في قندهار..صالة رياضيّة للنساء الأفغانيات المنقبات
رويتز – في إقليم قندهار بجنوب أفغانستان، تذهب العديد من النساء المنقبات إلى مركز جديد لممارسة الرياضة، كانت أسسته الناشطة الحقوقية المدافعة عن حقوق المرأة مريم دوراني.
وتعتبرُ السيدة البالغة من العمر 36 عاماً، ناشطة بارزة في قندهار، وهي المنطقة التي تتمتع فيها جماعة “طالبان” المسلحة بنفوذ كبير، ووفقاً لوكالة “رويترز”، فإنّ “الصالة الرياضية مُخصصة للنساء فقط، وهي تجذب حوالى 50 سيّدة يومياً”.
وفي السياق، تقول دوراني أنّ “ردّ فعل السيدات كان إيجابياً، لأنهنّ بحاجة إلى مثل هذا النادي”، وأضافت: “ما أزعجني هو ردّ فعل الرجال الذين تعاملوا بشكل سلبيّ مع نادينا، ووجهوا إليّ الإهانات لأنهم اعتقدوا أن الصالة الرياضية هذه تتعارض مع الشريعة”.
وعندما حكمت “طالبان” أفغانستان بين عامي 1996 و 2001، حظرت تعليم الإناث ومنعت النساء من مغادرة المنزل من دون رجل من الأقرباء. كذلك، فقد تم منع النساء من الذهاب إلى المدارس والعمل أو المشاركة في الحياة السياسية، كما تم فرض عليهنّ ارتداء النقاب.
وبعد ذلك، أطاحت حملة عسكرية بقيادة الولايات المتحدة بـ”طالبان”، عقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001. وإثر ذلك، أعادت طالبان تنظيم صفوفها كجماعة مسلحة لمحاربة الإدارة الأفغانية.
ومع توقيع اتفاقية سلام بين الولايات المتحدة و “طالبان” خلال العام الجاري، والتي تقضي بانسحاب القوات الأمريكية بشكل تدريجي من أفغانستان، ودخول “طالبان” في مفاوضات مع الحكومة في كابول، تشعر العديد من النساء في البلاد بالقلق من أن الجماعة المتشددة قد تمارس نفوذها من خلال القنوات السياسية الرسمية.
ففي هذا الإطار، يرى الكثيرون أن اتفاق السلام يمثل دفعاً كبيراً لطالبان من خلال اتاحة دور لها لتشارك في السلطة، وبالتالي فرض ما تريده، وأيضاً عودة الفكر الإيديولجي المتشدد للمسلحين.
غير أن “طالبان” تقول أنها “تغيرت”، لكن العديد من النساء يشككن في ذلك. وفي تصريحات سابقة، قالت الناشطة نرجس أذارين أنها “لا تعتقد أن الجماعة المتشددة تغيرت”، وقالت: “أعتقد أن الجيل الجديد في طالبان يفوق وحشية من سبقه”.
من جهتها، تقول دوراني: “قلقي الوحيد هو نظرتهم لحقوق المرأة وما هي الحريات والقيود التي سيفرضونها علي”.
وفي الوقت الحالي، ينصب تركيز دوراني على خدمة عشرات النساء اللواتي يحضرن النادي، وهي تقول أن “هؤلاء يشكلن شريحة عريضة من المجتمع، بما في ذلك ربات البيوت والنساء اللواتي يعملن خارج المنزل”. وأضافت: “أمنيتي الوحيدة هي أن يُنظر إلينا كإنسان في هذا المجتمع”.
المصدر: أخبار الآن