فوز الطالب الكويتي مشاري الراشد بشهادة الفيزياء من UCLA الأميركية
فاز الطالب الكويتي مشاري الراشد بشهادة الفيزياء من UCLA الأميركية وحصل على معدل 3.93 امتياز رفيع من الجامعة التي تعد من أقوى 10 جامعات على مستوى العالم.
وألقى الراشد كلمة الخريجين المتفوقين في الحفل الذي اقيم بجامعة كاليفورنيا «لوس انجلس»، قال فيها ان «الكويت، وإن كانت دولة صغيرة بالمقياس الجغرافي، فإن طموحات شبابها كبيرة جدا».
ووجه الراشد تحية إلى أسرة قسم الفيزياء، وأستاذه سالتزبيرج والطلاب وأعضاء هيئة التدريس، والموظفين والأصدقاء والاُسر قائلا: تحياتي لقسم الفيزياء وعلم الفلك بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس لعام 2022، مضيفا: «أنا ممتن حقًا لمنحي هذه الفرصة للتحدث هنا اليوم ليس فقط لتمثيل الأشخاص والقسم الذي أحبه كثيرا ولكن أيضا كطالب فخور من الكويت».
وذكر أنه عندما بدأت رحلته لأول مرة في الجامعة، لم يكن متخصصا في الفيزياء، مضيفا: «لكن كنت على علم بشغفي تجاه العلوم والرياضيات والتدريس، وهو ما دفعني إلى البدء بسلسلة الفيزياء العامة، فبعد حديثنا عن دحرجة العربة إلى الأسفل المنحدر مليون مرة، تحدثنا عن معادلات ماكسويل الشهيرة للكهرباء والمغناطيسية واحدة تلو الأخرى. وبنهاية هذه السلسلة، تُتاح لنا طريقة طبيعية لحساب سرعة الموجات الكهرومغناطيسية من خلال هذه المعادلات مجتمعة. وحينها نظر إلينا الأستاذ سالتزبيرج بسعادة وقال: أخرج الآلة الحاسبة واحسب سرعة هذه الموجات. لذلك قمنا بتوصيل الأرقام، وبعد ذلك شعرت بقشعريرة لهذه المصادفة الحسابية، وهي مصادفة ألهمت ماكسويل الاعتقاد بأن الضوء موجة كهرومغناطيسية. وهنا كنا جميعا نعيد اكتشاف هذه الحقيقة بمفردنا في الفصل بعد ما يقرب من 200 عام من اكتشاف ماكسويل ذلك».
وأضاف الراشد: أُطلقت على هذا الأمر سحر الفيزياء، فهو مجموعة من الأفكار التي لا تُنسب حقًا إلى شخص واحد ولكنها أفكار يمكن لأي شخص تجربتها والاستمتاع بها من خلال المعادلات وإجراء التجارب! شعرت بالقشعريرة مراراً وتكراراً عندما تعلمت المزيد، وحدث لي العديد من المشكلات لدرجة التفكير بالفعل في قرار مضطرب بترك الفيزياء والتخصص في مجال آخر، وهو ما كان أمرا صعبا للغاية، فقد كنت على وشك الحصول على درجة في الهندسة معتقداً أنني سأكسب الكثير من المال في هذا المجال.
واستطرد قائلا: خاطرت فيما اعتقدت أنني سأستمتع به، ويسعدني القول بأنه كان أفضل قرار في حياتي، فلم أتعرف على بعض الأفكار الأكثر إثارة للاهتمام في تاريخ البشرية فحسب، بل أصبحت أيضا جزءا من أكثر المجتمعات حيوية وإلهاما في جامعة كاليفورنيا بالمجتمع الفيزيائي. كما أنني أشعر بإلهام دائم كل يوم لوجودي في هذا القسم، فقد كان لدينا أساتذة عظماء لتعليمنا وتوجيهنا إلى التفكير مثل علماء الفيزياء في فصولنا وفي مختبراتنا، كما عقدت لدينا ندوات أسبوعية تقريبا، حيث تتم دعوة الباحثين من جميع أنحاء العالم للتحدث عن أحدث الأبحاث التي تُجرى يوميًا مثل تجربة أجهزة الحاسوب الكمومية إلى التحقيقات النظرية في الثقوب الدودية.
وذكر الراشد: «كما يوجد لدينا 4 نوادٍ نشطة للغاية على صلة وثيقة جدًا بالقسم وبطلابه مثل: مجتمع طلاب الفيزياء والمرأة في مجال العلوم الفيزيائية والجمعية الفلكية ومختبر إبسلون. وعلى الرغم من استغراق انتشار الوباء لبعض الوقت بغض النظر عن بعض الأحداث، أعتقد أننا حققنا أقصى استفادة من وقتنا هذا العام. ويُعتبر مجتمع طلاب الفيزياء فرصة إلى الرحلة التي أخذناها إلى مرصد جريفيث للفيزياء الاجتماعات في الهواء الطلق المتعلقة بعلم الفلك والفيزياء الترفيهية، حيث انعقدت هذه الاجتماعات هذا العام ليلاً في الهواء الطلق». وتابع: «وأخيرا وليس آخرا، تتوافر فرصة هائلة للبحث الجامعي هنا، فلدينا تقريبا كل فروع الفيزياء هنا في جامعة كاليفورنيا، من علم الفلك إلى علم فيزياء البلازما ووصولاً إلى الفيزياء النووية، وقد استفدت كثيرا من العمل على البحث بنفسي وهو الجزء الأكثر إرضاءً في تعليمي الجامعي على الرغم من صعوبته في بعض الأحيان، حيث تطلب مني الأمر البقاء مستيقظًا حتى وقت متأخر من الليل، إلا أنني تعلمت الكثير، وقد ساعدني في ذلك التشجيع من زملائي ومجموعتي البحثية والقسم أيضا. لذلك أشكر شخصيا مستشاري البحثي ومرشدي وصديقي الأستاذ تشونجبو كانج لإيمانهم بي وتوفير مثل هذه البيئة الترحيبية في المجموعة».
ولفت الى أن هذا الذي حصل له لم يكن ليحدث لو أنه لم يخاطر ويتعب نفسه بالدخول إلى هذا التخصص، مضيفا: لذلك فإن رسالتي لكم جميعا هي إنك إذا وجدت حماسك ناحية شيء أو مجال معين، سواء كان ذلك فيزياء أو أي شيء آخر، فاتبعه ذلك الحماس والشغف حتى لو كان تحديا بالنسبة لك، فإنه لا يُعتبر تحديا لا مقارنة بالتحديات التي نواجهها كوننا طلابا هنا، وعلى وجه الخصوص خلال فترة انتشار الوباء. وأقول لكم أيضا أنني فخور بكم جميعا لتجاوزكم هذه التحديات! وبما أننا استطعنا اجتياز كل هذه التحديات بجامعة كاليفورنيا، أعتقد أننا قادرون على اجتياز كل شيء آخر. لذا مهما اخترت في حياتك كالتخرج أو العمل أو مجرد استكشاف الحياة، فإنني متأكد من نجاحكم جميعا في ذلك وقدرتكم على تغيير العالم.
وذكر أنه فخور بكونه طالبا في جامعة كاليفورنيا، مضيفا: إنني فخور أيضا بتمثيل بلدي الكويت، وهي دولة صغيرة بالنسبة لحجمها الجغرافي ولكنها كبيرة بالنسبة لطموح شبابها وأجيالها الجديدة. ليكن طموحنا كبيرا لا تحده الا السماء، فلنقبل على الدراسة في اقوى الجامعات مثل جامعة كاليفورنيا، ولنختر التخصصات المهمة والمفيدة، وليختر كل منا المجال الذي يهتم به ويحبه، فكما أخبرتني الدكتورة الاستاذة أمينة الفرحان، رئيس قسم الفيزياء بجامعة الكويت، «سوي اللي تحبه راح تبدع فيه» وهي كلمة صادقة ودقيقة وقد طبقتها واستفدت منها.