غزة.. ارتفاع حصيلة ضحايا قصف الاحتلال على مخيم جباليا
يستعد المزيد من الرعايا الأجانب لمغادرة قطاع غزة، اليوم الخميس، فيما ارتفع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة إلى 1000، “ما بين قتيل وجريح ومفقود”، وفق وزارة الصحة في القطاع، وهي ضربات قال مسؤولون لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة إنها قد ترقى إلى جرائم حرب.
وجاء ذلك في تدوينة نشرها المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، فجر الخميس، في حساب الوزارة على منصة “فيس بوك”، مشيراً إلى سقوط “1000 شهيد وجريح ومفقود في مجزرتي جباليا”.
وقال المكتب الإعلامي لحكومة حماس اليوم إن 195 فلسطينياً على الأقل قتلوا على مدار يومين في جباليا، فيما لا يزال هناك 120 مفقودا تحت الأنقاض، وأضافت في بيان أن 777 شخصاً على الأقل أصيبوا.
ومساء أمس الأربعاء، نفذت المقاتلات الإسرائيلية غارة جديدة على مخيم جباليا، خلفت دماراً واسعاً طال عشرات المنازل.
وفي غضون ذلك تمضي إسرائيل في هجومها ضد مسلحي حماس في غزة وقصفت القطاع براً وبحراً وجواً.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن دوي انفجارات سمع في الساعات الأولى من صباح الخميس، في محيط مستشفى القدس بمدينة غزة.
وسبق أن أبلغت السلطات الإسرائيلية المستشفى بضرورة الإخلاء على الفور، وهو ما يقول مسؤولون من الأمم المتحدة إنه أمر يستحيل القيام به من دون تعريض المرضى للخطر.
وعبر ما لا يقل عن 320 من الرعايا الأجانب والعشرات من سكان القطاع المصابين بجروح خطيرة إلى مصر، أمس الأربعاء، بموجب اتفاق بين إسرائيل ومصر وحماس.
ومن بين من تم إجلاؤهم حاملو جوازات سفر من كل من أستراليا والنمسا وبلغاريا وجمهورية التشيك، وفنلندا وإندونيسيا وإيطاليا واليابان والأردن والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وقال مسؤولو حدود في غزة إن معبر رفح الحدودي سيُعاد فتحه اليوم حتى يتمكن المزيد من الأجانب من الخروج.. وقال مصدر دبلوماسي إن نحو 7500 من حاملي جوازات السفر الأجنبية سيغادرون القطاع على مدى أسبوعين تقريباً.
وتقول إسرائيل إن الحركة لديها مراكز قيادة وغيرها من “البنية التحتية الإرهابية تحت وحول وداخل المباني المدنية، ما يعرض عن عمد المدنيين في غزة للخطر”.
وعمل الفلسطينيون، أمس الأربعاء، على البحث بين الأنقاض في محاولة يائسة لانتشال ضحايا محاصرين.. ووصف أحد الشهود الأمر بأنه “مذبحة”.
وقال مسؤولون في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إن الضربات على المخيم يمكن أن تصنف على أنها جريمة حرب.
وكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على منصة إكس: “نظراً للعدد الكبير من الضحايا المدنيين وحجم الدمار في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين، لدينا مخاوف جدية من أن تكون هذه هجمات غير متناسبة يمكن أن ترقى إلى مستوى جرائم حرب”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن جندياً قتل في غزة، أمس الأربعاء، كما قُتل 15 أمس الأول الثلاثاء.
ووسط تزايد المطالبات الدولية بوقف مؤقت للأعمال القتالية لأسباب إنسانية، تتدهور الظروف في القطاع الساحلي بشكل متزايد في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية والحصار المشدد، وتتضاءل الكميات المتاحة من الغذاء والوقود ومياه الشرب والأدوية.
ووصف الدكتور فتحي أبو الحسن، وهو حامل جواز سفر أمريكي انتظر العبور إلى مصر، الظروف في غزة بأنها تشبه الجحيم في ظل عدم وجود ماء أو طعام أو مأوى.. وقال: “نفتح أعيننا على موتى ونغلقها على موتى”.
وتواجه المستشفيات صعوبات بسبب نقص الوقود الذي أدى إلى إغلاق أبواب بعضها بما في ذلك المستشفى الوحيد في غزة لعلاج السرطان.. وترفض إسرائيل السماح للقوافل الإنسانية بإدخال الوقود وترجع هذا إلى أن مقاتلي حماس سيستخدمونه لأغراض عسكرية.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إن مولد الكهرباء الرئيسي في المستشفى الإندونيسي لم يعد يعمل بسبب نقص الوقود.
ومنذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي يشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية على الأحياء السكنية في قطاع غزة أحدثت دماراً هائلاً، وقتل خلالها أكثر من 8796 فلسطينياً، بينهم 3648 طفلاً، وأصاب 22219، كما قتل 130 فلسطينياً واعتقل نحو 2000 في الضفة الغربية، حسب مصادر فلسطينية رسمية.