شباب وتعليم

عميد كلية التربية الأساسية د.عويد العنزي: ضرورة إعداد المعلم الريادي تماشياً مع رؤية الكويت 2035

الكويت -هاشتاقات الكويت :

أكد عميد كلية التربية الأساسية أ.د. فريح عويد العنزي أن تكريم المعلم لا يتحقق إلا بتقدير جهوده والتواصل معه، وإيجاد بيئة تحفيزية خصبة ومناسبة تدعم الإنجاز والإبداع، داعيًا لاغتنام “يوم المعلم” لترسيخ دوره ودعمه في أداء رسالته السامية، مشيرًا إلى استحقاقه التكريم والإجلال على مدار العام وليس فقط في “يوم المعلم” نظرًا لما يبذله من جهود مضنية في إعمال العقل وإعمار الأوطان.

وأشار العنزي في تصريح صحافي إلى أن المعلم شخصية مصونة ينبغي الاعتناء بها، وتجنيد جميع الطاقات الممكنة في سبيل ممارسة دورها الريادي، لافتًا إلى أن الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بقيادة مديرها العام أ.د. علي المضف حريصة كل الحرص على ترجمة سياسة الدولة في إعلاء شأن المعلم وترسيخ ثقافة العمل الجاد في إطار دعم مساعيه، فالمعلم أولاً وأخيرًا ما هو إلا ركيزة من ركائز التنمية المستدامة، والتي تسعى من خلالها الدولة لبناء وتطوير المواطن في إطار بيئة علمية سليمة لاسيما وأن تكون متماشية مع رؤية الكويت ٢٠٣٥م.

ولفت العنزي إلى أن كلية التربية الأساسية ما هي إلا مصنع تربوي خرّج ولا زال يقوم بتخريج عدد كبير من المعلمين والمعلمات والإداريين الذين يقومون بإثراء مسيرة الكويت التعليمية، منوهًا كذلك إلى الدور الكبير للمكتبات ذات القيمة الحضارية العالية في مؤسسات إعداد المعلم، فضلاً عن الخدمات المقدمة لرواد المكتبة، ودعم تلك المكتبات بصورة مستمرة من خلال مدها بالإصدارات الجديدة وتنويع أنشطتها بحيث تصبح بيئة أكثر جاذبية وذات فعالية أكبر.

وكشف العنزي النقاب عن خطة عمادة الكلية نحو توسيع نطاق المكتبة بما يخدم الطلبة والأساتذة على حد سواء، مشيرًا إلى أن خدمة شريحة الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة يعد من الركائز الأساسية في مساعي الكلية سواء داخل المكتبة أو خارجها، وعليه؛ فقد وضعت الكلية آليات كفيلة بخدمة هذه الشريحة.

ونوّه العنزي إلى السياسة الحالية في عمادة الكلية في إطار وضع منهجية شاملة لاستيعاب الطلبة، ودعمهم عبر خدمات مركز الدعم التربوي الذي يقوم حاليًّا بدورٍ رائدٍ في تقديم الاستشارات التربوية والأكاديمية والنفسية والاجتماعية والدينية للطلبة والتعاون مع ذويهم إذا تطلب الأمر وصولا إلى تذليل الصعاب بصورة تخصصية ومهنية مجانية، وهو ما أظهره أهالي الطلبة من خلال دعمهم للخدمات المقدمة للطلبة داخل الكلية بعيدا عن الربح المادي والمحاولات الانتهازية التي قد تشوب الكثير من الاستشارات المقدمة خارج الكلية، معتبرًا أن الخدمات الاستشارية تمثل اليوم ضرورة عصرية وحاجة وطنية لحماية الناشئة ومساعدتهم على تنمية مواهبهم وإزالة الحواجز المعيقة لمسيرتهم الأكاديمية، والعمل على إنماء شخصياتهم بعيدًا عن الاستغلال المادي والاستشارات غير المتخصصة.

كما تطرق العنزي إلى مركز الدعم التربوي والذي باشر عمله في تقديم الاستشارات للطلبة والطالبات ضمن خطة سنوية مدروسة تلبي مطالب الكلية، لاسيما في ظل حاجة الطلبة لمن يستمع إليهم ويمدهم بالنصائح التوجيهية المخلصة، علما بأن الكثير من التحديات التي تواجه الشباب تتمحور حول المشكلات الاجتماعية ذات الانعكاسات النفسية التي ربما تعيق الحياة الأكاديمية إذا لم تجد الخدمات الاستشارية المطلوبة

وأوضح العنزي أن كلية التربية الأساسية ومن واقع مسؤوليتها الاجتماعية ورسالتها الإنسانية، تولي أهمية كبيرة لموضوع الاستشارات التربوية والنفسية، وذلك بفضل الكفاءات الوطنية التي تقدم هذه الخدمات التطوعية بروح وطنية نعتز بها، مضيفًا أنه وفي هذا الصدد ومن أجل التطوير في هذا المسار، قام المركز بإعداد برامجه وأنشطته التوعوية والأكاديمية لهذا الفصل الدراسي ومن هذه الفعاليات برنامج التمكين الطلابي الثالث، وكذلك ملتقى الجامعات الذي سوف يقام في ثانوية الروضة للبنات خلال الشهر الجاري.

وأضاف: يقدم المركز كذلك مجموعة اصدارات وبروشورات توعوية لبناء شخصية وثقافة الطلبة، علمًا أن د. سعاد الشبو تقوم حاليا بتقديم الاستشارات الأكاديمية لشريحة طلبة الاستكمال (من أصحاب الإجازات الدراسية) كما أنها قامت بالتعاون مع د. هيفاء اليوسف بعمل دراسة ميدانية وافية لمعرفة تطلعات هذه الشريحة تمهيدا لوضع آليات لتطوير الخدمات المتطورة لهذه الفئة.

وفيما يخص تطوير الخدمات الأكاديمية في الكلية، أردف العنزي قائلاً: قامت العمادة الحالية بتشكيل لجان وفرق عمل من أجل تطوير الجانب الأكاديمي والإرشادي للطلبة من جهة، وتنمية الجانب البحثي لأعضاء هيئة التدريس والتدريب من جهة أخرى، وذلك بهدف وضع آليات منهجية لنشر الأبحاث الأكاديمية بصورة دائمة مع الاستفادة من النشر الإلكتروني.

واسترسل العنزي قائلاً: أن الكلية تشهد كذلك تنفيذ مشاريع تطويرية عدة لضمان تقديم أفضل الخدمات التي تليق بتحقيق الطموحات الحضارية ومتماشية مع الخطة التنموية في البلاد؛ إذ إن أبرز تلك المشاريع التطوير الكمي والنوعي لتحسين أداء الخدمات الطبية داخل الكلية، حيث تقوم عمادة الكلية بتكثيف التعاون مع وزارة الصحة والجهات المعنية لزيادة ساعات العمل في الكلية، ودعم الطاقم الطبي بمزيد من الكوادر الطبية والمستلزمات الصحية الكفيلة بتطوير أداء العيادة الطبية التي تقوم بدور إنساني لمنتسبي الكلية، معلناً في الوقت ذاته أن الكلية بصدد افتتاح المقر الجديد لعيادة الكلية وهي نقلة نوعية في جودة العمل.

وعن تعزيز المناخ الاجتماعي في الكلية أشار العنزي إلى أن من المشاريع القادمة ستتخلل افتتاح عدة استراحات للطالبات لتحقيق قدر أكبر من الانسجام بين الطلبة، ولا سيما أن هذه المشاريع لم تكن لتتحقق إلا بمؤازرة الأقسام المعنية بالتصميم الداخلي والتربية الفنية والدراسات الإسلامية وجميع الأقسام المشاركة بفاعلية؛ إذ نأمل منهم المزيد من المشاريع التي تصب في مصلحة الكلية.

وفي إطار التواصل وتنمية العلاقات المهنية مع أعضاء هيئة التدريس والتدريب وجميع منتسبي الكلية، أكد العنزي ترحيبه بجميع الاقتراحات التي من شأنها الارتقاء بالعملية التعليمية ودعم مسيرة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب واتباع سياسة الباب المفتوح، معتبرًا أنها تستمد قوتها من إعطاء المعلم حقه في ممارسة رسالته النبيلة في ظل بيئة تعاونية تعينه على مواصلة الطريق على نحو فاعل.

وألمح العنزي إلى أهمية التواصل بين الإداريين وأعضاء هيئة التدريس والتدريب والتي تعتبر من أولويات العمل المثمر في أي مؤسسة تعليمية تريد التميز وتحقيق قدر أكبر من الأهداف المنشودة، ولا سيما في مجال تقديم البحوث العلمية البناءة والأداء التدريسي الفعال وخدمة المجتمع بصورة مشرفة تليق بمكانة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، منوهًا في الوقت ذاته إلى ضرورة العمل المنظم في نشر ملخصات أبحاث أعضاء هيئة التدريس والتدريب المنشورة في المجلات العلمية المحكمة في المجلة الأخبارية الخاصة بالكلية خصوصًا وأن سياسة الكلية تنتهج في الوقت الحالي العمل على تحفيز أعضاء هيئة التدريس والتدريب على عمل البحوث الميدانية والإجرائية لتطوير الكلية وتذليل الصعاب التي قد تعترض طريق العاملين فيها.

الجدير بالذكر أن العنزي كرم عدد من موظفات وموظفي مكتب التسجيل للبنين والبنات عرفانا بجهودهم المضنية خلال فترة القبول والتسجيل، ومن أجل تجويد العملية التعليمية إذ شدد العنزي خلال التكريم على وضع مجموعة من الضوابط لتطوير العمل في هذا المجال الذي يتطلب الكثير من الجهود والأفكار التطويرية نظرا لتزايد أعداد الطلبة وتنوع التخصصات النظرية والتطبيقية والعملية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى