قلق كبير من هرب مجموعة مستخدمين هامة من منصة X
منذ بيع المنصة المعروفة سابقا باسم “تويتر” (X حاليا) في أكتوبر 2022، توقف ما يقرب من نصف مستخدميها “المدافعين عن البيئة” عن التغريد.
وقد قارن باحثون أمريكيون عادات 380 ألف شخص قاموا بالتغريد بانتظام حول القضايا البيئية بمجموعة مراقبة مكونة من 458 ألف مستخدم قاموا بالتغريد حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
واختار الباحثون موضوع انتخابات 2020 لتحديد عينة ضابطة بناء على أن مناقشته تجري بشكل متكرر وواسع النطاق، ما يشير إلى أنه يجب أن يمثل عينة عامة من مستخدمي “تويتر”.
فوجدوا أن مجتمع “تويتر” البيئي النشط (الذي يُعرَّف بأولئك الذين نشروا تغريدة واحدة على الأقل حول هذا الموضوع خلال فترة 15 يوما) قد انخفض بنسبة 47.5% بحلول أبريل 2023.
وأعرب معدو الدراسة عن قلقهم بشأن العواقب على الخطاب العام والنشاط البيئي.
وبنسبة 20.6% فقط، كان الانخفاض أقل حدة بكثير بين المستخدمين الذين أشار إليهم الباحثون باسم “تويتر السياسي”.
ويعتمد البحث الجديد على نتائج دراسة أجريت عام 2022 أجراها بعض أعضاء الفريق نفسه، والتي قامت بتحليل نشاط “تويتر” لمليون شخص منخرط في البيئة، سعيا إلى فهم العوامل التي تؤثر على مواقف الناس في مجال الحفاظ على البيئة.
وتقول عالمة الأحياء والمحللة البيئية شارلوت تشانغ من كلية بومونا، المعدة الرئيسية لكلتا الدراستين: “لقد وجدنا ست شخصيات مختلفة بناء على اهتمامهم بالحفاظ على التنوع البيولوجي، أو الأراضي العامة، أو التخفيف من تغير المناخ”.
لقد كان تويتر المنصة الأكثر شعبية لعلماء البيئة حيث يتعاونون على تحقيق أهداف الدعوة وتشارك الأفكار والأبحاث وإيجاد طرق جديدة للعمل معا.
وتقول تشانغ: “لقد رأينا أن هناك مجتمعا نابضا بالحياة يشارك في الحديث حول المواضيع البيئية. وقد أثار هذا بعد ذلك سؤالا حول كيفية تأثر هذا المجتمع بالتغييرات التي تطرأ على إدارة “تويتر””.
وتمتلك منصات الوسائط الاجتماعية التي تشبه “تويتر” حاليا قواعد مستخدمين أصغر بكثير. لذا يفترض الفريق أن أي تغيير في كيفية تفاعل المستخدمين المهتمين بالبيئة مع الموقع يثير تساؤلات جدية حول كيفية جعل الأشخاص المهتمين بالبيئة يعملون معا.
وكتب معدو الدراسة الجديدة: “إن الانخفاض السريع في عدد المستخدمين النشطين يدق أجراس الإنذار ويشير إلى خسارة كبيرة لمجتمع الحفاظ على البيئة”.
كما أن انخفاض الاستخدام من قبل الباحثين والناشطين في مجال البيئة يهدد أيضا بتفاقم الانقسامات الاجتماعية، حيث تعمل المجموعات على عزل نفسها عن وجهات نظر مختلفة على منصات مختلفة تماما، وليس فقط في شبكات مختلفة داخل نفس المنصات.
وفي استطلاع أجرته مجلة Nature مؤخرا على أكثر من 9000 عالم استخدموا “تويتر”، قال أكثر من نصفهم إنهم يقضون وقتا أقل على المنصة الآن عما كانوا يقضونه قبل ستة أشهر، وقال ما يقرب من 7% إنهم لم يعودوا يستخدمونه على الإطلاق.
وقال خبير المناخ المائي بيتر جليك “في الأشهر القليلة الماضية، منذ الاستحواذ والتغييرات على تويتر، ارتفع حجم الانتهاك بشكل كبير”.
وانضم حوالي 46% من المشاركين في استطلاع Nature إلى منصات اجتماعية أخرى مثل Mastodon وBluesky وThreads.
ويخلص الباحثون إلى أن “مثل هذه التغييرات تزيد من الحاجة إلى إنشاء تعاون عبر الصناعة، والقطاع غير الربحي، والأوساط الأكاديمية، لتتبع مشاركة الجمهور مع البيئة عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي لصالح البحوث الأولية، والحفاظ على البيئة التطبيقية، والتخفيف من آثار المناخ”.
نُشرت الدراسة الجديدة في مجلة Trends in Ecology and Evolution والمسح في Nature.