فيفيان: “الحيّ العتيق”.. الوجع في قالب درامي
بعد نجاح التجارب الدرامية اللبنانية في جذب الجمهور إليها، وإن كان الإنتاج ينفّذ من اللحم الحيّ في عزّ الأزمات التي يمرّ فيها لبنان اقتصادياً وسياسياً وصولاً إلى جائحة كورونا، لا يزال نبض الفن يرفض التوقّف ويرى صنّاعه في ما يقدّم، سواء في الدراما أو السينما، طريقة لإفراغ الغضب والثورة الداخلية الموجودة داخل كل ممثل أو فنان.
وانطلاقاً من هذا الإيمان بالإبداعات اللبنانية، ينطلق تصوير مسلسل لبناني جديد يحمل عنوان «الحيّ العتيق»، من كتابة فيفيان أنطونيوس وتمثيلها، وإخراج جورج روكز، وإنتاج شركة «مروى غروب» لصاحبها مروان حداد، وسيعرض على محطة «الجديد» اللبنانية، فيما لا يزال الاتفاق مع الممثلين المشاركين فيه جارياً.
لا تخفي أنطونيوس المسؤولية التي تشعر بها تجاه إنجاز هذا العمل بالمعايير المطلوبة، وتقول لـ القبس: «عندما طلب منّي المنتج مروان حداد أن أكتب العمل، شعرت بالخوف. أحب أن أعبّر عن وجع الناس، ولكن يتملّكني الخوف مما سأقدمه.
القصة المطروحة في المسلسل قريبة من الناس لأنّ مواضيعها موجعة.
ونحن كممثلين نشعر أيضاً بهذا الوجع، نعبّر عنه بأعمالنا والأدوار التي نلعبها. نصرخ بطريقة فنية في وجه الطبقة الحاكمة والظلم والفساد، فهذا سلاحنا الوحيد».
شوارع الذل تجربة أنطونيوس الناجحة في الكتابة سبق ان تذوّقها الجمهور في مسلسل «شوارع الذل»، الذي كتبته حينها مع الممثلة لورا خباز، وتبدأ منها لتنتقل إلى قصة العمل الجديد: «لا يتطرّق (الحيّ العتيق) إلى الأطفال المتسوّلين، لكنّه يشبه (شوارع الذّل) ببعض النقاط الاجتماعية الصعبة التي نعيشها.
تدور أحداث العمل في حيّ يمثّل شريحة كبيرة من المجتمع. يضيء على الظلم الذي يعيشه ناسه وانعدام فرص العمل. يلفت النظر إلى أنّ الفقر في بعض الأحيان يولّد الجهل». تضيف: «يتطرّق المسلسل إلى مجمل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها المواطن في لبنان، بدءاً من الطبقية وصولاً إلى المحسوبيات.
حاولتُ الإضاءة على كل ما يوجع، لكن بمعالجة درامية من دون وعظ، مع إدخال بعض المواقف الكوميدية». أؤدي في «الحيّ العتيق» دوراً صغيراً ولكنه جميل.
نستعد للتصوير في بيروت، وسننفذ جميع الإجراءات الوقائية الخاصة بفيروس كورونا، حيث سيخضع فريق العمل إلى فحص pcr مستمر لنضمن عدم تعرّض العمل لأي انتكاسة بسبب هذا الوباء.
الثورة السياسية لن يتطرق المسلسل إلى الثورة السياسية التي شهدها لبنان بمعناها الظاهر، إنما سيعبّر عنها من خلال الثورة الداخلية الموجودة في كل إنسان.
وتعترف أنطونيوس أنّها وبسبب هذه المرحلة البشعة التي يمرّ فيها لبنان، تفكّر بالرحيل وأولادها من البلد: «أحمل الجنسية الكندية، ولأول مرة أشعر بعد انفجار الرابع من أغسطس في بيروت، ككل اللبنانيين، أنني أرغب بالهجرة». عشنا الحرب، لكنها المرة الأولى التي يخالجني هذا الشعور.
نشأنا على حب بلدنا وكنّا نسمع أهلنا يعبّرون عن هذا التمسّك والرغبة في البقاء مهما يحصل، لكننا لم نعد نحتمل معرفة حقيقة واحدة بأنّ المسؤولين عنّا في لبنان غير مسؤولين.
بات بإمكان هؤلاء قتلنا في أي وقت، لا أمان ولا طمأنينة. وأنا على يقين بأنّ جيلي لا يريد لأولاده أن يعيش ما عشناه، أشعر بغصّة كبيرة. وعندما أكتب مسلسلاً أو أذهب إلى التصوير أجرّب كزملائي أن نحيا في عز الأزمات ونخلق فنا.
وهنا تعبّر أنطونيوس عن فخرها لصمود الدراما والسينما، لا سيّما بعد اختيار فيلم Broken Keys لتمثيل لبنان في الأوسكار، وتضيف»نحارب باللحم الحي.
دولتنا لا تعترف بوجود فنانين يستحقون تقديم الدعم لهم، والذي إن فعّل سيدعم قطاعات كثيرة في لبنان». اعتزال التمثيل أعلنت أنطونيوس عن اعتزالها التمثيل في عام 2004، وعندما عادت عن قرارها في عام 2008، علمت أنّ العودة لن تكون كما كانت «أنا متصالحة مع نفسي، لا أطمح إلى الأدوار الكبيرة، وإلا كنت كتبت ونصّبت نفسي بطلة في هذا العمل.
تحمّلتُ مسؤولية أدوار كبيرة منذ أن كنت في السابعة عشرة من عمري، وحملت أدوار مسلسلات كبيرة على كتفي. أما اليوم، فالمعادلة اختلفت، التمثيل بالنسبة لي عبارة عن تأدية دور صعب ومركّب يناسبني وأنا في عمر الأربعين، وهو ما فعلته في دوري بمسلسل (ثورة الفلاحين) وما سأقدّمه في مسلسل (ع اسمك) الذي سيعرض قريباً على (أم تي في ) إلى جانب الممثلين كارين رزق الله وجيري غزال بإدارة المخرج فيليب أسمر.
أبحث عن الدور وليس حجم الدور، ولا أطمح لأكون بطلة، بل جلّ ما أريده أن يقال عنّي ممثلة وليس نجمة، وهذا ما تعلّمناه أيام الدراسة الجامعية، أن نكون ممثلين وليس نجوماً».
تزامناً مع انطلاق حملة الـ16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، وجّهت أنطونيوس رسالة إلى كل امرأة «لا يوجد رجل عنيف، بل هناك امرأة ضعيفة. وعليكِ اتخاذ موقف في أول إهانة أو تعنيف لفظي تتعرضين له. لا تعتمدي مقولة: غداً يتغير، لأنّك إذا تغاضيتِ عن هذا الانتهاك الإنساني في حقك مرة واحدة، فقد تخسرين حياتك في المرة الثانية.
المرأة يجب أن تحترم، ويجب الا تقمع، ولكن للأسف، واقعها في لبنان يقول إنها ستبقى معنّفة وعلينا بذل المزيد من الجهود لتمكينها في العلم والثقافة والعمل». الدراما اللبنانية فيفيان مواضيع ذات صلة
المصدر: القبس الإلكتروني