تكنولوجيا

“قناع رقمي” يحمي خصوصية المرضى ويتابع حالتهم الطبية

ظهرت خلال الأعوام الأخيرة سجلات طبية رقمية تخزن حالة المرضى مع صور وجوههم عبر أجهزة الحواسيب، مما سهل على الأطباء متابعة تشخيص مرضاهم عن بعد.

وفي الأساليب الشائعة، تخفى مناطق من وجه المرضى خلال تخزينها في السجلات الرقمية، لحماية الخصوصية، لكنها قد تفقد معلومات مهمة ذات صلة بالأمراض، كما أن تلك السجلات الرقمية عرضة للاختراق وسرقة المعلومات الشخصية للمرضى.

وتمكن فريق بحثي مشترك من جامعتي ”كامبريدج“ البريطانية، و“سون يات سين“ الصينية، من تطوير تقنية جديدة يمكنها حماية خصوصية المرضى، وأيضا متابعة حالتهم عن بعد، من خلال إنشاء ما أطلقوا عليه ”القناع الرقمي“ لكل مريض، وهو يحدد فقط العلامات الحيوية المسببة للأمراض من الوجه، مع إخفاء باقي العلامات الحيوية التي تحدد هويتهم مثل الجنس والعرق والعمر.

ووفق مجلة ”نيتشر مديسن“ الطبية، استخدم الباحثون في التقنية الجديدة، خوارزميات التعلم العميق، لتحديد سمات الوجه ذات الصلة بالأمراض اللازمة للتشخيص، ومحو باقي السمات، وميزة إعادة بناء الوجه الثلاثية الأبعاد.

وتعمل التقنية الجديدة من خلال تصوير فيديو للوجه الحقيقي، ومن ثم تحوله إلى فيديو لوجه رقمي، مع المعلومات الحيوية التي تكشف عن هوية المريض، وبذلك من غير الممكن التعرف عليه. ويحذف بعد ذلك مقطع الفيديو الأصلي، ولا يمكن استعادته.

وقال الباحث المشارك في الدراسة من جامعة ”سون يات سين“ البروفيسور هاوتيان لين، إن ”التعلم العميق يستخلص ميزات محددة من أجزاء مختلفة من الوجه، بينما تقوم ميزة إعادة بناء الوجه الثلاثية الأبعاد تلقائيًا، برقمنة أشكال ثلاثية الأبعاد، لحركات الوجه والجفون ومقل العيون، بناءً على ملامح الوجه المستخرجة“.

وأكد هاوتيان لين أن تلك التقنية لا يمكن اختراقها بواسطة خوارزميات التعرف على الوجه التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.

وغالبًا ما يتردد المرضى في مشاركة بياناتهم الطبية في السجلات الصحية الإلكترونية، بسبب مخاوف الخصوصية، مما يعيق تطوير الرعاية الطبية الرقمية.

من ناحيته أوضح الباحث المشارك في الدراسة من جامعة ”كامبريدج“ البروفيسور باتريك يو واي مان، أن ”نهج القناع الرقمي يوفر طريقة فعالة لحماية خصوصية المريض مع السماح بالحصول على المعلومات التي تكون مفيدة للأطباء، مما يجعل هذا التطبيب عن بعد، من خلال الهاتف والفيديو أكثر جدوى، لتقديم الرعاية الصحية أكثر كفاءة“.

وبيّن أن ”صور الوجه تعتبر مفيدة في تحديد علامات المرض، حيث ترتبط السمات مثل التجاعيد العميقة للجبهة حول العينين بشكل كبير بمرض القلب، بينما تشير التغيرات غير الطبيعية في حركة العين إلى ضعف الوظيفة البصرية“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى