ترند

فصل أستاذٌ جامعة أمريكي بسبب مزحة علي فيسبوك ينصح فيها مرشد إيران تفجير منزل كارداشيان

يقول محامي فانسي، جيفري بايل، يوم السبت إن تصرفات الكلية أرسلت رسالة "مخيفة" إلى الأكاديميين والموظفين في الكليات في كل مكان.

في قضية أثارت جدلاً حول حرية التعبير في الحُرُم الجامعية، فُصِلَ أستاذٌ مساعد في كليةٍ بولاية ماساتشوستس يوم الخميس 9 يناير/كانون الثاني بعد نشره على فيسبوك ما وصفه بمزحة، والتي تقترح على إيران انتقاء مواقع في الولايات المتحدة لتفجيرها.

حسب صحيفة The New York Times الأمريكية فقد كتب الأستاذ آشين فانسي، على صفحته الشخصية على منصة فيسبوك في 5 يناير/كانون الثاني، أنه يتوجب على المرشد الأعلى الإيراني «أن يغرد بقائمة تضم 52 موقعاً من التراث الثقافي الأمريكي المحبوب الذين يستهدف تفجيرهم»، مقترحاً عليه مركز أمريكا التجاري «Mall of America» في مينيسوتا ومقر إقامة عائلة كارداشيان كأهداف، وذلك بحسب ما قالت جودي راكوفسكي، المتحدثة باسم فانسي، يوم السبت 11 يناير/كانون الثاني.

كان هذا المنشور رداً على تعليقات الرئيس ترامب بأنه سيستهدف المواقع الثقافية الإيرانية إذا انتقمت إيران من الولايات المتحدة لقتلها أحد كبار قادتها العسكريين. واستبعد البنتاغون في وقت لاحق ضرب المواقع الثقافية الإيرانية بسبب «قوانين النزاع المسلح».

الأستاذ آشين فانسي

حذف المنشور، لكن بعد فوات الأوان

 

كان فانزي قد حذف منشوره، ولكن ليس قبل أن تُلتقط نسخ إلكترونية منه وينتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مرفقاً برقم هاتف الكلية.

وفي إحدى التغريدات المنتشرة على نطاق واسع قال أحدهم: «لماذا يوجد لدى كلية بابسون مؤيد للإرهاب وكاره لأمريكا على جدول رواتبهم. اسألوهم!».

وقد حصل فانسي على درجة الماجستير في إدارة الأعمال في عام 2008 من كلية بابسون، وهي كلية خاصة للأعمال في ويلسيلي، ماساتشوستس، بالقرب من بوسطن، ويبلغ عدد طلابها حوالي 3 آلاف طالب. وأصبح أستاذاً مساعداً في المدرسة في تلك السنة، وفقاً لملفه الشخصي على منصة لينكد إن.

وسرعان ما علمت كلية بابسون بتصريحات فانسي وعلقت عمله.

 

بيان الكلية التي يعمل بها

 

وقالت بابسون في بيان يوم الأربعاء 8 يناير/كانون الثاني إنها تدين «أي نوع من الكلمات المهددة» و»الأفعال التي تتقبل العنف».

وقالت «هذا المنشور بالتحديد الذي كتبه أحد الموظفين لدينا على صفحته الشخصية على فيسبوك لا يمثل بوضوح قيم وثقافة كلية بابسون».

وبعد تعليق عمله، قال فانسي في بيان إنه يأسف لـ»محاولته الفاشلة لإلقاء الدعابة».

وأوضح: «بصفتي مواطناً أمريكياً، مولداً ونشأةً، كنت أحاول مقارنة مواقعنا الثقافية بالكنائس والمساجد الإيرانية القديمة»، مضيفاً أنه يعارض العنف، وقال: «أنا آسف لأن دعابة فاشلة قد قُرِئت كتهديد».

في اليوم التالي، أعلنت الكلية أنها فصلت الأستاذ فانسي. وقالت الكلية: «بناءً على نتائج التحقيق، لم يعد المذكور موظفاً لدى كلية بابسون».

كلية بابسون

وفي بيان لاحق، قال فانسي إنه «يشعر بخيبة أمل» و»حزن» إزاء قرار فصله «لمجرد أن الناس أساؤوا فهم دعابة شاركته مع الأصدقاء على فيسبوك».

وأضاف: «كنت آمل من بابسون، وهي مؤسسة التعليم العالي التي أحبها والتي أعطيتها الكثير، أن تدافع عن حقي في حرية التعبير وتؤيده. وبعيداً عن موقفي الخاص، فأنا أشعر بالقلق حقاً إزاء ما ينذر به هذا بالنسبة لقدرتنا كأمريكيين على الانخراط في الخطاب السياسي من دون افتراض الأسوأ فيما يتعلق ببعضنا البعض».

ورفضت بابسون التعليق يوم السبت.

يقول محامي فانسي، جيفري بايل، يوم السبت إن تصرفات الكلية أرسلت رسالة «مخيفة» إلى الأكاديميين والموظفين في الكليات في كل مكان.

وأضاف: «إنه وضع مأساوي بشكل رهيب للتعليق عليه، فقد كان من الواضح أن الرجل يمزح، ولكن في النهاية وصلنا إلى هذه النتيجة».

وأوضح بايل أن ذريعة إقالة فانسي «هي أنه انتهك سياسة وسائل التواصل الاجتماعية التي تحظر تهديدات العنف» وأنه ما كان من الممكن «قراءة ما كتبه بشكل معقول» كتهديد.

وقال بيل: «لقد قلت إنها ذريعة لأنهم أقالوه من أجل وقف الانتقادات الموجهة إليهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي».

وأضاف بايل أيضاً إن بعض الضجة المثارة حول منشور فانسي كانت «غير متسامحة عنصرياً».

«قرأت عدداً من الرسائل التي تقول إنه يجب ترحيل آشين فضلاً عن مقاضاته وإقالته. فقد ولد آشين في الولايات المتحدة، لكنه من أصل جنوب آسيوي»، مضيفاً أن البعض افترض أن موكله إيراني أو من الشرق الأوسط. «أعتقد أن هذا يجعل من المؤسف على نحو مضاعف أن بابسون لم تتمكن من الدفاع عنه عندما ألقيت عليه بعض الانتقادات اللاذعة من هذا النوع».

مقارنة بلاغية أم تهديد؟

 

وقالت مؤسسة الحقوق الفردية في التعليم، التي تدافع عن حقوق الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في الكليات والجامعات، في بيان يوم السبت، إن المنشور الذي كتبه فانسي كان «مقارنة بلاغية واضحة».

وأضافت المؤسسة: «إن مسألة الإقالة العفوية من جانب بابسون في محاولة لقمع الانتقادات الموجهة لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي هي نوع من الرقابة، بكل وضوح وبساطة، وتكشف أن التزام بابسون المعلن بحرية التعبير عديم القيمة».

في السنوات الأخيرة، تصارعت الكليات والجامعات حول أين يمكن رسم الخطوط التي توضح حدود حرية التعبير. تبنت جامعة ويسكونسن سياسة الثلاث إنذارات ويجري من خلالها طرد أي طالب وجد أنه أعاق الآخرين عن التعبير الحر وذلك بعد المخالفة الثالثة. وقد واجهت جامعة إنديانا بلومنجتون مشكلة مختلفة في الخريف الماضي بعد أن وصفت وجهات نظر أحد الأستاذة بأنها عنصرية ومتحيزة جنسياً ومناهضة للمثلية الجنسية، لكن الإدارة قالت إنها لا تستطيع أن تطرده بسبب التعديل الأول للدستور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى