كنيسة نيويوركية تمنح راكبي الدراجات الهوائية “بركة” تحميهم من الحوادث
اصطف مئات راكبي الدراجات الهوائية، من محترفين وهواة، في صحن الكاتدرائية الأنغليكانية في نيويورك السبت، لكي يتلقوا “البركة” التي يفترض أن تؤمن لهم الحماية من الحوادث، وهو تقليد بدأ اتّباعه قبل 25 عاماً.
وتوجه عميد كاتدرائية القديس يوحنا اللاهوتي الأسقفية في شمال غرب مانهاتن القس باتريك مالوي إلى الدراجين المجتمعين في هذه الكنيسة التي تعتبر من الأوسع في العالم قائلاً: “فلتكن الدروب مفتوحة أمامكم، وليكن الهواء دائماً وراءكم، ولتكن رحلاتكم دائماً فرحة. فليحمكم الله أنتم ودراجاتكم”.
وبعدما قرأ القس مالوي فصلاً من الإنجيل وألقى عظة، راح يتنقل في صحن الكنيسة ويرش الماء المقدّس على الدراجين الذين فاق عددهم هذه السنة الحضور المعتاد نظراً إلى كون المناسبة تأتي بعد جائحة كوفيد.
واضاف القس البروتستانتي المسؤول عن الكنيسة الأسقفية، وهي فرع من الأنغليكانية في الولايات المتحدة “لن يحدث شيء لدراجتكم اليوم (…) عسى أن يكون إله الكون معكم دائماً”.
وفور تلقيهم “البركة”، صفّق الدراجون وقرعوا أجراس دراجاتهم ثم جالوا بها في صحن وجناح هذه الكنيسة التي بنيت في نهاية القرن التاسع عشر وفق الهندسة المعمارية للكاتدرائيات الفرنسية، والتي يعود تاريخ آخر الأشغال الإنشائية فيها إلى التسعينات .
ويقام تقليد “مباركة الدراجات الهوائية” منذ 25 عاماً في كاتدرائية القديس يوحنا اللاهوتي الأسقفية في منطقة مورنينغسايد هيتس التي تقع فيها جامعة كولومبيا، والمشاركة فيه مفتوحة للدراجين من كل الطوائف ومن غير المؤمنين.
وهذه الطقوس الدينية والمجتمعية والمسكونية التي تعكس التعدد الثقافي النيويوركي الفريد أصبحت تحظى باهتمام متزايد مع اتساع الإقبال على الدراجات الهوائية كرياضة “ناعمة” ووسيلة نقل في المدن الأميركية وضواحيها السكنية والخضراء.
وكما هي الحال في أوروبا، تحرص السلطات البلدية في نيويورك على تشجيع ركوب الدراجات الهوائية لأسباب تتعلق بالبيئة والصحة العامة.
لكنّ مخاطر كثيرة تحدق براكبي الدراجات الهوائية والسكوتر في هذه المدينة المترامية الأطراف التي يبلغ عدد سكانها 8,5 ملايين، والمزدحمة بالسيارات والشاحنات، وخصوصاً أنها المسارات المخصصة للدراجات قليلة جداً فيها، وغالباً ما لا تتمتع بإجراءات حماية كافية.
وأظهرت إحصاءات هيئة النقل في نيويورك أن 17 شخصاً قضوا عام 2022 في أحياء المدينة الخمس خلال استخدامهم دراجات هوائية. وفي احتفال المباركة السبت، ذكر المصلون أسماء 13 قتلوا هذه السنة على دراجاتهم في شوارع المدينة.
كذلك صلى هؤلاء لراحة نفس 132 من المشاة الذين قضوا بحوادث في المدينة العام الفائت.
وقالت الناشطة البيئية البالغة 28 عاماً أليسون كونسيداين لوكالة فرانس برس لدى خروجها من الكنيسة “من الخطير جداً أن يركب المرء دراجة هوائية في نيويورك!”.
ولاحظت الشابة ازدياد “عدد السائقيين الذين يقودون سياراتهم بطريقة أكثر عدوانية وسرعة وخطورة” وخصوصاً منذ انتهاء الجائحة.
حتى أنها اعتبرت أن أيدي رئيس بلدية مدينة نيويورك إريك آدامز وحاكمة ولاية نيويورك كاثي هوتشول “ملطخة بالدماء” إذ “من المفترض أن يضمنا سلامتنا” من خلال “مسارات محمية للدراجات”أو “فتح شوارع” للدراجات حصراً.
وستكون أحياء نيويورك الخمس (مانهاتن وبروكلين وكوينز وبرونكس وستاتين آيلاند)الأحد مخصصة ليوم واحد فقط لنحو 32 ألف “درّاج من كل المستويات ومن مختلف أنحاء العالم”، وستكون شوارعها “خالية تماماً من السيارات”، وفقًا لبيان صادر عن “فايف بورو بايك تور”، وهو نشاط رياضي وخيري يقام هذه السنة للمرة الخامسة والأربعين.