منوعات

فطائر الأريبا.. الخبز اليومي للفنزويليين تغزو العالم!

من شوارع كراكاس إلى المطاعم العصرية في نيويورك وباريس وطوكيو، تغزو فطيرة أريبا البسيطة المصنوعة من دقيق الذرة والخالية من الجلوتين، العالم.

هذه الفطيرة تحضر في دقائق عن طريق تشكيل كرة من طحين الذرة والماء ثم تسطح وتشوى، يمكن حشو الأريبا بكل شيء، من الجبن واللحوم إلى الفاصوليا والمأكولات البحرية والخضراوات، أما الفطيرة المفضلة للفنزويليين فهي “رينا بيبيادا” المحشوة بالدجاج والمايونيز والأفوكادو، وهناك “فيودا” أو “الأرملة” التي تأتي بدون حشوة، وهي المرافق المثالي لطبق الحساء، لكنها أيضا الخيار الوحيد لفقراء كثر في فنزويلا.

يقول باتريك ريباس الذي ترجم إلى الفرنسية كتاب “أريبولوغو” المخصص للأطعمة المصنوعة من الذرة “إن الأريبا هي الخبز اليومي للفنزويليين، يأكلونها يوميا”، ويوضح لفرانس برس “يمكنكم وضع أي شيء تريدونه فيها، إنه طبق بحد ذاته، يمكنكم أيضا تناولها فارغة عندما لا يكون لديكم الكثير من المال، وهذه للأسف هي الحال بالنسبة إلى الكثير من الفنزويليين”.

وبحسب مؤلف كتاب “أريبولوغو” ريكاردو إسترادا، فإن الأريبا “طعام ليس حكرا على طبقة اجتماعية معينة”، ويقول لفرانس برس “يأكلها الجميع، من أبسط الناس وأكثرهم تواضعا إلى شخص مدير”، مضيفا “إنه طعام يتناوله الجميع، بالطريقة نفسها، وبالحشوات نفسها. حيث يوجد فنزويلي، توجد فطائر الأريبا”.

خالية من الجلوتين

وسط أزمتين سياسية واقتصادية أدتا إلى تقلص الناتج المحلي الإجمالي لبلدهم بنسبة 80 في المائة بين 2013 و 2022، هاجر سبعة ملايين فنزويلي، ربع السكان في الأعوام الأخيرة، وأخذوا مطبخهم معهم.

وكانت مارلين كيروغا (47 عاما)، تزاول مهنة المحاماة في فنزويلا لكنها غادرت قبل خمسة أعوام إلى نيويورك، عملت في وظائف مختلفة حتى 2021 حين بدأت مشروعا تجاريا في مجال توريد الطعام، وذلك رغم أنها “لم تكن تعرف كيف تقلي بيضة” بحسب قولها.

تقول مارلين كيروغا “قصدت في كوينز صالونات التجميل والمكاتب والعيادات، قدمت عينات مجانية للترويج لهذا النشاط التجاري، وتوضح صاحبة “أريبا لانيويوركوينا” أنها حققت نجاحا بسرعة، مشيرة إلى أن عددا متزايدا من سكان نيويورك يفضلون الآن الأريبا الخالية من الجلوتين على الخبز.

وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، يقول جان فرنسوا-لاميزون (63 عاما) الذي كان يتناول العشاء في المطعم الفنزويلي “أخيدولسه” (“Ajidulce)” في باريس “إنه تغيير عن الهامبرجر المنتشر في كل مكان”.

ويروي صاحب المطعم لويس فرناندو وهو مهندس نفط سابق انتقل إلى العاصمة الفرنسية في 2011 “إنه بدأ بشاحنة طعام لكنه الآن يوظف عشرة أشخاص، ويتميز مطعمه بمطبخ مفتوح حتى يتمكن الزبائن من رؤية وجباتهم وهي قيد التحضير، ويقول “يحب الباريسيون اكتشاف الأطعمة غير المألوفة، الأمر يشبه إلى حد ما القيام برحلة إلى منطقة الكاريبي”.

نشر ثقافتنا

وفي طوكيو يروج المغترب الفنزويلي راول ماركيز (42 عاما) وزوجته اليابانية ميهو لـ “طعام شوارع صحي وخال من الجلوتين” في شاحنة طعام تبيع فطائر الأريبا، ويضيف “مرت فنزويلا بوقت صعب خلال السنوات القليلة الماضية، وهو أمر دفع بالناس إلى الهجرة وساهم في نشر ثقافتنا بكل الطرق، والطعام جزء منها”، وبعد كل هذه الأعوام، يقول ماركيز إن الأريبا تذكر بـ”أمي، وتناول الطعام في الصباح قبل الذهاب إلى المدرسة”.

وبالعودة إلى كراكاس، تبيع ليزبيث ماركيز فطائر الأريبا في الشارع منذ 15 عاما من 4 ظهرا حتى 2 صباحا كل يوم، وفطيرتها المفضلة ؟ “بابيون” المحشوة بالزبدة المذابة والفاصوليا السوداء والبيض والجبن المبشور، وتبيع 1200 أريبا في اليوم، لكن “أنا لا أتعب من تناولها، أفضل أنواع الأريبا هو الذي يصنع في المنزل”.

زر الذهاب إلى الأعلى