة الكتل).
وتمثّلت إحدى جوانب العملية بمطابقة كل زوج رقمي بيع في ذلك اليوم بأحذية ملموسة ويمكن كل مشترٍ الحصول عليها بعد ستة أسابيع.
ويقول بونوا باغوتو، وهو واحد من مؤسسي “RTFK” التي استحوذت عليها شركة “نايكي” العملاقة في ديسمبر (كانون الأول)، لصحيفة وول ستريت جورنال “نعتقد أنّ العلاقة العاطفية تجاه الأشياء الملموسة لا تزال مهمّة ويمكن أن تزيد الارتباط” بالمنتجات الرقمية.
وأنشأ تطبيق “Aglet” الذي يمزج بين الأحذية الرياضية الافتراضية والواقع المعزز، حذاء “تيلغ” الخاص به، على غرار أحذية “أديداس” و”ريبوك”.
ويقول الرئيس التنفيذي للشركة راين ديفيد مولينز إنّ شركته تخطط حالياً لصنع أحذية رياضية حقيقية، مشيراً إلى أنّ الدفعة الأولى التي تضمّ 500 حذاء بيعت حتى قبل بدء الإنتاج.
ويضيف “بمجرد أن تتمكّن من تحديد حجم الطلب في هذه المنصات، يصبح من الأسهل بناء قناة نحو العالم الحقيقي لتصنيع المنتجات”.
وبدأ التطبيق التعاون مع مصممين شباب، قد تكون كلفة إطلاق علامتهم التجارية المادية باهظة بعض الشيء.
ويرى مولينز أنّ “المباشرة في تصميم المنتجات افتراضياً أسهل بكثير”.
وتعتبر منصة “Farfetch” للأزياء الراقية مثالاً آخر على ازدهار هذا المجال. وأطلقت في أغسطس (آب) صيغةً تسمح للناس بالطلب المسبق لمنتجات “بالنسياغا” أو “أوف-وايت” او “دولتشه اند غابانا” الرقمية فقط.
ملابس افتراضية
وتتعاون المنصة مع شركة “دريس اكس” الذي يصمم ملابس افتراضية للتوصّل إلى إصدارات مقنعة قدر الإمكان.
وتُصنّع القطع بعد ذلك في المشاغل بحسب الطلبات المسبقة فقط، وهي طريقة جذابة خصوصاً للعلامات التجارية الراقية بدلاً من شركات الملابس الجاهزة الضخمة.
وقد تساعد هذه طريقة في العمل على تجنّب الإفراط في الإنتاج والسلع غير المباعة التي أصبحت مصدر قلق للتكاليف المرتبطة بها.
ومع ذلك، لم يقتنع الجميع بفكرة تحويل ما هو رقمي إلى ملموس.
وتعتبر دار الأزياء الافتراضية “ذي فابريكنت” أنّ “يمكن ارتداء القطع الرقمية وجمعها والمتاجرة بها في عالم الميتافيرس، من دون الحاجة إذاً إلى جهات في العالم الواقعي”.
لا تزال الشركة الهولندية ترى أن النفاذية بين العالمين أمر جيد عندما يختار الناس “إدخال جمالية العالم الافتراضي في حياتهم المادية”.
ويقول بيرغ “في النهاية، يتعلق الأمر بالاستحسان”، مضيفاً “إذا كان شيء ما مرغوباً في هذا الفضاء (الافتراضي)، فلم لا يكون مستحسناً في فضاء آخر؟”.