تكنولوجياهاشتاقات بلس

قمة “كورسيرا” للقيادات النسائية في الشرق الأوسط تناقش تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق تكافؤ الفرص

أكد خبراء القطاع المشاركون في النسخة الأولى من قمة “كورسيرا” للقيادات النسائية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا على الجهود المستمرة التي تبذلها المنطقة لتعزيز مشاركة المرأة في مكان العمل. وشددت القمة على الدور المحوري للذكاء الاصطناعي التوليدي في تخطي العقبات التي تحول دون وصول النساء إلى فرص عمل متكافئة مع أقرانهن من الرجال.

وتتماشى هذه القمة، والتي انعقدت في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، مع التزام شركة “كورسيرا” بدعم مساعي تطوير المواهب في المنطقة. وقد شكّلت فرصة مهمة للاحتفاء بتمكين النساء ودعم طموحهن ونجاحهن عبر العديد من القطاعات بما فيها التكنولوجيا والاتصالات والتعليم وغيرها. كما استعرضت القمة التجارب الملهمة للقيادات النسائية المشاركات فيها.

ووفرت القمة منصة مهمة للحوار وتبادل الأفكار، ومناقشة التحديات، ودعم فرص تطوير القيادات النسائية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وشاركت فيها نخبة من القيادات النسائية بمن فيهن البروفيسورة باربرا أوكلي، أستاذة الهندسة في جامعة أوكلاند ومدربة الابتكار في “كورسيرا”، والتي سلطت الضوء على كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي في تسريع التعلم ومعالجة التحديات الراهنة التي تواجه الاقتصادات في المنطقة.

وعلى الرغم من الإنجازات الإقليمية الكبيرة في قطاع التعليم، إلا أن معظم شباب المنطقة، ولا سيما الشابات، لم يدخلوا سوق العمل؛ مما يؤكد على عدم التوافق بين المخرجات التعليمية ومتطلبات سوق العمل. ومع ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تجتاح القطاعات كافة، بدأت تتكشف فرصة فريدة لسد هذه الفجوة. ويمكن للاستثمارات الاستراتيجية في تعليم الذكاء الاصطناعي أن تغيّر قواعد اللعبة لناحية إنشاء قوى عاملة متمرسة تمتلك المهارات التكنولوجية المطلوبة لشغل وظائف المستقبل.

وسلطت قمة “كورسيرا” للقيادات النسائية الضوء على قضيتين محوريتين؛ وهما الانتقال غير المتكافئ إلى الاقتصاد الرقمي، والمعايير الاجتماعية والثقافية المتأصلة التي تحد من المشاركة الاقتصادية للنساء. وأكدت القمة كذلك أن عدم التوافق بين التعليم ومجموعات المهارات المطلوبة قد يؤدي إلى تفاقم معدل البطالة بين النساء العربيات والذي يبلغ 42.5%—أي ما يعادل ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي البالغ 14.9%. ودعت القمة نساء المنطقة إلى تبني وظائف جديدة مثل هندسة الأوامر (Prompt Engineering) وتحليل البيانات، والتي توفر لهن فرص العمل عن بعد وتساعدهن على تخطي العقبات التقليدية مثل مسؤوليات رعاية الأطفال، وصعوبات التنقل، والمخاوف المتعلقة بالسلامة في مكان العمل. وتساهم مواءمة التعليم مع متطلبات القطاع الناشئة والتحديات الاجتماعية والثقافية في إطلاق العنان لإمكانات النساء العاملات في المنطقة وتعزيز مساهمتهن في النمو الاقتصادي.

وبهذه المناسبة، قالت مارني بيكر ستاين، الرئيس التنفيذي للمحتوى في “كورسيرا”: “إن انعدام المساواة بين الرجال والنساء في الوصول إلى تقنيات العصر الجديد سيفضي حتماً إلى تعميق فجوة الفرص بين الجنسين في الاقتصادات الرقمية المستقبلية. ورغم أن العديد من دول المنطقة – ولا سيما دول مجلس التعاون الخليجي – تشهد اليوم مشاركة أكبر للنساء في سوق العمل، إلا أنّ الفجوة القائمة بين الجنسين لا تزال كبيرة وتحتاج إلى معالجة. ويمكن تسريع هذه العملية من خلال الاستخدام الصحيح للتقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي يسطّر فصلاً جديداً في تاريخ العمل والتعليم – وفي هذه المرحلة تحديداً، قد تؤدي الجهود الاستراتيجية المتسقة لتطوير المهارات، والأهم من ذلك التعاون بين القطاعين العام والخاص، إلى إحداث تحول جذري في معالجة تحديات المساواة بين الجنسين”.

شهدت قمة “كورسيرا” للقيادات النسائية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا 2024 حضور نخبة من القيادات النسائية المؤثرة من مختلف القطاعات، كما ناقشت الاستراتيجيات الأكثر تأثيراً في تشجيع النساء على مواصلة التعلم والانضمام للعمل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وتمحورت محادثات القمة أيضاً حول سبل مساهمة المؤسسات بتعزيز تمثيل المرأة في الأدوار القيادية، والآثار المحتملة لمثل هذه المبادرات على المديين القصير والطويل. وأشادت القمة كذلك بأهمية رؤية السعودية 2030 لتعزيز مشاركة المرأة في برامج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وشكّلت القمة محطة أخرى مهمة في مساعي “كورسيرا” لتعزيز مكانتها في المنطقة؛ حيث لا تقوم الشركة بذلك فقط من خلال الشراكات الاستراتيجية وعروض المنتجات المبتكرة، وإنما أيضاً من خلال لعب دور رائد في تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بما يتماشى مع رؤى الحكومات المحلية.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى