شباب وتعليم

عقول شابة تبدع في المشاريع النهائية لمقرر “مختبر التصميم 3” بكلية العمارة

الكويت– هاشتاقات الكويت:

    قامت مجموعة متميزة من طالبات قسم التصميم المرئي والداخلي في كلية العمارة بجامعة الكويت (مقرر مختبر التصميم 3)، بتصميم مشاريع علمية إبداعية ذات تأثير اجتماعي وكفاءة عالية وذلك تحت إشراف د. سارة المضف.

    وقالت أستاذة المقرر د. سارة المضف أن الطالب في هذا المقرر يدرس الواقع الاجتماعي في دولة الكويت، ويحلل عدة مشاكل اجتماعية يواجهها المجتمع الكويتي، ويقوم بإعداد بحث ودراسة عميقة يفهم فيها الطالب بداية المشكلة وأسبابها، موضحة أن علوم التصميم المرئي تعزز قدرة الطالب على التفكير النقدي والتخطيط الاستراتيجي، والقدرة على العمل في فريق متعدد التخصصات، و تعريف ودراسة وتحليل الفئات المستهدفة وحل مشاكل التواصل بطرق ابداعية مبتكرة، بالإضافة الى ايجاد حلول للإقناع والتحفيز والتشجيع وتغيير السلوك، وحلول لتبسيط الشرح المعقد وتسهيل فهم المعلومة من المرة الاولى، وكذلك إيجاد حلول لتنظيم المعلومات والبيانات والملفات لسهولة إيجاد المعلومات.

   وأضافت د. المضف أن هذه المشاريع ليست مشاريعاً وهمية بل طبقت على أرض الواقع، لافتة إلى أن كل مجموعة قامت بتصميم عناصر حسب متطلبات المشروع، وقد قمن الطالبات بعمل حملة اعلامية متكاملة لمشاريعهن في مواقع التواصل الاجتماعي، وتصميم هوية تجارية وشعار بحيث أن محتوى التصاميم كان باللغتين العربية والانجليزية، كما احتوت هذه المشاريع على عدة منتجات منها تصميم كامل لتطبيق هاتف ذكي، وكتيب إرشادي مفصل، وموقع الكتروني، وتصميم شخصيات كرتونية، بالإضافة إلى تصميم غلاف ومحتوى كتاب كامل.

    وأشارت د. المضف إلى أنها وطالبات المقرر يهدفن إلى تعريف المجتمع بهذه الحملات التوعوية، وبمخرجات تخصص التصميم المرئي (Visual Communication Design) وجودة التعليم التي يتم تقديمها في كلية العمارة، وفيما يلي تفاصيل هذه المشاريع وإنجازات الطالبات:

مشروع تعزيز اللغة العربية لدى الطفل العربي

    البداية كانت مع الطالبات سارة الدليجان وهيا النجار وزينب البلوشي واللاتي قلن “أننا نشهد في مدارس التعليم العام، وفي الجامعات، ضعفاً ملحوظاً بين أوساط الطلبة في اللغة العربية، ضعفاً علمياً ووظيفياً في القراءة والكتابة والتعبير والاستيعاب والتواصل، وفي تحصيل علوم اللغة العربية، وفي الإقبال عليها، وقد زادت مشكلة ضعف الطلبة في اللغة العربية نتيجة الإهمال  وتفشت حتى أصبحت ظاهرة مقلقة بافتقار اللغة العربية إلى منتجات تشد الانتباه، والتي تعد من ظواهر التردي الثقافي والعلمي الذي يكتسح أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج”.

وتضمن المشروع قصة تفاعلية للأطفال باللغة العربية الفصحى تدمج الترفيه والتعليم معاً، بحيث تكون القصة مكونة من شخصية رئيسية تُعرّف الطفل على محتوى القصة، وما يتضمنه من مغامرات تعليمية، بالإضافة إلى تصميم شخصيات كرتونية تحاكي الطفل، وأوضحت الدليجان والنجار والبلوشي أن الهدف من المشروع هو التركيز على مفردات اللغة العربية الفصحى عند الطفل العربي، وأن المشروع يستهدف الأطفال من عمر 8 -10 سنوات.

مشروع تصميم مساحة إلكترونية

   فيما قالت الطالبات طيبة المسعود وجنان الشراح ودانة حامد ” لقد اخترنا مشكلة تواجه المصممين المحترفين والمهتمين بالتصميم المرئي في دولة الكويت، وهي أن أغلب الناس يجهلون تفاصيل مجال التصميم المرئي، منوهات أن الأغلبية يعتبرون التصميم هواية وليس علماً ودراسة لقلة الوعي في هذا المجال، مما يخلق مشاكل أخرى مثل عدم التفرقة بين المحترف والهاوي، ولجوء التجار للهواة والذي يتسبب بخلق مشاكل بين التاجر والمستهلك نتيجة ضعف وسوء التصميم والتواصل المرئي، أو عدم وصول الرسالة للأشخاص المعنيين أو إساءة فهمها من قبل المالك أو الشركة ينتج عنها مشاكل قانونية وخسائر وأضرار مادية أو معنوية.

    وأشارت الطالبات أن المشروع يهدف إلى التوصل لحل هذه المشكلة، موضحات أن من أسبابها هو عدم وجود برامج لتوعية التجار والمستهلكين بتخصص التصميم المرئي، وعدم وجود مكان مخصص يجمع المصممين المحترفين حتى يسهل العثور عليهم في دولة الكويت، وبينت طالبات المشروع أن هدفهن من هذا المشروع هو تعريف المجتمع بالتصميم بقدر المستطاع حيث انه تخصص مهم لتطور المجتمع، وأكدت الطالبات مسعود والشراح وحامد أن هدف المشروع هو تصميم مساحة إلكترونية خاصة للمصممين المهتمين بالتصميم في الكويت، بحيث يساعدهم على التواصل بسهولة وإيجاد ما يحتاجونه في هذا المجال سواء للعمل أو التعلم.

مشروع الاهتمام بالحدائق العامة

من جهتهن، تطرقت الطالبات هاجر الخالدي ومراحب الخالدي وشروق أحمد من خلال مشروعهن إلى مشكلة الحدائق العامة، والبالغ عددها بالكويت أكثر من 136 حديقة موزّعة في جميع أنحاء البلاد بمساحة تخطت 3 ملايين متر مربع، والتي تتعرّض إلى إهمال شديد وتراخ في خدمتها، وتتعدد أشكال الإهمال الذي تعاني منه الحدائق العامة في الكويت من عدم ري المزروعات دورياً مما يتسبب في موتها، بالإضافة إلى عدم تهذيبها وانتشار الحشرات الضارة دون مكافحة، وافتقارها إلى أبسط أنواع الخدمات التي يحتاجها زوار مثل هذه المرافق.

    وبينت الطالبات أهمية حل المشكلة من الناحية البيئية والاجتماعية والاقتصادية، حيث أنها تقلل التلوث البيئي وحرارة الجو، كما تقلل التوتر والقلق، وتؤثر إيجابا على الصحة النفسية والجسدية لدى مرتاديها، وكذلك من الناحية الاقتصادية تكون داعمة للمشاريع الصغيرة.

وأشارت الطالبات إلى أنهن قمن بعمل زيارات مختلفة لعدد من هذه الحدائق، وكشفن أنها أماكن يمكن استغلالها بشكل أفضل، لتكون جاذبة لأهالي المنطقة، سواء للأسر الراغبة بجلسات عائلية ليلية هادئة وسط الأشجار والمساحات الخضراء برفقة أبنائهم، أو حتى لأولئك الراغبين في ممارسة الرياضة، مؤكدات أن هذه الحدائق بحاجة إلى اهتمام أكثر من جانب البنية التحتية.

وأشارت الطالبات هاجر ومراحب الخالدي وشروق أحمد إلى مثال ناجح طبق على أرض الواقع وضعنه نصب أعينهن أثناء البحث في المشكلة وهي حديقة الشهيد التي شهدت تطوراً ملحوظاً ولاقت إعجاب الكثير من زوارها والجميع، وهي إحدى الحدائق التي تتمتّع بمواصفات ومقاييس عالية للحدائق العامة في البلاد، والتي تُدار بقوانين صارمة من قبل الديوان الأميري ومن قبل موظفين ومتطوعين متخصصين، متمنين بأن تتحول جميع الحدائق في المناطق السكنية إلى حدائق متطورة تتوافر فيها خدمات مختلفة أسوة بحديقة الشهيد.

وبينت الطالبات أنه بعد البحث والتحري وعمل استبيانات مع سكان المناطق ولقاءات مع المتخصصين من مؤسسة “مهندسون بلا حدود” للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال، واستطعن التوصل لحل مشكلة إهمال الحدائق العامة عن طريق تنظيم حملة إعلامية توعوية تفاعلية مع أهالي المناطق السكنية لمنحهم صوتاً جماعياً للمطالبة بحقهم في حديقة مثالية لمنطقتهم تلبي احتياجاتهم، وأوضحن أن حسابهم على تطبيق التواصل الاجتماعي انستقرام هو @PUPLIC_PARK_Q8 .

مشروع الأزياء المستدامة

   وذكرت كل من الطالبتين لجين زاهر وغنيمة القضيبي “شعرنا بالذهول من الآثار السلبية الناتجة عن التبضع والاستهلاك المفرط للملابس، والتي تؤثر بشكل سلبي وواضح على البيئة وسلامة وصحة العمال في المصانع، وأحسسنا بضرورة اتخاذ موقف جماعي في دولة الكويت داعم للأزياء المستدامة”.

وأكدتا زاهر والقضيبي أن مجال الأزياء له تأثيرات سلبية عديدة في مختلف المجالات منها ظروف العمل غير الأخلاقية، والذي كان أحد الأسباب الرئيسة لاختيار هذا المشروع، وعلى سبيل المثال ما حدث عام 2013 بانهيار مبنى رنا بلازا في العاصمة دكا في دولة بنغلاديش والذي أدى إلى وفاة 1134 عاملا في مصنع الأزياء، إضافة إلى إصابة 2500 آخرين بسبب عيوب هيكلية في المصنع، وفي عام 2019 فقد عمال كمبوديين أطرافهم في تصادم شاحنات بسبب النقل الغير آمن للعمال في المصنع، بالإضافة إلى التدهور البيئي، وكشفت الطالبتان أن مجال الأزياء مسؤول عن 20% من المخلفات الصناعية السائلة و 10% من تلوث الهواء الجوي و10% من نفايات النسيج في العالم.

 ولفتت الطالبتان إلى أهمية الاهتمام بخزانة الملابس، والتسوق بذكاء وعند الحاجة فقط، بالإضافة إلى بحث عن ماركات مستدامة وأخلاقية، كما قدمتا حلولا من خلال دعم لمصممي وخياطي اﻷزﻳﺎء اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ، واﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ المحلية والتي تسهم بدعم الاقتصاد المحلي للدولة، وارتداء اﻟﻤﻼﺑﺲ المستعملة مسبقا للإسهام ﰲ ﺗﻘﻠﻴﻞ الاﻧﺒﻌﺎﺛﺎت اﻟﻜﺮﺑﻮﻧﻴﺔ ﰲ اﻟﻐﻼف اﻟﺠﻮي، بحيث يكون ﻣﻘﺪار اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﺼﻨﻊ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﻤﻼﺑﺲ يﻌﺎدل ﺻﻔﺮ.

 وأشارت الطالبتان أنه على اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﻤﻼﺑﺲ ذات اﻟﺠﻮدة اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻫﻈﺔ اﻟﺜﻤﻦ، إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻴﺶ ﻟﻤﺪة أﻃﻮل وﺘﺴﺎﻋﺪ ﰲ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﻤﺎل على المدى البعيد، لذا علينا الاستثمار ﰲ ﺷﺮاء ﻗﻄﻊ اﻟﻤﻼﺑﺲ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ كأولوية خلال التسوق، موضحتان أنه ﻣﻦ ﻃﺮق اﻟﺘﺴﻮق اﻷﺧﻼقي واﻟﻤﺴﺘﺪام ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت التجارية الغير شفافة فيما يخص مصادرها ومسئولياتها البيئية ومنها اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻟﻸزﻳﺎء اﻟﺴﺮﻳﻌﺔ.

 كما لفتتا إلى أهمية اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﻃﻴﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﻼﺑﺲ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ وﺑﻠﺪ اﻟﺼﻨﻊ، وﺑﻌﺪﻫﺎ اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﻄﺒﻖ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺎدل أم ﻻ، ونصحتا الجميع بشراء الأقمشة من القطن والكتان والصوف والحرير والكنب والكشمير والابتعاد عن البوليستر والنايلون والرايون والليكرا.

    وأوضحت الطالبتان أن أهمية اطلاع المستهلكين ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ يسهم في الحد من مشكلة الأزياء السريعة في العالم، وبالتالي يقلل من الاﻧﺒﻌﺎﺛﺎت اﻟﻜﺮﺑﻮﻧﻴﺔ الضارة ﰲ اﻟﻐﻼف اﻟﺠﻮي، كما يسهم في ﺗﻘﻠﻴﻞ دعم المستهلك لهذه الممارسات غير الأﺧﻼﻗﻴﺔ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻷزﯾﺎء.

مشيرتين إلى أهمية التفات المجتمع بدولة الكويت لهذه المشكلة، وأن يكونوا نشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي، ﻟﺘشجيع بعضهم البعض وتحقيق نقلة نوعية ﰲ ﻋﺎﻟﻢ اﻷزﻳﺎء ﻧﺤﻮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ أﻛﺜﺮ اﺳﺘﺪاﻣﺔ، وكذلك التغيير النابع من الذات بتقليل المساهمة في الانبعاثات الكربونية، فيجب ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻟﻸزﻳﺎء ذات المسؤولية اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ والشفافية في الإفصاح ﻋﻦ ﻣﺼﺎدرﻫﺎ.

وفي ختام حديثهن وجهن زاهر والقضيبي رسالة للجميع بأن يتسوقوا ﺑﻤﻌﺪل أﻗﻞ، ويتحققوا ﻣﻦ طية الملابس، ويعيدوا ارﺗﺪاء ﻣﻼﺑﺴهم، ويختاروا ﺟﻴﺪا، ويستهلكوا منتجات ﻣﺤﻠﻴة، وشراء اﻟﻤﻼﺑﺲ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ، ويقومون بمقاطعة مصنعي الملابس غير الملتزمين، حتى يتم تطوير صناعة الأزياء معا وتشجيع الآخرين على القيام بالمثل، وأشارتا إلى أن حساب مشروعهن عبر تطبيق التواصل الاجتماعي انستقرام هو @MOS_ORG.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى