ترند

فاطمة الطباخ: الفن أنقذني من الاكتئاب وهموم الحياة

سنوات العمر تمضي، ومعها يكبر ذلك الطفل الذي خزّن في داخله الكثير من قصاصات الذكريات المليئة بأفراح وأحزان… آمال وآلام.

وقفة أمام المرآة في الكبر، قد تعيد ذلك الطفل الصغير، أو قد تكشف الوجه الآخر الذي يخفيه صاحبه عن محيطه الخاص والعام… قد تنطلق محادثة مع الذات، يحاورها، يتأملها، يلومها في بعض الأحيان وفي أخرى يكافئها… ليقول في النهاية «هذا أنا» أو «لست أنا».

لو سنحت الفرصة للفنانين للوقوف أمام المرآة والانطلاق بالبوح بكل ما يجول في خاطرهم والغوص داخل أعماق النفس. فماذا تقول الفنانة فاطمة الطباخ لنفسها؟

 

• عندما تقفين أمام المرآة من ترين أولاً، الفنانة أم الطفلة التي كبرت وأصبحت ما عليه الآن؟
– وقوفي أمام المرآة يكون لأجل أن «أضبط الكحل أو ماسكة ملقط»، لهذا لا أمتلك وقتاً أفكر فيه لأرى فاطمة الطفلة أو الفنانة.
• عادة، ماذا تتحدثين مع نفسك؟
– الأصح أنني أتحدث مع ربي، أشكو له همومي وأتضرع إليه، كما أحدث نفسي متحدية إياها وأخبرني كم أنا قوية.
• على ماذا ندمت في مسيرتك الفنية؟
– ندمت على التوقف فترة من الزمن، لكنه ندم دلع لأن المقابل كان حصولي على شهادة علمية عليا، «لهذا أرى أن الموضوع عادي».
• عندما تلتقين بأصدقاء الطفولة، هل تنسين معهم أنك فنانة مشهورة؟
– أصدقاء الطفولة أعيش معهم بقلبي، الطفل والسنة والمرحلة التي توقفنا عندها، وصفاء النية والقلوب الطاهرة فتأخذنا الذكريات.
• كل إنسان أخطأ في حياته خلال مرحلة الطفولة أو الشباب وفعل أموراً طائشة. هل تخافين أن يتحدث بها أحد ما اليوم أمام الآخرين؟
– الأمر ليست قضية خوف، الله يحب مسامحتنا نحن عباده إن قمنا بأذية أحد أو فعلنا ما يغضبه، أما البشر فدعهم يتكلمون «لأنهم بكل الحالات راح يتكلمون»، كما لا ننكر أننا جميعاً قد مررنا بمراحل «شطانة» في طفولتنا، لكن الأهم ألا نكون قد قمنا باذية شخص ما. وللعلم، لديّ أسرار الكل لكن ميزتي أنني لا أنقل الكلام ولا أفضح إنساناً بتاتاً.
• ما الشيء الذي تحبين القيام به، لكن لكونك فنانة لا تستطيعين ذلك؟
– لا يحضرني شيء في بالي الآن.
• أي حياة تشعرين بأنها أفضل… ما قبل الشهرة أم بعدها؟
– أنا إنسانة مرنة وأستطيع التأقلم مع كل الأحوال والحالات، لهذا لا أرى فرقاً.
• متى قلتِ «ليتني لم أدخل المجال الفني»؟
– أقولها كل يوم عندما أشعر بالغضب، لكن سرعان ما تزول هذه الفكرة من ذهني عندما أشعر بالهدوء.
• متى شعرت أن الفن أنقذك من شيء سيئ؟
– الفن أنقذني من حالات الاكتئاب والمشاكل وهموم الحياة وفقدان الأحبة «أفش خلقي فيه»، وأعتقد أن الكل يشعر بالشعور ذاته، وهو أن الفن يخرج طاقتك وجعل منك إنساناً تشعر بالآخرين وبمشاعرهم، خصوصاً من تتعايش مع شخوصهم.
• ما موقفك في حال كنت في مكان ما، ولم يتعرف عليك أحد؟
– أطير من الفرح «وآخذ راحتي أكثر»، لأنني حينها أتعامل معهم كبشر بعيداً عن الشهرة والمصالح، وبهذا أكسب حبهم ومودتهم من دون سابق معرفة. وفي بعض الأحيان يشعرونك أنهم لا يعرفونك، وبالتالي «تأخذ راحتك» وفي النهاية يسألونك «انتِ فلانة» أو «مادري وين شايفينج»، وبالتالي تخترب الخطة.
• في العادة، كيف تكافئين نفسك؟
– أكافئ نفسي كل وقت وحسب المتاح حتى بأشياء بسيطة. في السابق، قبل انتشار فيروس كورونا المستجد كنت أذهب إلى «السبا» أو أسافر أو حتى أذهب إلى مكان أحبه أو أشتري أمراً ما أكون بحاجته أو لأنني أريد أن «أكشخ فيه»، لكن حالياً وفي الحجر المنزلي أكافئ نفسي بالذهاب من الصالة إلى المطبخ أو الجمعية لشراء أغراض أساسية أو بالذهاب إلى الدوام، كذلك تكون المكافأة أيضاً بالنوم.
• وفي المقابل، كيف توبخين نفسك إن أخطأت؟
– بالنوم أيضاً أو الجري على جهاز المشي أو من خلال تنظيف البيت «لازم أسوي شي مفيد، ما أقدر» سواء كنت حزينة أو سعيدة أو خلال كتابتي لأمر ما أو مشاهدتي أو استماعي إلى «يوتيوب»، لأن ذلك من شأنه أن يحفز طاقتي ويرفع معنوياتي.
• ما الذي تغيّر في شخصيتك مع من هم حولك بعد دخول الفن؟
– لم يتغير شيء، لأن الأصح هم الذين قد تغيروا عليّ.
• متى تنسين أنك فنانة؟
– لحظة خروجي من «اللوكيشين» أنسى تماماً انني فنانة.
• هل تشعرين أحياناً بانفصام في الشخصية بين شخصيتك الحقيقية والفنية؟
– هو ليس انفصاماً بل ازدواجية وعي احياناً، هو بالتحديد تعايش وتقمص ليس إلا.

 

 

 

 

 

الراي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

زر الذهاب إلى الأعلى