أ ف ب – يواجه متطوعون في مأوى للقطط يقع في التلال المحيطة بمدينة بافوس في جزيرة قبرص المتوسطية زيادة ملحوظة في عدد الهررة التي تركها أصحابها، ويعزون سبب هذه الظاهرة إلى جائحة «كوفيد-19».
وقالت مديرة مأوى «تالا كاتس» دون فوت (48 عاماً) إن «زيادة بنسبة 30% سجّلت في الآونة الأخيرة في عدد القطط الأليفة التي تخلى عنها» أصحابها قبل مغادرتهم الجزيرة.
وأوضحت أن عدداً من الأجانب أو مزدوجي الجنسية المقيمين في الجزيرة غادروها في الأشهر المنصرمة بسبب الصعوبات الاقتصادية الناجمة خصوصاً عن الوباء، تاركين وراءهم حيواناتهم الأليفة التي لم يتمكنوا من أخذها معهم.
-
دراسة: ما يحدث بالقطب الجنوبي ينذر بطقس قاس في السنوات المقبلة2024/12/25 6:50:58 صباحًا
-
5 فوائد يقدمها قشر الطماطم للبشرة2024/12/25 5:50:43 صباحًا
وأضافت فوت أن «الناس في الوقت الراهن لا يملكون المال لتسفير حيواناتهم معهم إذ إن نقل هرّ إلى بلد آخر مكلف جداً»، ويستلزم تلقيحه والاستحصال على جواز سفر إلزامي له.
ولاحظت فوت أن زيادة عدد القطط المتروكة تُعزى أيضاً إلى أن القبارصة لم يعودوا قادرين على تحمّل نفقات توفير الطعام أو تأمين الرعاية البيطرية لحيواناتهم.
وبين قبرص والقطط قصة قديمة، وفي الجزيرة آثار تشهد على تدجين هذه الحيوانات وجَعلِها مستأنسة، تُعتبَر أقدم آثار من هذا النوع اكتُشفَت حتى اليوم، حتى في مصر الفرعونية.
واكتشف علماء آثار عام 2004 رفات قطة ورجل دُفنا معاً في قرية شيلوروكامبوس (جنوب قبرص) قبل نحو 9500 سنة، أي قبل 1500 عام من أقدم اكتشاف كان معروفاً، وهو لعظم فك هرّ.
ونبّهت فوت إلى أن القطط المتروكة «لا تجيد تدّبر أمرها للبقاء على قيد الحياة»، ما يؤدي إلى نفوق الكثير منها.
وبدأت قبرص في 10 يناير الجاري فترة إقفال عام ثانية بعد ذلك الذي شهدته في الربيع الفائت، بسبب الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين بفيروس كورونا.
وأدى إغلاق المطاعم إلى مفاقمة معاناة القطط، إذ إن تلك الشاردة منها في الشوارع تقتات من فضلات هذه المطاعم.
أما القطط التي تؤويها الملاجئ، والتي يُرسَل عدد منها إلى الخارج لتبنيها، فواجه مصيرها مشاكل أيضاً، أبرزها نقص الطائرات وارتفاع تكاليف النقل، وهو ما أكده لوكالة فرانس برس مأوى قرب العاصمة نيقوسيا.
كذلك ساهم إقفال مراكز الإيواء بسبب الأزمة الصحية في تعقيد تبني سكان الجزيرة هذه القطط.
ويعيش نحو 800 قطّ راهناً في مركز تالا الواقع على عقار تابع لدير آيوس نيوفيتوس المجاور. وكل هذه القطط خُصِيَت أو خضعت للتعقيم.
ويشكل التعقيم إجراء ضرورياً للحدّ من تكاثر القطط، إذ تفوق في قبرص مجموع السكان الذين يناهز عددهم المليون نسمة، وفقاً لواحدة على الأقل من جمعيات الدفاع عن الحيوانات.