ترندهاشتاقات بلس

فى ذكرى مارلون براندو.. أثار إعجاب المافيا ورفض الأوسكار لهذا السبب

يحتفى اليوم محبو النجم الراحل مارلون براندو بذكرى ميلاده التى تتزامن مع اليوم الثالث من أبريل، وذلك بعدما لعب بطولة أهم الأفلام والأدوار المركبة مما جعله فى مخيلة كثيرين واحدا من أهم النجوم إن لم يكن أفضلهم فى تاريخ هوليود، ولعل أكثر أدواره العالقة فى الأذهان هو بطولته لفيلم الأب الروحى ولعب دور فيتو كورليونى باحترافية شديدة.

وهو الدور الذى نال عنه جائزة الأوسكار أفضل ممثل وقتها إلا أنه لم يذهب لتسلم الجائزة الذى تعد حلم لكثيرين من النجوم والنجمات، ليفاجأ العالم كله بإرسال واحدة ترتدى زيا للهنود الحمر وتقوم بتسلم الجائزة بدلاً منه مع خطاب تؤكد فيه أنه لم يحضر بسبب الطريقة السيئة التى تعامل بها السينما فى هوليود الهنود الحمر، وترويجها لأكاذيب بشأن إبادتهم لأنهم كانوا همجيين وهى النظرة الذى يراها براندو ظالمة للغاية لهذا الشعب، كما يرى أن الدولة اتخذت أسلوباً يستند إلى الأكاذيب حول الهنود الحمر، ولعبت فيه السينما دور لا يليق بها حين دعمت تلك النظرة.

مارلون براندو على جانب آخر ترشح لجائزة الأوسكار بعد ذلك مرتين، كما يعد واحدا من أكثر المترشحين للجائزة فى تاريخها فبعيداً عن أنه نالها مرتين فى تاريخه حيث نال الأولى عام 1955 عن دوره فى فيلم on the waterfront ثم عام 1973 حقق الثانية عن دوره فى الأب الروحى بينما ترشح ستة مرات للجائزة عن عدد من الأدوار المختلفة له.

بدايات مارلون براندو

وُلد الممثل مارلون براندو في 3 نيسان/ أبريل عام 1924، في أوماها بولاية نبراسكا. وترعرع في إيلينوي، وبعد أن طُرد من الأكاديمية العسكرية، عمل بعدها في حفر الخنادق إلى أن عرض عليه والده تمويلًا لتعليمه.

انتقل براندو إلى نيويورك للدراسة على يد مدربة التمثيل ستيلا أدلر في أستوديو ممثلي لي ستراسبيرغ. ولطالما عُرفت إدلر بأنها الملهم الأساسي لبراندو في بداياته، كما عُرفت بفتحها أبواب الأعمال العظيمة في الأدب والموسيقى والمسرح، أمام الممثل الشاب.

أثناء وجوده في أستوديو الممثلين، اعتمد براندو “منهج الطريقة” الذي يؤكد على دوافع الشخصيات في اقترافها أفعالها. وكان أول عروضه على مسرح برودواي في مسرحية جون فان دروتن العاطفية Remember Mama عام 1944. واختاره نقاد المسرح في مدينة نيويورك كأكثر الممثلين الواعدين عن دوره في TruklineCaf عام 1946.

إنجازات مارلون براندو

في عام 1947، قدم أفضل أدواره على خشبة المسرح، وهو ستانلي كوالسكي- الشخص المتوحش الذي يغتصب شقيقة زوجته، الفتاة الرقيقة بلانش دو بوا في مسرحية تينيسي ويليام A Street Car Named Desir.

أغرت هوليود براندو، وكان أول ظهور له في دور السياسي المحنك المشلول في فيلم The Men عام 1950. وعلى الرغم من عدم تعاونه مع الآلة الدعائية في هوليود، إلا أنه تابع تقدمه فيها، مقدمًا دور كوالسكي عام 1951 في النسخة السينمائية من A Street Car Named Desir، وكان نجاحه هذا جماهيريًا ومصيريًا حتى أنه جاء بأربع جوائز أوسكار لبراندو.

كان فيلمه التالي هو Viva Zaptata عام 1952، وهو سيناريو للكاتب جون ستاينبيك، يقتفي هذا السيناريو ارتقاء إيميل يانوزاباتا من فلاح إلى ثوري. واستمر براندو على هذا النهج مع فيلم Julius Caesar وبعده The Wild One عام 1954، وفيه لعب دور قائد عصابة من راكبي الدراجات النارية بسترته الجلدية. بعد ذلك كانت جائزة الأوسكار من نصيبه عن دوره كعامل ميناء مقاوم للنظام فيOn The Waterfront، وكان الفيلم يلقي نظرة شديدة اللهجة على اتحادات عمال مدينة نيويورك.

خلال بقية هذا العقد، تراوحت أعمال براندو السينمائية من نابليون بونابرت في Désirée عام 1954، إلى سكاي ماسترسون في فيلم Guys and Dolls عام 1955، حيث كان أدائه غنائيًا وراقصًا في هذا الفيلم، كما أدى دور الجندي النازي في The Young Lions عام 1958. وبين عامي 1955 و1958، اختاره عارضو الأفلام كواحد من العشرة الأوائل الأكثر رغبة في شباك التذاكر على مستوى الأمة.

إلا أن عمله لاقى من الفشل أضعاف ما لاقاه من النجاح في الستينيات، وخاصة بعد إعادة التقديم الكارثية لـ Mutiny on the Bounty لصالح شركة MGM، والذي فشل في استرجاع نصف ميزانيته الضخمة. وقدم براندو شخصية فليتشر كريستيان، وهو الدور الذي قام به كلارك غيبيل في النسخة الأصلية عام 1935. ووصل انغماسه المفرط في الملذات إلى ذروته أثناء العمل على هذا الفيلم.

فانتُقد نتيجة نوبات الغضب التي انتابته في موقع التصوير ومحاولته تغيير النص. وخارج موقع العمل، كان له عدد كبير من العلاقات، وكان نهما للطعام، وأقصى نفسه عن الطاقم ومجموعة التصوير. وتضمن عقده لإنجاز هذا الفيلم 5000 دولار عن كل يوم يتجاوز فيه الفيلم الموعد المقرر لإنهائه. وفي النهاية، كان قد حصل على 1.25 مليون دولار.

عادت الحياة لتسري في عمل براندو عام 1972 بتمثيله دور زعيم المافيا، دون كورليوني في الفيلم الذي أخرجه فرانسيس فورد كوبولا The Godfather، وهو دور نال عنه جائزة الأوسكار كأفضل ممثل. ولكنه رفض استلام جائزة الأوسكار، احتجاجًا على الطريقة التي تعاطت بها هوليود مع الأمريكيين الأصليين، ولم يظهر براندو نفسه في حفل توزيع الجوائز. بدلًا من ذلك، أرسل امرأة من سكان أمريكا الأصليين لتقرأ رسالة الرفض نيابة عنه.

قدم براندو في الأعوام التالية أكثر أعماله إثارة للجدل، وأكثر أعماله التي لاقت إشادة Last Tango in Paris، والذي صُنف على أنه فيلم للبالغين فقط. ومنذ ذلك الحين، تلقى براندو أجورًا عالية لقاء قيامه بأدوار بسيطة في أفلام مثل Superman عام 1978 وApocalypse Now عام 1979. ورُشح لجائزة الأوسكار عن أفضل دور مساعد في A Dry White Season عام 1989، كما ظهر براندو في الفيلم الكوميدي The Freshman إلى جانب ماثيو بروديرك.

شارك براندو عام 1995 في Don Juan De Marco مع جوني ديب. وأوائل 1996، مثل براندو في الفيلم الذي لم ينل ترحيبًا من الجمهور The Island of Dr Moreau.

وورد في مجلة Entertainment Weekly أن براندو كان يستخدم سماعات لتذكر أدواره. وأخبر دافيد ثويلز، الذي شاركه البطولة، المجلة أن براندو كان فيما عدا ذلك محط إعجابه وقال:” حين كان يتجول في المكان، ستعرف بوجوده”. أدى براندو عام 2001 دور لص مجوهرات مسن يبحث عن فرصة أخيرة في The Score، وشاركه بطولة هذا الفيلم روبرت دي نيرو وإدوارد نورتون وأنجيلا باسيت.

حياة مارلون براندو الشخصية

كان من الملاحظ وبشدة حب براندو الشديد للطعام والنساء. وكانت أفضل أدواره هي أدوار تطلبت منه الظهور بمظهر الفظ سريع الغضب والذي تشوبه المعاناة. إلا أن معاناته الخاصة قد يكون منشؤها عائدًا إلى والديه الذين لم يهتما به.

وجاء في مجلة Time أن براندو حظي بأب صارم وبارد وبأم فوضوية مستهترة، وكانا مدمني كحول، ولهما العديد من العلاقات الغرامية وورث طبيعتهما دون أن يحاول حل هذا الصراع. وقد كتب براندو نفسه في مذكرته: “لو كان والدي حيًا اليوم، ما كنت أدري ما الذي سأفعله، بعد موته، اعتدت التفكير لو أن الله يعيده لي حيًا لثمان ثوان فقط، لأنني أود أن أكسر فكه.

تجنب براندو الحديث بالتفصيل عن زيجاته، حتى في مذكراته، ولكن من المعروف أنه تزوج لثلاث مرات من ممثلات سابقات. وله 11 طفلًا على الأقل، خمسة منهم نتيجة زيجاته الثلاثة، وثلاثة من مدبرة منزله الغواتيمالية، أما الثلاثة الباقون فهم نتاج علاقات له. وقد صرح أحد أبناء براندو، كريستيان براندو، لمجلة People: “كان للعائلة شكل دائم التغير، ولطالما جلست على مائدة الإفطار قائلا لأحدهم: من أنت؟

وفي عام 1991، أُدين كريستيان بالقتل المتعمد في قضية مقتل خطيب شقيقته، داغ دروليت، وحُكم عليه بالسجن لمدة عشرة أعوام. وزعم بأن دروليت كان يسيء معاملة شقيقته الحامل، شايان. وقال كريستيان إنه تصارع مع دروليت وأطلق عليه النار خطأً.

وحاول براندو الذي كان في المنزل ذلك الوقت، أن يقوم بإنعاش دروليت واتصل بالطوارئ. وفي محاكمة كريستيان، أوردت مجلة People أن أحد تعليقات براندو كانت: “حاولت أن أكون أبا جيدًا، فعلت أفضل ما أستطيع”.

كانت ابنة براندو، شايان، امرأة تصاحبها المتاعب، فما كانت تخرج من مراكز إعادة التأهيل حتى تعود إليها والأمر كذلك بالنسبة لمشافي الأمراض العقلية، وعاشت في تاهيتي مع والدتها تاريتا (وهي واحدة من زوجات براندو، التقاها في موقع تصوير (The Mutiny on the Bounty.

وورد في People عام 1990 أن شايان قالت عن براندو: “أردت الحط من قدر والدي لقاء الطريقة التي تجاهلني بها وأنا طفلة.

بعد موت دروليت، شعرت شايان بالوحدة والإحباط، وحكم أحد القضاة بعدم أهليتها لتربية طفلها وأعطى الحضانة لوالدتها، تاريتا. أخذت شايان إجازة من مشفى للأمراض العقلية ليلة أحد عيد الفصح عام 1995 لزيارة عائلتها، وفي ذلك اليوم في منزل والدتها، شنقت شايان نفسها، بعد أن حاولت ذلك سابقا.

وفاة مارلون براندو

كانت سنوات براندو من الانغماس بالملذات هي الغالبة، كما تجاوز وزنه 300 رطل أواسط التسعينيات. وتوفي إثر التليف الرئوي في مستشفى في لوس أنجلوس عام 2004 عن عمر ناهز الثمانين عامًا.

ولكن الحكم على براندو من خلال مظهره وإنكار أعماله نتيجة قلة الأدوار الكبيرة التي قدمها لاحقًا سيكون خطيئة كبرى. فقد ركع الجمهور لدى مشاهدته لفيلم A Street Car Named Desire، كما أن النطاق الواسع من الشخصيات التي أداها لهو دليل على قدرته على استكشاف الجوانب المختلفة من النفس البشرية.

حقائق سريعة عن مارلون براندو

  • هو من أصول ألمانية وهولندية وإيرلندية وإنكليزية.
  • والده كان صاحب مصنع للكيماويات ووالدته كانت مديرة مسرح.
  • كان بارعًا في التقليد منذ طفولته، فقد قلد أصوات الأبقار والخيول في مزرعته للإبقاء على والدته متيقظة.
  • أسس براندو، بالاشتراك مع شركة بارامونت، شركة الإنتاج الخاصة به، وأسماها بينيباكر، تكريمًا لوالدته، وأراد من خلالها تقديم أفلام تحمل قيمًا اجتماعية.
  • تطلع للعمل مع شارلي شابلن، ولكن خابت آماله، ففي مناسبة جمعتهما، وجد براندو في شابلن شخصا ساديًا، والآخر وجد في براندو شخصًا يستحيل العمل معه
  • أعلن براندو اعتزاله عالم التمثيل بعد فيلم Formula.
  • عاد إلى التمثيل مع فيلم A Dry White Season، وطلب مليون دولار عن أسبوع زائد من التصوير، وحين رُفض طلبه، هاجم الفيلم في وسائل الإعلام وقال إنه سيكون الإخفاق الأعظم في التاريخ، وحين نال ما طلبه في اليوم التالي، عاد وأشاد بالفيلم
  • عانى من مشاكل في الوزن ومن داء السكري.
  • شارك في حركة الحقوق المدنية الأفريقية- الأمريكية، بعد مقتل مارتن لوثر كينغ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى