في الذكرى ال48 لتأسيس الجمعية الكويتية لحماية البيئة..جنان بهزاد: خطط وبرامج تتسق مع أهداف التنمية المستدامة وتأثيرات التغير المناخي
تصادف اليوم الأربعاء ذكرى مرور 48 عاما على تأسيس الجمعية الكويتية لحماية البيئة التي تمثل إحدى منظمات المجتمع المدني في الكويت وتضطلع بمهامها ومسؤولياتها واستراتيجياتها ومشاريعها التوعوية والبيئية المنوعة وصقلها في خدمة البيئة الكويتية.
وبهذا الخصوص، قالت جنان بهزاد أمين عام جمعية البيئة إن “منظمات المجتمع المدني تؤدي أدوارا تفاعلية مع قضايا واهتمامات المجتمعات بالتوازي مع الجهود الحكومية، ومن هذا المنطلق يناط إليها المشاركة في تنفيذ برامج تطبيقية، كل منها في مجاله التخصصي، مساهمة منها في الدفع بتحقيق تلك الجهود الحكومية، ومنذ ان أعلن عن خطط التنمية المستدامة 2030 وتقوم المنظمات المدنية بالمشاركة في تطبيق تلك الخطط، ولكن الجمعية ساهمت منذ عام 1974 برؤيتها النافذة من خلال مجالس الادارة السابقة والحالية على تحقيق اهداف التنمية المستدامة وتلبية احتياجات المجتمع من خلال الإسهام في حماية البيئة وتحقيق التقدم المجتمعي في مجالات البيئة وتنمية الموارد البشرية”.
وفي الذكرى الثامنة والأربعين لتأسيس جمعية البيئة، اعتبرت بهزاد ان “التنوع الحيوي من أكبر التحديات البيئية التي يتعين على أرضنا مواجهتها منذ بداية القرن الواحد والعشرين، خاصة مع الحاجة العالمية للتوسع العمراني وايجاد الفرص العملية لاستغلال الأراضي دون المساس في الحياة الطبيعية، ومن منطلق مسئولية الجمعية الكويتية لحماية البيئة في الحفاظ على التنوع الأحيائي والطبيعي من خلال برامجها وفرق العمل التطوعية العاملة فيها ساهمت في انجاز برامج توثيق للحياة الفطرية والطبيعية على مدى السنوات الستة الماضية، وفي هذه السنة تكمل عامها السابع من النجاح المشترك مع شركائها في حماية البيئة ونجوم المسئولية المجتمعية من القطاعين الحكومي والخاص كل في مجال اختصاصه ومساهماته النبيلة لأيجاد فرص التعاون المشترك المثمر”.
وأضافت: “من قصص النجاح التي شهدتها الجمعية الكويتية لحماية البيئة لسنوات عديدة هي جمعها لجمعيات النفع العام في الخليج العربي تحت مظلة الشبكة الخليجية لجمعيات البيئة الأهلية لتترأس هي المكتب التنفيذي لها منذ اشهارها في عام 2000″، وواصلت: “لن يتم التكامل في العمل الوطني دون الانتباه الى التغير الواضح في اثار تغيرات المناخ في العالم التي لم تعد أليفة كما كانت، ما بين زيادة درجات الحرارة وانحراف برودة الشتاء ونزول الثلوج على المناطق الصحراوية في المناطق العربية وذلك لم يكن مشهودا سابقا”، مؤكدة أن “التأثيرات السلبية للفيضانات والتكلفة التي تسببها للأرواح والبنى التحتية للمدن يحتاج وضع خطط استباقية لمواسم الأمطار اليوم وتخطيط المدن وتطويرها لاستيعابها التغيرات المستقبلية و تطوير منهجية وإجراءات لتطبيقها ضمن خطط الإدارة البيئية”.
ونوهت أمين عام جمعية حماية البيئة إلى أنه “في هذا الوقت نجد ضرورة وجود استراتيجيات وخطط عمل وطنية ومتابعة مستمرة من خلال الدراسات التخصصية للتأهب والتصدي لتأثيرات تغير المناخ، وتأثيرات تغير المناخ على البيئة وصحة الانسان قائمة ولا يمكن انكارها وما نحتاج له الان هو تعزيز سبل إدارة مخاطر الكوارث وتحسين الأدوات للتصدي لها قبل وأثناء وبعد وقوعها. ولا شك ان فهم المخاطر التي تقع على دولة الكويت وتأثير التغيرات المناخية عليها وبناء الخطط ودعم المشاريع التنموية بما يناسب التأقلم مع تأثيرات تغير المناخ واعداد خطط بديلة”، مضيفة “ان تحقيق اهداف التنمية المستدامة وايجاد حلول للتكيف مع التغيرات المناخية والاستمرار في العمل التطوعي الميداني في التوثيق والتوعية المجتمعية وجمع القوى الوطنية والاقليمية للعمل البيئي لا يخلو من الصعوبات ولا القصور، فعلى الرغم من كل هذه الأعمال مازالت الجمعية تناشد الجهات المسئولة في الدولة لتوفير مقل عمل دائم لها لتواصل مسيرتها الوطنية”.
وذكرت جنان بهزاد “جاء انشاء الجمعية عام 1974 تعزيزا لرفع مستوى الوعي بين كل فئات المجتمع وتثقيفهم بيئيا وما يشمله ذلك من منتديات وبرامج ندوات ومؤتمرات ومحاضرات ومعارض تخصصية تثري برامج تنمية القدرات والخبرات وفقا لخططها التدريبية. وحظيت الدعوة باستجابة سريعة من نخبة وطنية مهتمة بالشأن البيئي تمثلت بمؤسسيها وقياداتها واعضاء الجمعية العمومية وما شملتهم من كوادر وخبراء فضلا عن المؤسسات الحكومية والاهلية والخاصة وتم انشاؤها فعلا كجمعية اهلية مشهرة لتصبح نموذجا مميزا يواكب برنامج الامم المتحدة للبيئة (اليونيب).
وبينت بهزاد: “تعنى الجمعية بحماية البيئة ومكافحة اسباب التلوث في جميع المجالات وتجميع جهود المهتمين بهذا الشأن واتخاذ كل الاجراءات الوقائية والعلاجية الممكنة ضد التلوث والعمل على ايجاد فكر علمي وتشريعات قانونية وتنظيمات ادارية تحقق سلامة البيئة وحماية الثروات الطبيعية في البلاد واجراء الدراسات والابحاث العلمية والبيئية. وكما تعنى ايضا بالاهتمام بالنواحي التربوية والاعلامية والاجتماعية والثقافية المتعلقة بالبيئة والسعي الى تحقيق المساهمة الفعالة في توعية المواطن ورفع مستواه العلمي والثقافي البيئي خصوصا فيما يتعلق بتلوث الهواء والماء والتربة وحماية مصادر الثروة الطبيعية في البلاد والمحافظة عليها بالتعاون مع الجهات المختصة.
ويأتي مجمل ذلك تنفيذا لفكرة انشائها المتمثلة في نشر الوعي البيئي لدى المواطنين والمحافظة على البيئة وحمايتها من التلوث بمختلف الوسائل والاليات والادوات التقليدية والمستحدثة واعادة تأهيل البيئة الكويتية اثر ما تعرضت له من دمار جراء الغزو العراقي وما تمخضت عنه من توصيات بهذا الشأن”.