“فايننشال تايمز”: هل أصبحت “إسرائيل” عبئاً استراتيجياً على واشنطن؟
رأت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أنّ الخوف في واشنطن هو من أن تواصل “إسرائيل” تصرفها وفقاً لتصورها الخاص للتهديد، وتشنّ هجوماً كبيراً على إيران، معتقدةً أنّ الولايات المتحدة ستنضم في نهاية المطاف إلى الحرب، وربما تهزم إيران نيابة عنها.
وشدّدت الصحيفة على أنّ أي حساب من هذا القبيل سيكون محفوفاً بالمخاطر بالنسبة إلى “إسرائيل”، بحيث يمكن لشنّ حربٍ أوسع مع إيران أن يجرّ الولايات المتحدة إلى المعركة، لكن هذا الاختبار لالتزام الولايات المتحدة تجاه “إسرائيل” قد يوصل ذلك الالتزام سريعاً إلى نقطة الانهيار.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في ظل المناقشات المتوترة في واشنطن بشأن ما ينطوي عليه ذلك الالتزام “الصارم”، هناك سؤال آخر غير معلَن في كثير من الأحيان، وهو: “هل لا تزال إسرائيل تشكل ذخراً استراتيجياً للولايات المتحدة، أم أنها أصبحت عبئاً استراتيجياً عليها؟”.
وأكدت الصحيفة أنه بعد ما ألحقه دعم واشنطن لـ”إسرائيل” في غزة، من ضرر بصورة الولايات المتحدة في كثير من أنحاء العالم، وما أدى إليه من تعقيدٍ لجهودها في حشد الدعم ضد روسيا والصين، يتلخص مصدر القلق الأكبر اليوم في أن تجرّ التصرفات الإسرائيلية واشنطن إلى حربٍ أخرى في الشرق الأوسط.
وذكّرت الصحيفة بأنّ بايدن يدفع أيضاً ثمناً سياسياً محلياً، بحيث يفقد الدعم بين الناخبين الشبان، مشيرةً إلى أنّ هذا ليس اعتباراً تافهاً، وخصوصاً إذا ما جرت مقاطعته مع حقيقة قرب بنيامين نتنياهو من دونالد ترامب، بحيث تزيد هذه الأمور مجتمعةً في تحفظات البيت الأبيض تجاه الحكومة الإسرائيلية.
ونبّهت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي يتم تصوير إيران في واشنطن كواحد من أربعة أعضاء في “محور الخصوم”، الذي يضم أيضاً روسيا والصين وكوريا الشمالية، سيعني أن تكون لإيران اليد العليا على “إسرائيل”، اكتساب هذا المحور مزيداً من القوة والثقة.
وختمت الصحيفة بالتأكيد أنه إن لم يوجد في البيت الأبيض خبيرٌ في “نظرية اللعبة” يستطيع الموازنة بين كل هذه المعطيات المتزاحمة، فسوف تحتاج الولايات المتحدة إلى الحظ، فضلاً عن الحكم، للوصول إلى الجانب الآخر من هذه الأزمة من دون التورّط في حرب أخرى.