منوعات

كتلة جليدية هائلة تهدد حياة البطاريق جنوب المحيط الأطلسي

في جورجيا الجنوبية، وهي جزيرة نائية في جنوب المحيط الأطلسي، يعيش الملايين من طيور البطريق في بعض أكبر المستعمرات على الكوكب أيامهم وسط بيئة نقية لا يتقاسمها سوى عدد قليل من البشر.

وتقع اليوم على مساحة تزيد عن مليون كيلومتر مربع من المناطق البحرية المحمية، مما يسمح للأنواع بالازدهار على الرغم من مناخها القاسي والعادي أحياناً.

ولا تعد جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية، وهي إقليم ما وراء البحار في المملكة المتحدة، محط اهتمام، ولكن كتلة جليدية عملاقة، تبلغ مساحتها 3،900 كيلومتر مربع وتزن مئات المليارات من الأطنان المترية، تهدد بتدمير موطن للحياة البرية تعيش فيه البطاريق والفقمات وطيور القطرس.

وانفصلت الكتلة الجليدية “A68a”، التي تتبه ف مسار نحو جزيرة جورجيا الجنوبية عبر بحر “سكوتيا”، من الجرف الجليدي “لارسن سي” في القارة القطبية الجنوبية عام 2017، ولكنها  تطفو داخل نطاق المياه المفتوحة فقط هذا العام.

ووفقاً لما يقوله العلماء، يبلغ عمق الكتلة الجليدية 200 متر فقط، وهي تعد رقيقة نسبياً بالنسبة لكتلة جليدية بحجمها.

ويعني أنه من المحتمل أن تزيل الكتلة الجليدية الجرف القاري البالغ عمقه 300 متر على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب الجزيرة، مما يسمح لها بالاقتراب من الأرض.

وتظهر الرحلات الاستطلاعية دليلاً على تحطم حواف الكتلة الجليدية وتشكيلها أنفاقاً، ومع ذلك يرى الباحثين في هيئة المسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبية أنه من المدهش بقاء الكتلة الجليدية على حالها كل تلك المدة.

وتكثر الفرضيات حول ما سيحدث إذا اصطدمت الكتلة الجليدية بالجزيرة وكيف ستؤثر على طيور البطريق، وهذا بالتحديد سبب حرص العلماء على مراقبة ما سيحدث بعد ذلك، حتى وإن كانوا عاجزين عن التدخل في أسوأ السيناريوهات.

ويقول نورمان راتكليف، عالم بيئة الطيور البحرية في هيئة المسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبية: “لا توجد طريقة يمكننا من خلالها تحويل مسار أو تفجير الكتلة الجليدية”، مؤكداً أنهم مهتمون بدراسة تداعيات الاصطدام بالجزيرة.

ويعد النظام البيئي المتنوع للجزيرة موطناً لطيور القطرس، والملايين من فقمات الفراء، ونحو نصف عدد نوع طيور البطريق الملكي في العالم، وطيور البطريق “جنتو” ، وحوالي ربع عدد طيور البطريق الذهبي في العالم.

ويجذب عدد طيور البطريق الملك اهتماماً خاصاً، بعد أن نما من “المئات” إلى “مليون على الأقل” في القرن الماضي، حيث أصبحت المستعمرة الموجودة في خليج سانت أندروز الآن الأكبر في العالم، حسبما يقوله مارك بيلشير، مدير مصايد الأسماك والبيئة في حكومة جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية.

ويشرح راتكليف أن نوعي طيور البطريق “الذهبي” “جنتو”، يتغذيان على قشريات “الكريليات” بالقرب من الشاطئ والجرف القاري على التوالي، بينما يتغذى نوع طيور البطريق الملكي على سمكة الفانوس ويسبح مئات الكيلومترات في رحلات البحث عن الطعام التي يمكن أن تستمر 16 يوماً أثناء مرحلة فقس البيض.

ويضيف راتكليف أنه موسم وضع البيض، مما يزيد من احتمالية اصطدام الكتلة الجليدية خلال فترة يقوم فيها الآباء البطاريق برحلات الصيد الطويلة.

وعلى الرغم من أن طيور البطريق في جورجيا الجنوبية تتجمع في الجانب الشمالي الضحل من الجزيرة، إلا أنها قد تواجه الكتلة الجليدية قريباً.

وبحسب ما قالته سالي ثورب، مصممة الأنظمة البيئية في هيئة، من المحتمل أن الكتلة الجليدية، “A68a”، سوف تلتف حول الطرف الجنوبي الشرقي للجزيرة قبل أن ينجرف على طول الجانب الشمالي”

واعتباراً من 9 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، كانت الكتلة الجليدية على بعد حوالي 50 كيلومتراً من أقرب منطقة من الجرف القاري بعمق 200 متر، وفقاً لما قالته ثورب.

وبمقارنة موقع الكتلة الجليدية “A68a” بالبيانات التاريخية للكتل الجليدية، انتقلت جميعها باستثناء واحد إلى رف جزيرة جورجيا الجنوبية أو تتبعت التدفقات الحالية حول حافة الرف في اتجاه عكس عقارب الساعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى