كورونا أقلهم خطورة.. أوبئة هددت البشرية على مر التاريخ
ما يثير القلق بشأن فيروس كورونا المستجد هو الغموض حول أصله وعلاجه، فلا توجد إجابات محددة على أسئلة كثيرة عنه، مثل إلى أي مدى سوف ينتشر؟، وإلى متى سوف يستمر؟ وكم من الناس سوف يقتل؟
في خلال أكثر من 3 أشهر، ضرب الفيروس نحو 100 دولة حول العالم، وأصاب أكثر 110 ألف شخص، كما تسبب في وفاة 3825 شخص، وانقطاع نحو 300 مليون طالب عن المدارس خوفاً من تفشي المرض، وألغيت مئات الأحداث الرياضية والثقافية.
كما قطعت شركات الطيران رحلاتها خوفاً من تفشي الفيروس، وشهد القطاع الاقتصادي تراجعاً كبيراً وخسائر بمليارات الدولارات في الأسواق المالية، كما تم إغلاق الكثير من دور العبادة.
فرانك سنودن، أستاذ في تاريخ الطب بجامعة ييل الأميركية، في مقابلة مع مجلة نيويوركر، بدوره قال: “لا يوجد مجال أن لا تتأثر الحياة البشرية بالأمراض الوبائية بشكل كبير”.
وأضاف: “الأوبئة لها آثار هائلة على الاستقرار الاجتماعي والسياسي، تفوق نتائج الحروب، ومن المحتمل أيضًا أن تكون جزءًا من بداية الحروب في بعض الأحيان”.
وأشار إلى أن تاريخ البشرية مع الأوبئة مروع، وأنها تسببت في انهيار مجتمعات ودول.
وباء الطاعون
ففي القرن السادس الميلادي، تسبب الطاعون الذي اجتاح الإمبراطورية الرومانية في وفاة بين 30 و50 مليون شخص، وهو ما قد يعادل نصف سكان العالم في ذلك الوقت.
وأكد الدكتور فرانك أن الآلاف من الجثث كانت مكدسة بإحكام في مقبرة جماعية في مدينة القسطنطينية، مشيراً إلى أن موجات الأوبئة التي ضربت الإمبراطورية على مدى 400 عام لها دور هام في زوالها.
كما أدى الموت الأسود (الطاعون الأسود) في القرن الرابع عشر إلى وفاة ما يصل إلى 200 مليون شخص في شمال أفريقيا وآسيا وأوروبا، فحوالي 30 إلى 60 في المئة من سكان أوروبا لقوا حتفهم.
وفي نهاية القرن السادس عشر وأوائل السابع عشر، قتل الاستعمار الأوروبي الملايين، للحد من انتشار الأوبئة التي لا يوجد لها علاج.
وأخر هذه الأوبئة المروعة وأكثرها خطورة في العصر الحديث، ولا زالنا نعيش في آثاره، وباء الإنفلونزا أو ما عرف بـ “الأنفلونزا الإسبانية” الذي ضرب العالم في عام 1918، وأودى بحياة حوالي 50 مليون شخصاً في مختلف أنحاء العالم.