«فيتش»: تدهور الحساب الجاري للدول الرئيسية المصدّرة للنفط
أوضح تقرير لوكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني، أن تداعيات وباء فيروس كورونا، دفعت لتحولات ملحوظة في موازنات الحساب الجاري، مدعومة بصدمة أسعار النفط والتجارة والسياحة والتحويلات المالية، متوقعة أن تعاني 12 دولة رئيسية في تصدير النفط وأخرى في السياحة، من تدهور من خانة رقمية واحدة في الحساب الجاري خلال 2020، من بينها 9 دول في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ورجحت الوكالة أن يبلغ متوسط عجز موازنات الحساب الجاري بالنسبة لأهم 20 دولة مصدّرة للنفط نحو 5.4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي خلال 2020، مع تراجع الواردات والتدفقات الخارجة من التحويلات المالية، لافتة إلى أن عودة الأرباح لن تكون كافية لتعويض تأثير أسعار النفط المنخفضة.
وتوقعت أن تستمر هذه الآثار مع بقاء أسعار النفط وحجم السياحة ضمن مستويات أقل مما كانت عليه قبل الأزمة الصحية حتى في 2022، لافتة إلى أن إعادة توازن الطلب المحلي واستعادة التنافسية ستحتاجان إلى المزيد من الوقت، ومبينة أن نسبة الحساب الجاري في 23 دولة تقوم بتصنيفها، ستبقى خلال عام 2021 أقل بنحو 3 في المئة مما كانت عليه في 2019.
وأوضحت «فيتش» أن انهيار السياحة الدولية يمثل ثاني أهم محرك لموازنات الحساب الجاري في 2020، خصوصاً في الدول التي تفتقر للتنوع الاقتصادي، متوقعة أن يبلغ عجز الحساب الجاري لأهم 20 دولة في قطاع السياحة بمتوسط يبلغ 5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في 2020 نحو 6.1 في المئة.
وسجلت السياحة الدولية انهياراً في عدد الزوار خلال شهري أبريل ومايو ما بين 0 إلى 5 في المئة، بينما تشير نتائج أخرى إلى أن رحلات الطيران ومعدلات شغل الفنادق إلى أن القطاع يشهد تعافياً بطيئاً من يونيو الماضي.
وتوقعت الوكالة أن يتوسع متوسط حجم التحويلات المالية لأكبر 20 متلقيا لها على مستوى العالم بمقدار 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي خلال 2020 لتبلغ 4.1 في المئة.
من ناحية أخرى، ذكرت الوكالة أن شروط التمويل لا تزال أقل ملاءمة من فترة ما قبل الجائحة، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لبعض الأسواق الناشئة لتمويل عجوزات الحساب الجاري الكبيرة.
ولفتت الوكالة إلى أن البلدان التي لديها احتياجات تمويل خارجي كبيرة، واحتياطيات منخفضة من العملات الأجنبية، ومستويات عالية من الديون بالعملات الأجنبية مع وجود أطر سياسات ضعيفة هي الأكثر عرضة للخطر، مبينة أن 34 من الأسواق الناشئة وضعت آفاق توقعاتها المستقبلية في المنطقة السالبة.