فنزويلا: مستشفى لعلاج الدمى بالإبرة والخيط .. والمرضى بالمئات!
في خضم الأزمة الاقتصادية الرهيبة والمصائب الناجمة عن جائحة فيروس كورونا التي عصفت بالعالم لأكثر من عامين، وجد مستشفى في فنزويلا طريقة لرسم الابتسامة على وجوه الأطفال والمساعدة في بث الأمل للعائلات من خلال بث الحياة في الدمى المهترئة.
وذكر القائمون على المستشفى بأنه ومنذ بدء خدماته في عام 2017، نجحوا في تدوير وإصلاح أكثر من 25000 لعبة قبل منحها للأطفال ذوي الدخل المنخفض في جميع أنحاء البلاد.
مستشفى للدمى في فنزويلا
وذكرت المعلمة ومؤسسة المستشفى ليليان غلوك لوسائل الإعلام بأن فكرة إنشاء مستشفى لإعادة تدوير الدمى وإعادة الحياة لها تمامًا كبني البشر جاءت عندما كانت ترتب منزلها وتنوي التبرع بألعاب أطفالها المحشوة.
وذكرت ليليان بأن العام الأول من إنشاء المستشفى تم إعادة تدوير 400 دمية وإعادتها إلى حالة جيدة قبل التبرع بها للأطفال.
وأشارت ليليان إلى أن عملية إعادة تدوير الدمى وترميمها تتم بجهود نحو 40 متطوع يعملون في الفترة ما بين فبراير وديسمبر من كل عام وذلك لترميم الألعاب لمنحها للأطفال خلال الاحتفالات وعيد الميلاد.
وقال أحد المتطوعين العاملين في المستشفى: “إنه حيوان محشو لطيف يجلب الحب للطفل الأول ثم يكمل عمله نظيفًا برفقة طفل جديد، هذه هي قيمة إعادة التدوير؛ قد لا يكون هذا مفيدًا لك، ولكن بالنسبة لآخر، يمكن أن يكون ذا قيمة كبيرة”.
وحول موقع المستشفى، قالت ليليان بأنها حوّلت منزلها إلى مستشفى الذي يستقبل الدمى المهترئة قبل أن تبدأ عملية الترميم بمساعدة المتطوعين، أغلبهم من النساء.
وتبدأ عملية ترميم الدمى بغسلها وتنظيفها وتمشيطها ثم خياطتها ووضع العيون والأنوف وارتداء الملابس الجديدة وأخيرًا وضع العطر عليها استعدادًا لتغليفها ومن ثم تسليمها.
وأشارت ليليان إلى أنها في بعض الأحيان تتلقى المساعدة من المؤسسات الأخرى التي لديها غسالات ومساحات تخزين، ولكن جميع العمليات تتم في المستشفى الموجود في منزلها.
من جهتها قالت المتطوعة إيفلين فايسريغ: “إننا نخلق عقلية التضامن، والرفقة، والمشاركة، وهو ما يحتاجه الأطفال بشدة”.
وأردفت تقول: “هنا لدينا وقت ممتع. كلنا سعداء؛ يأتي الجميع هنا لأنهم يحبون هذا العمل”.