فاطمة الطباخ توضح ملامح شخصيتها في مسلسل “بيت الذل”
انطلقت من فضاء المسرح الذي كان شاهداً على تميزها بالعديد من الأدوار إلى أفق أرحب في الدراما التلفزيونية الخليجية، لترسم لنفسها خطاً مختلفاً، وترفع شعار التنويع في ما تقدم من شخصيات، هي الفنانة فاطمة الطباخ التي تعتبر نفسها ابنة المسرح، وتدين له بالفضل في اكتساب خبرة كبيرة وظفتها بذكاء في المسلسلات لتقدم من عام إلى آخر أدواراً تصنع لها الفارق.
فاطمة تحدثت إلى القبس عن نشاطها الفني خلال الفترة المقبلة، حيث تترقب عرض مسلسل «الناجية الوحيدة»، بينما تواصل حالياً تصوير دورها في «بيت الذل»، وعبّرت أيضاً عن رأيها في العديد من القضايا الفنية، وألقت الضوء على انضمامها لمجلس إدارة فرقة المسرح الشعبي.
إنها حريصة على إحداث شيء من التوازن بين ما تقدمه من أعمال درامية، حيث ترفع شعار التنوع، وهو ما يظهر حين تقول عن جديدها في مسلسل «بيت الذل» للكاتبة منى النوفلي والمخرج أحمد الفردان: «للمرة الأولى أقدم دوراً من هذا النوع، شخصية سيكوباتية ذات طابع كوميدي، وهو دور مركب استفز ملكاتي لتجسيده بطريقة مختلفة، لا سيما أنه ينطوي على جرأة في طرح موضوع حساس»، مكتفية بهذا القدر من الحديث عن الشخصية، لتترك الحكم للمشاهدين عند عرض المسلسل خلال موسم رمضان المقبل.
خطوط درامية وتوقفت الطباخ عند التركيبة الجديدة في العمل من ناحية الممثلين، حيث تكشف أن «المسلسل بطولة جماعية يلم شمل نخبة من الفنانين الذين أعتز بالتعاون معهم، فضلاً عن التركيبة الغريبة لشخصيات العمل وخطوطها الدرامية المتشعبة وطريقة الحوار التي صاغتها المؤلفة منى النوفلي بذكاء، والمعروفة بتميزها في هذا النمط من الأعمال الدرامية».
وبينما تترقب فاطمة عرض مسلسل «الناجية الوحيدة» نهاية الشهر الجاري من تأليف منى النوفلي وإخراج هيا عبدالسلام، تثمن تعاونها الأول مع الفنانة هدى حسين، الذي تجسّد من خلال مشاهد عدة جمعتها بها.
مشاركة الطباخ في عمل «بهذا الحجم» كان مصدر «سعادة» لها، متمنية أن تكون قد وُفقَت في تجسيد الشخصية التي ستظهر ردة فعل الجمهور إزاءها عند عرض المسلسل، وعندها يكون الموعد مع الحديث باستفاضة عن الدور وأبعاده الدرامية.
احترافية كبيرة وتؤكد فاطمة أن هدى حسين وفريق المسلسل يتعاملون باحترافية كبيرة، ولذا فهي تتطلع إلى تكرار التعاون معها مستقبلاً.
وبعد أن تعاونت مع المخرجة هيا عبدالسلام، قالت عند سؤالها عمن تميل إلى العمل معه، مخرج أم مخرجة: «لا أستطيع الحكم في المطلق على هذه الفكرة، ولكن أستطيع التأكيد أن الفنانة والمخرجة هيا عبدالسلام حالة استثنائية في كل شيء، لا سيما أنه التعاون الثاني معها، هي المخرج القائد في موقع التصوير، سواء في تعاملها مع من حولها أو حرصها على ظهور الممثل بأفضل صورة، أو استيعاب الممثل وعقليته، حتى في بعض المشاهد وطريقة تصويرها واستدراجها للحالة التي تتطلبها الشخصية، جميعها مميزات تتمتع بها هيا كمخرجة».
وتضيف «هناك العديد من المخرجين المهمين في الساحة الفنية الخليجية الذين يشعرون الممثل بالراحة ويحرصون على استفزاز ملكاته ليخرج أفضل ما في جعبته امام الكاميرا، منهما المخرج القدير محمد دحام الشمري، وهيا عبدالسلام، اللذين فهِما تركيبتي كممثلة كما أن هناك مساحة من الحوار بيننا».
ابنة المسرح فاطمة ابنة المسرح، فنانة موهوبة بالفطرة، لذلك لا تجد غضاضة في قبول دور أكبر من عمرها الحقيقي حتى إن تطلب ذلك الأمر تدخل الماكيير، وتقول عن هذا الأمر «الفنان المسرحي يتمتع بمرونة في التعامل مع كل الشخصيات، هو فنان قابل للتشكيل، ولعل ما يهمني في المقام الأول الحالة التي سأظهر بها، والقدرة على إيصال الدور المكتوب للمشاهد بجميع تفاصيله»، كما أن المسرح «أبو الفنون والمعلم الأول، فضلا عن أنني أطور من نفسي.. الممثل مثل الباحث يجب ان يتعمق في الشخصية ويحاور المخرج والكاتب ليرسم الدور المنوط به تجسيده ويضع أبعاده من حيث الشكل والمضمون، ولعل دراستي للنقد ساعدتني في ذلك كثيرا».
وعن العمر وأهميته في تجسيد الشخصيات، تقول «انا في مرحلة عمرية تسمح لي بأن ألعب دورا أكبر او أصغر، وبالطبع إذا كان أصغر يجب ان يكون في حدود منطقية إلا إذا كان الدور «كوميديا فارس»، ويبقى أنني فنانة أدخل في الحالة».
وتشير فاطمة إلى انها جسدت في مسلسل «محمد علي رود» كاراكتر لأن طبيعة الدور كانت تتطلب تغيير اللهجة والشكل و«الأمر نفسه ينطبق على تجربة (لا موسيقى في الأحمدي)»، فهي تميل إلى هذا النمط من الأدوار، وتقول «أتطلع للمضي قدما في هذا التحدي لأجسد أكبر عدد من الشخصيات ولكن في الوقت نفسه لن أسجن نفسي داخل هذا القالب وأحب تجسيد شخصيات متنوعة».
المسرح الشعبي وعن انضمامها إلى مجلس إدارة فرقة المسرح الشعبي، ثمنت تلك الخطوة، وقالت «إنها مسؤولية كبيرة وأشكر ثقة أعضاء المسرح لا سيما الدكتور نبيل الفيلكاوي الذي اتاح الفرصة للمرأة لتنخرط في مجلس الإدارة لأكون أول امرأة في تاريخ فرقة المسرح الشعبي تنضم لمجلس الإدارة ما يحملني مسؤولية كبيرة، كما أنني مديرة العلاقات العامة والإعلام ونسعى كمجلس إدارة لتقديم الأفضل خصوصا بعد انجلاء غمة كورونا، ونتطلع لعودة النشاط المسرحي واستئناف المهرجانات المسرحية قريبا».
وفي إشارة إلى الثورة الرقمية التي نعيشها، رأت فاطمة أن المنصات الرقمية مهدت الطريق أمام الممثل ليقدم نفسه لشريحة أكبر من الجمهور، فهي «تتيح للجمهور العربي التعرف على تجارب الفنانين من مختلف انحاء العالم، كما ان المنصات تمنح الفرصة لأكبر عدد ممكن من الممثلين للعمل».
وتلفت إلى أنه «في السابق كانت المحطات تعتمد على مجموعة من الممثلين في أعمال موسمية مرتبطة بشهر رمضان، بينما أصبحت المنصات حاليا تستوعب عددا أكبر من الأعمال الفنية على مدار العام، كما ان المشاهد يستطيع تحديد الوقت المناسب له ليتابع العمل الذي يراه مناسبا له».
وتشير الطباخ إلى أن «المنصات تناسب ظروف حياتنا الآن وأصبحت بديلا عن المسرح والسينما خصوصا في أوقات الحظرين الجزئي والكلي وكانت المنصات هي المتنفس الوحيد لمتابعة أعمال فنية مختلفة أعمال عربية ثرية تتطلع فاطمة لإنتاج أعمال عربية تنطوي على ثراء بصري وترجمة تسمح بمشاهدتها على نطاق واسع. إطلالة تطل فاطمة خلال رمضان المقبل بمعية الفنان طارق العلي في مسلسل «غريب» للمخرج نعمان حسين، كما كشفت انها بصدد التفاوض حول العديد من الأعمال الفنية، فهي «تحضّر لمسرحية مونودراما على أن تقدمها تحت مظلة فرقة المسرح الشعبي».
سعادة ونشاط عبرت فاطمة عن سعادتها بحالة النشاط الذي عاشته خلال العام الماضي وهذا العام من تعاونات واسعة مع العديد من نجوم التمثيل والكتابة والإخراج.
المصدر: القبس الإلكتروني