«كتيبة» كوادر وطنية تعكف على تصميم قمر اصطناعي كويتي ثان
في أروقة مختبرات ومرافق المشروع الوطني للقمر الاصطناعي الأول “كويت سات1” يعكف الدكتور ياسر عبدالرحيم وكتيبة من السواعد الكويتية على وضع تصميم وميزانيات قمر اصطناعي كويتي ثان.
يجلس الدكتور ياسر في مكتبه وأمارات العزم بادية على محياه، وما إن بدأت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) الحديث عن هذا المشروع حتى كشف عن تحديات جديدة تعتزم تلك الكتيبة العلمية تجاوزها، إذ سيعملون على “مهمة علمية أصعب من مهمة القمر الأول وبطموح أكبر، ستشتمل على تصنيع أجزاء من القمر الثاني في دولة الكويت ليكون على موعد مع الإطلاق بعد 3 سنوات من بدء العمل به”.
بعد برهة سكون، ينطلق د. ياسر في الحديث عن المشروع المنتظر حديث الواثق بالمضي قدما في تلك المشاريع الرائدة، فيقول “إن القمر الثاني سيكون أكبر من الأول وسيكون من فئة Cube Sat2”.
وللقمر الجديد، وفق قول د. ياسر، غرضان علميان “الأول فحص ألواح الطاقة الشمسية التي سيتم تصميمها وبناؤها في الجامعة بحيث يستطيع القمر الصناعي فحصها وهي تكنولوجيا جديدة سنرسلها للفضاء لتجريبها، والآخر إرسال كاميرا عالية الوضوح وهي الآن في طور التصميم من نوع Hyper Expected لتعطي معلومات وليست صورا فقط عن طبقات الجو ومحتوى البحر”.
في غرفة محاضرات مجاورة لمقر د. ياسر، وقف أحد كوادر المشروع يلقي محاضرة على مسامع 35 متدربا جديدا، وبسؤاله عما يدور، قال “سيشارك شباب كويت سات1 في المشروع التالي عبر مهمات معينة، وأولاها تدريب الجدد، وقد أوكلت هذه المهمة بشكل كلي لـ10من الكوادر الأقدم” على أن ” استيعاب أفراد آخرين في إطار دفعة جديدة سيكون بعد تأهيل الدفعة الثانية”.
ولما كان جزء كبير من تصميم القمر الاصطناعي تم خارج الكويت بسبب قلة الخبرات وعدم تطور المختبرات بالدرجة الكافية لصناعة قمر اصطناعي متطور عمد القائمون على المشروع الأول إلى رأب هذا النقص بتعديل المختبرات بطريقة تواكب تصنيع أقمار حساسة ومعقدة.
ورغم أن التصميم الأساسي للقمر الاصطناعي الكويتي الأول في الكويت وأسند تنفيذه إلى أوروبا بسبب خبرتها في هذا المجال، شاركت كوادر وطنية على مدى ما يقارب 14 يوما في تركيب الكاميرات وبرمجتها، وهو ما يطمح المشروع التالي إلى الاستفادة منه بتصنيع جزء كبير من كويت سات2 في الكويت.
لم يحدد بعد الدكتور ياسر خطوات الانتهاء من كويت سات2 لأنه في طور التخطيط، وربما يكون مسار تنفيذه مغايرا لمسار سابقه الذي خضع للفحص والتقييم ومن ثم الإرسال إلى ألمانيا ليوضع فيما يشبه الكبسولة قبل انتقاله إلى فلوريدا بالولايات المتحدة لينطلق منها بصاروخ فضائي إلى المدار المحدد.
“نحن قدها.. نستطيع صناعة ذلك في المستقبل القريب بإذن الله”، بهذه العبارة سلط الدكتور ياسر الضوء على تدريب الكوادر البشرية الكويتية حاليا “على كيفية بناء القمر وتشغيله وتصميمه لتكون المرحلة القادمة هي البناء الكامل والكلي للأقمار الاصطناعية”.
ويرهن الدكتور ياسر صناعة الكويت للأقمار الاصطناعية بتوفير المستلزمات التكنولوجية لهذا الامر إلى جانب تطوير الكوادر “فمن ضمن مرافق المشروع الوطني غرفتان لبناء الأقمار، وعملية بناء الأقمار الاصطناعية تستغرق وقتا طويلا وأي نقص لمعدة أو قطعة توقف العملية برمتها”.
من هذا المنطلق “يجب تطوير البنية التحتية لمختبراتنا حتى نستطيع تصنيع الأقمار الاصطناعية”، إلى جانب “العمل على تعلم كيفية فحص القمر الصناعي، فليس لدينا الخبرة على فعل ذلك ما يجعلنا نرسله إلى أماكن أخرى لفحصه”.
شأنه شأن كل قيادييي المشروع، بدا الدكتور ياسر متحفزا لاستكمال المشوار، ووضع الأسس اللازمة لإنشاء كيان فضائي مستدام، يتولى وضع الكويت في مصاف الدول الفضائية تحريا للغايات الاقتصادية والاستراتيجية المتوخاة من مثل هذا المجال الحيوي.