أثار قاموس “كامبريدج” ردود فعل نارية من قِبل النقاد على الإنترنت لمراجعته تعريف كلمتيْ “الرجل” و “المرأة”، لتشملا الأشخاص الذين لا يتماهون مع الجنس الذي خُلقوا به عند الولادة.
وقال تقرير لصحيفة نيويورك بوست، إن التعريف الجديد لكلمة “الرجل” في قاموس كامبريدج، بات الآن ينص على أنه “الشخص البالغ الذي يعيش ويُعرّف بأنه ذكر، على الرغم من أنه ربما قيل إنه كان له جنس مختلف عند الولادة.”
وعلى نفس المنوال، فإن التعريف المحدث لكلمة “امرأة” يقول إنها “شخص بالغ يعيش ويُعرّف بأنه أنثى على الرغم من أنه ربما قيل إنه كان له جنس مختلف عند الولادة”.
وبهذا التغيير يتضح التجديد الذي حصل على وجهات النظر القديمة حول الجنس، والتي كانت تفترض أن الجنس “sex” والهوية الجنسية “gender” يتطابقان دومًا.
وبمجرد حصول التغيير في التعريف لدى قاموس كامبريدج، انطلقت على الإنترنت زوبعة مما وصفته ” نيويورك بوست” بالانتقادات الساخرة من التغييرات، حيث غرّد المعلق السياسي ستيفن كراودر: “هل تذكرون مقولة أنك إذا كنت تستطيع التحكم في اللغة يمكنك التحكم في الناس”.
ووصفت الكاتبة ماري روك، من صحيفة “ديلي كولر” مؤلفي القاموس بأنهم “منتهكون للحقيقة، وقالت: “قاموس كامبردج هو مجرد الحلقة الأخيرة في هذا النهج، وإذا لم نمنعهم من محو النساء، فإن حضارتنا لن تحميهن”.
دان ماكلوجين كاتب بارز في” ناشيونال ريفيو”، قرأ في المراجعة التعريفية أنها “رجعية بائسة” بدلًا من أن تكون تقدمية.
وكتب على تويتر: “لم يكن من المفترض أن تكون 1984 دليلًا إرشاديًا”. مشيرًا في ذلك الى رواية “Nineteen Eighty-Four” ذات الرؤية المستقبلية البائسة، لمؤلفها “جورج أورويل” والتي كانت نشرت العام 1949.
ومع ذلك، رفض بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي رد الفعل العنيف، واصفين ما يكتبه النقاد بأنه “رهاب المتحولين جنسيًا، واحتفوا بالتغييرات على أنها أكثر شمولًا.
فقد غرد إيفان أوركهارت من “Assigned Media” على تويتر، قائلًا: “خمّنوا ما الذي يزعج هؤلاء المتحولين جنسيًا الآن؟.
وبالمثل أشادت مجموعة “Bristol Leading Against Transphobia” التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها بالقرار ووصفته بأنه “خبر رائع”.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وقع، أمس الثلاثاء، أمام آلاف الضيوف، وفي أجواء احتفالية في البيت الأبيض، قانونًا يحمي زواج الشواذ في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
ويشّكل توقيع هذا القانون لحظة مهمة بشكل خاص للرئيس الأمريكي الذي كان قد عبّر عن تأييده لزواج المثليين قبل 10 أعوام حين كان نائبًا للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.