كابوس لاعبي كرة القدم.. أين وصل العلم في علاج تمزق الرباط الصليبي؟
تعد إصابات الرباط الصليبي الأمامي من الإصابات الشائعة، التي تؤثر على كبار لاعبي كرة القدم أمثال روبرتو باجيو والظاهرة رونالدو وإبراهيموفيتش وإنسو فاتي وغيرهم الكثير.
وتسجل في الولايات المتحدة وحدها 400 ألف إصابة سنويا، حيث تؤكد الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP)، أن تمزقات الرباط الصليبي الأمامي عند الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عامًا زادت بنحو 2.3% سنويًّا على مدار العشرين عامًا الماضية، وقد لا يكون هذا مفاجئًا، نظرًا للنمو المتسارع للرياضات المختلفة.
وعادةً ما يتمزق الرباط الصليبي الأمامي في أثناء ممارسة الرياضات التي تتطلب توقفًا سريعًا وتغييرًا مفاجئًا في الاتجاه، مثل: كرة السلة، وكرة القدم، والتزلج.
وتشير الأبحاث الجديدة إلى أنّ الفتيات لديهنّ احتمالية أعلى بثماني مرات لتمزق الرباط الصليبي الأمامي مقارنةً بنظرائهن الذكور، ويُعزى ذلك لأسباب هرمونية وتشريحية.
ولأجل ذلك ظهرت تقنيات حديثة لعلاج تمزق الرباط الصليبي الأمامي وهي على النحو الآتي:
غرسات (BEAR)
وفي هذا السياق، تعاونت مستشفى ”Holland“ مع ”Shoreline Orthopedics“ لتقديم تقنية حديثة لترميم الرباط الصليبي الأمامي، وهي غرسة (BEAR) لعلاج تمزق الرباط الصليبي الأمامي (ACL)، وتعتبر تقدمًا طبيًّا جديدًا في هذا المجال.
وقال الدكتور بروس ستيوارت، جراح العظام وأخصائي الطب الرياضي ”يوجد الكثير من المزايا لاستعادة وظيفة الرباط بدلًا من استبداله“.
وأضاف ستيوارت أن الدراسات السريرية أظهرت أن غرسة (BEAR) تعيد الرباط الصليبي الأمامي الممزق إلى نفس جودة وحجم الرباط الصليبي الأمامي غير المصاب“.
وأكد تعافي المرضى من ناحية قوة العضلات، وعودتهم لممارسة الرياضة وبقية الأنشطة بشكل أسرع.
وعلى عكس العمليات الجراحية الكلاسيكية، لا تتطلب الغرسة إزالة وتر سليم وإعادة زرعه مكان الوتر المتضرر، إذ تعمل الغرسة كجسر لمساعدة أطراف الرباط الممزق على الالتئام، ما يمكّن الجسم من إصلاح نفسه.
شفاء دون جراحة!
من جهة أخرى، تتحدى دراسة جديدة الفكرة الشائعة القائلة إن إصابة الرباط الصليبي الأمامي لا يمكن أن تلتئم وحدها.
ووجدت الدراسة أن بعض عضلات الرباط الصليبي الأمامي الممزقة تلتئم بعد إعادة التأهيل القائم على التمرين، وأنّ نتائج هذا الشفاء كانت أفضل مقارنة بالعمليات الجراحية (إعادة التصنيع).
وكان المشاركون في التجربة من البالغين النشطين -وليس الرياضيين المحترفين- الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا.
وتوصل الأطباء والباحثون المشرفون على الدراسة إلى أنّ 53% من المشاركين في التجربة الذين تمت معالجة تمزق الرباط الصليبي الأمامي لديهم بإعادة التأهيل فقط (دون جراحة) شُفوا تماما -وفق صور الرنين المغناطيسي- بعد عامين من الإصابة.
ولاحظوا بدء علامات شفاء الرباط الصليبي الأمامي -في صور الرنين المغناطيسي- بعد ثلاثة أشهر من الإصابة وهو وقت مبكر جدًّا.
وقادت الدراسة أخصائية العلاج الطبيعي والباحثة في جامعة ”ملبورن“، الدكتورة ستيفاني فيلباي، ونُشرت نتائجها أخيرًا في ”المجلة البريطانية للطب الرياضي“.
خطر متزايد، وطرق الوقاية
ومن المعروف أنّ أحد مخاطر ممارسة الرياضة هو التعرض للأذى، ولسوء الحظ، تُظهر أحدث الإحصاءات أنّ إصابات الرباط الصليبي الأمامي آخذة في الارتفاع بين الرياضيين الشباب.
وقال الدكتور ديريك إيدي، أخصائي الطب الرياضي في مستشفى ”أكرون“ للأطفال ”يشارك المزيد من الأطفال في الألعاب الرياضية، لذا فإن حالات تمزق الرباط الصليبي تتزايد أيضًا“.
وعند سؤاله حول كيفية منع التمزق، أجاب الدكتور إيدي ”إنّ أفضل طريقة لتدارك تمزق الرباط الصليبي الأمامي، هي مراجعة أخصائي الطب الرياضي عند ظهور أول علامة لألم الركبة“.
وتابع إيدي ”إنّ اختلال التوازن العضلي المصحوب بالحركة المتكررة، يجعل الرياضي أكثر عرضة للإصابة، ويمكن تقليل احتمال ذلك عن طريق تصحيح هذا الاختلال لدى الطفل“.
ونُشر حديث الدكتور ديريك إيدي أخيرًا على الموقع الإلكتروني لمستشفى ”أكرون“ للأطفال.
ويؤكد أطباء الاختصاص ضرورة الإحماء الجيد قبل ممارسة الرياضات القوية، مثل: كرة القدم، وكرة السلة، وتقوية عضلات الفخذ والحوض وأسفل البطن، للتقليل من احتمال تمزق الرباط الصليبي.