عودة ريا وسكينة… إلى مسرح الجريمة الكوميدية على خشبة عبدالحسين عبدالرضا
الكويت– هاشتاقات الكويت:
«عودة ريا وسكينة»… إلى المشهد المسرحي مجدداً!
في أجواء امتزجت فيها كل عناصر الفرجة والمتعة، من غموض وكوميديا وتشويق، انطلقت أول أيام عيد الفطر السعيد، من على خشبة مسرح العملاق عبدالحسين عبدالرضا، العروض الرسمية لمسرحية «عودة ريا وسكينة»، حيث تم طرحها بأسلوب مُغاير كلياً عمّا تعود عليه المتلقي في السابق، لا سيما بعد أن جسدت الفنانة هيا الشعيبي شخصية «ريا»، وتقمصت الفنانة إلهام الفضالة دور أختها «سكينة» بطريقة كوميدية لامست إعجاب الجمهور الكويتي.
وبالرغم من أن فريق العمل تناول قصة «ريا وسكينة» بشكل مختلف وبرؤية فنية مبتكرة، إلا أنه لم يمحُ جوهر القضية، بل حافظ على لب الموضوع الأساسي و«الحدوتة» الشعبية، التي تتمحور حول الشقيقتين اللتين تعدان من أشهر السفاحين في تاريخ مصر والعالم بأسره، فقد ظهرت هناك بعض الاختلافات البسيطة في القصة الأساسية، خصوصاً حين تكتشف كل من ريا وسكينة أن والدهما هو السبب الرئيسي في تعاستهما، وأنه لعب دوراً محورياً في تردي حالتهما المعيشية.
تبدأ الأحداث على خشبة المسرح بظهور امرأة تحتضر وتصارع الموت قبل ولادتها لابنتها «سكينة»، حيث أوصت جارتها الشريرة والسفاحة، التي تلعب دورها الفنانة بدرية طلبة أن توفر الرعاية لابنتها «ريا» إلى جانب شقيقتها حديثة الولادة «سكينة». وخلال الأحداث شكلّت كل من هيا وإلهام ثنائياً رائعاً وناجحاً، في حين تميزت الفنانة بدرية طلبة بعفويتها في أداء واحد من أهم الأدوار، حيث صفق لهن الجمهور غير ذي مرة.
كما تتطور الأحداث سريعاً وتمضي السنوات، فنرى الشقيقتين تكبران، لكنهما تضطران للسرقة والقتل كي تعيشان في البيت الذي أعطتهما إياه – السفاحة – والتي علمتهما السرقة وخطف النساء الثريات، ومن ثم قتلهن، حتى لا ينكشف المستور.
وهنا يظهر المرشد السياحي، الذي جسد شخصيته الفنان داود حسين، وهي شخصية جديدة تمت إضافتها إلى شخوص العمل الأساسيين، حيث يجوب البلدة التي تشهد أحداث الخطف والقتل، فهو في الظاهر يبدو كمرشد سياحي أمام الناس، غير أنه يعمل في الباطن كمخبر سري للشقيقتين السفاحتين. ويُحسب لداود حسين براعته في أداء هذه الشخصية،، إذ تميز بعفويته، كما وضع خبرته وسخّر كل إمكاناته وأدواته التمثيلية لاتقانها.
في مسار آخر، برز الفنانان خالد البريكي وثامر الشعيبي في دوريهما لضابطين من الشرطة، وأتحفا الجمهور بالمواقف وبـ«القفشات» الشيقة، فضلاً عن ظهور الفنان علي الفرحان بدور الشرطية الكوميدية، وهو من ضمن فريق الضباط الذين يبحثون عن المجرمتين، بينما أبدع الفنان عبدالله الحمادي في دور ابن السفاحة الشريرة.
وإلى جانب قصص الرعب والجريمة المُطعّمة بالكوميديا، التي ترجمها فريق العمل بنجاح على الخشبة، حرصت كاتبة النص الفنانة هيا الشعيبي على وضع بصمتها الخاصة، عبر تسليط الضوء على بعض القضايا الاجتماعية، بينها ضرورة المحافظة على البيئة وحماية المستهلك، بالإضافة إلى موضوعات أخرى تستهدف الشاب الكويتي وقضاياه المختلفة، عطفاً على طرح بعض الظواهر السلبية، التي تحدث في مواقع «السوشيال ميديا»، لتنتهي الأحداث بظهور والد «ريا وسكينة» بعد سنوات من غيابه عن أسرته، لتتكشف الأمور تباعاً، وتظهر آخر الضحايا التي تم قتلها على يد هاتين القاتلتين، وكانت أختهما من الأب.
العرض بمجمله، كان مميزاً ومستحدثاً، كما بدت الموسيقى التصويرية متماشية مع الأحداث، إلى جانب الديكور الذي أعطى كل مكان تفاصيله، في حين أسهم الإخراج في إظهار إمكانات ثامر الشعيبي في مجاله، وكان في خدمة العرض والقصة.
يُذكر أن «عودة ريا وسكينة» من تأليف هيا الشعيبي وإخراج ثامر الشعيبي، تمثيل: داود حسين وإلهام الفضالة وهيا الشعيبي وخالد البريكي، وبدرية طلبة وعلي الفرحان وعبدالله الحمادي وعبدالرحمن فهد، وإشراف عام هاني الطباخ.