عودة مميزة لـ طارق العلي في “غريب”
بعد النجاح الذي حققه في السابق من خلال «الفلته» بأجزائها الثلاثة و«الفصلة»، عاد بنا طارق العلي الى ملعبه في هذا الشهر الكريم وقدم لنا «غريب» الذي يعرض حاليا على عدد من القنوات الفضائية ومنها تلفزيون الكويت كعرض أول.
مسلسل «غريب» حلقاته منفصلة وتدور أحداثه في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، في قالب كوميدي اجتماعي تراثي، حول شاب بسيط يدعى غريب (طارق العلي) يحاول حل العديد من المشكلات والأزمات، لكنه يقع ضحية لتلك المبادرات مع عائلة زوج شقيقتــه أبو قمر الذي يجسدها (أحمد الفرج).
عودة العلي لمثل هذه الاعمال مع مجموعة مميزة من الممثلين شهاب حاجية وفاطمة الطباخ واحمد التمار وابراهيم الشيخلي ومحمد باش، عودة موفقة خصوصا في ظل الظروف التي نعيشها بسبب جائحة كورونا، لأن مثل هذه الاعمال محببة للجمهور الخليجي لأنها غير «معقدة» ومعتمدة حلقاتها على كوميديا الموقف يعني «شر البلية ما يضحك» خصوصا عندما تتناول موضوعات وقضايا يعاني منها المجتمع بأسلوب كوميدي لتوصيل رسالة واضحة للجهات المعنية في تلك القضية.
«غريب» ناقش وباء كورونا و«حط ايده» على بعض السلبيات التي حدثت لتطبيق الحظر والالتزام بالتعليمات الصحية، وهذا امر يحسب لأسرة مسلسل «غريب» التي ناقشت هذه المسألة بطريقة ذكية بعد المشاكل التي حدثت بسببها وأيضا ناقش قضية «غسيل الاموال» التي انتشرت مؤخرا والفساد وقضايا اخرى خاصة للاطفال المحرومين من ممارسة هواياتهم لعدم وجود اماكن ترفيهية، فيضطر «غريب» لعمل دوري لهم في الفريج، أمور كثيرة ناقشها «غريب» بأسلوب جميل فكان بالفعل وجبة خفيفة للأسرة تضحك فيها في ظل الظروف الاستثنائية التي نعيشها.
نوعية مسلسل «غريب» تحتاج الى نصوص درامية مدروسة جيدا لتقديمها بالشكل لانه ليس كل كاتب يكتب هذه النوعية من المسلسلات التي تحتاج الى فكر ووعي في تقديم القضية او الموضوع بشكل مبسط للمتلقي، وهذا الأمر تحقق من خلال تعاون «فروغي للانتاج الفني» مع الكاتب عبدالله بالعيس لتقديم هذا العمل خصوصا ان المخرج نعمان حسين يعشق مثل هذه الاعمال التي تصل لقلوب الناس بسرعة ولكنها تحتاج الى ذكاء في تنفيذها وهذا متوافر لدى المخرج نعمان وفريق عمل «غريب» الذي يضم نخبة كبيرة من الممثلين كضيوف شرف مثل عبدالرحمن العقل ومحمد جابر وخالد العجيرب بالاضافة الى الشباب وهو امر يحسب للفنان طارق العلي والمنتج عيسى العلوي اللذين يحرصان دائما على دعم الممثلين الشباب واعطائهم الفرصة لإثبات انفسهم اكثر وتقديم وجوه جديدة في اعمالهما التلفزيونية او المسرحية.
المصدر: الأنباء
