قوات الاحتلال تتوعد باجتياح رفح حتى في حال التوصل لهدنة
توعدت إسرائيل الأحد، بشن هجوم بري على مدينة رفح المكتظة في جنوب قطاع غزة، رغم المفاوضات الجارية للتوصل إلى هدنة جديدة في الحرب ضد حركة حماس.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لقناة “سي بي إس” الأمريكية إن التوصل إلى اتفاق هدنة لن يؤدي إلا إلى “تأخير” الهجوم على المدينة التي يتجمع فيها ما يقرب من مليون ونصف مليون مدني على الحدود المغلقة مع مصر، وفق أرقام الأمم المتحدة.
وصرّح نتانياهو “إذا توصلنا إلى اتفاق فسوف تتأخر (العملية) إلى حد ما، لكنها ستتم”، مضيفاً “إذا لم يحصل اتفاق، فسنقوم بها على أي حال. يجب أن تتم، لأن النصر الكامل هو هدفنا، والنصر الكامل في متناول اليد – ليس بعد أشهر، بل بعد أسابيع، بمجرد أن نبدأ العملية”.
إسرائيل تعلن مقتل جندي لا تزال رفاته في غزة https://t.co/CHJ8H4kJh2
— 24.ae (@20fourMedia) February 25, 2024
وبينما تستمر المحادثات في قطر، يحتدم القتال بين الجيش الإسرائيلي وحماس خصوصاً في مدينة خان يونس المدمرة، على بعد بضعة كيلومترات شمال رفح.
وأحصت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الأحد سقوط 86 قتيلاً خلال 24 ساعة في أنحاء القطاع الفلسطيني.
ويستمر الوضع الإنساني في التدهور في القطاع حيث بات حوالى 2,2 مليون شخص، هم الغالبية العظمى من سكّانه، مهدّدين بخطر “مجاعة جماعية”، وفق الأمم المتحدة.
ويخضع إدخال المساعدات إلى غزّة لموافقة إسرائيل، ويصل الدعم الإنساني الشحيح إلى القطاع بشكل أساسي عبر معبر رفح مع مصر، لكنّ نقله إلى الشمال صعب بسبب الدمار والقتال.
نتيجة ذلك، دفع نقص الغذاء مئات الأشخاص إلى مغادرة شمال القطاع حيث يوجد 300 ألف شخص باتجاه الوسط، وفق ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس الأحد.
“سياسة التجويع”
وبين هؤلاء سمير عبد ربه الذي وصل من جباليا إلى النصيرات صباح الأحد، نازحاً بسبب الجوع مع زوجته وطفلته التي تبلغ عاماً ونصف العام.
وقال لوكالة فرانس برس: “جئت مشياً على الأقدام من شمال غزة من عزبة عبد ربه… لا أستطيع أن أصف كمية المجاعة هناك… عندي بنت صغيرة عمرها عام ونصف، لا يوجد حليب. أحاول أن أطعمها الخبز الذي أصنعه من بقايا العلف والذرة، لا تهضمه، لا مغيث، أملنا كبير فقط بربنا”.
من جهته، قال مصدر قيادي في حماس لوكالة فرانس برس الأحد: “قتل شعبنا بالتجويع في غزة وشمالي القطاع جريمة إبادة جماعية تهدد مسار المفاوضات برمته”.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، بعدما نفّذت حركة حماس هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1160 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيليّة رسميّة.
كما احتُجز خلال الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 130 منهم ما زالوا في غزّة، ويُعتقد أنّ 31 منهم لقوا حتفهم.
وتعهّدت إسرائيل رداً على الهجوم، بـ”القضاء” على حماس التي تحكم غزة منذ 2007 والتي تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، “منظمة إرهابية”.
وتردّ إسرائيل على الهجوم بقصف مدمّر على قطاع غزة وعمليات برية منذ 27 أكتوبر (تشرين الأول) ما تسبّب بمقتل 29692 فلسطينياً، غالبيتهم العظمى من المدنيين، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة.
غزة وإسرائيل رفح حماس نتانياهو الأمم المتحدة