كورونا يصل إلى مواقع التصوير.. ويتدخل في بطولات المسلسلات
يبدو أن فيروس “كورونا” قد قرر مؤخرا الدخول في بطولة المسلسلات الرمضانية التي يجري تصويرها حاليا بدلا من الفنانين أنفسهم؛ إذ أصبح الوضع متأزما أكثر من ذي قبل!
فمع انتشار الفيروس واتخاذ الإجراءات الوقائية الاحترازية التي حددتها المملكة العربية السعودية مؤخرا، ومنها تعليق السفر مع عدد من الدول، ومن ضمنها مصر والكويت والإمارات، دخل الفنانون السعوديون حتى المقيمون في أزمة حقيقية، وذلك لصعوبة التنقل عبر أي منفذ جوي أو بري أو حتى بحري، وهو إجراء صارم اتخذته الجهات المعنية في المنطقة بغية المحافظة على صحة المواطنين والمقيمين من الإصابة بـ “كورونا”.
وبدأ الآن عدد من الفنانين المتواجدين سواء في الإمارات أو في الكويت بالتساؤل عن كيفية إمكانية تنقلهم (من وإلى) لإتمام أعمالهم العالقة؟ خاصة بعد تفعيل القرار بمنع السفر الذي ينطبق على المواطن والمقيم.
ومع سرعة اتخاذ إجراءات المنع، وقع بعض الفنانين في السعودية والإمارات والكويت في مشكلة كبيرة، فمنهم من لن يستطيع دخول دبي ومنهم من لن يتمكن من مغادرة المملكة لإكمال تصوير أعماله في لوكيشنات جهزت خصيصا للعمل، وأصبح التواصل مع سفارات الدول مستمرا لإيجاد مخرج من “الورطة” التي وقعوا فيها.
وفي حال دخول أحد من النجوم للسعودية، فإنه سيتطلب منه عزل نفسه لمدة لا تنقص عن 14 يوما، وهو ما يراه البعض سببا في تأخير الكثير من المشاهد وربما الأعمال.
وتعاني أوساط الترفيه أيضا مع إلغاء الكثير من المهرجانات والمناسبات والحفلات الغنائية، ولا يقتصر القلق على الفنانين فقط، بل على المخرجين والمنتجين الذين يخشون ألا يجدوا طرفا يشتري أعمالهم.
ويتواجد في دبي والكويت عدد من الفنانين السعوديين أمثال ناصر القصبي وعبدالله السدحان وآخرون من الذين سيعانون من المشاكل بعد منع تنقلاتهم.
فالفنان عبدالإله السناني المتواجد حاليا في الرياض أصبح لا يستطيع السفر لدبي لإكمال مشاهد التصوير في مسلسل “ست كوم” الذي يقوم ببطولته إلى جانب “القصبي”، كما أن عددا من طواقم العمل من غير السعوديين والمتواجدين في بلدانهم أصبحوا في عداد “الإقامة الجبرية”.
فهل تُحل هذه المشكلة قريبا من خلال استبدال الشخصيات؟ أم أن الأعمال بأكملها ستنهار قبل الموسم الرمصاني؟
واستهدف فيروس كورونا القاتل مجالي الفن والموضة كغيرهما من القطاعات المختلفة، وتسبب بإلغاء وتأجيل العديد من الحفلات الغنائية وعروض الأزياء، فيما قال خبراء إن تأثيرات الفيروس على قطاع الموضة تحديدا وصلت خسائرها إلى نحو 3 مليارات دولار.
إليسا
وقررت الفنانة اللبنانية إليسا تأجيل حفلها الغنائي الذي كان مقررا في العراق بتاريخ الـ 20 من الشهر الجاري، لأجل غير مسمى في مدينة أربيل، وأوضح بيان عن الجهة المعلنة للحفل بأنه نظرا للتعليمات الصادرة من المؤسسات الصحية والمتضمنة إجراءات وقائية واحترازية تمنع التجمعات ومنها الحفلات الفنية، فقد تقرر تأجيل حفل إليسا إلى تاريخ آخر يتم الإعلان عنه لاحقا.
هاني رمزي
وكشف الفنان المصري هاني رمزي عن عدم عرض برامج المقالب في رمضان 2020، مشيرا إلى أن البرنامج الجديد كان من المفترض أن يصور في الصين، ولكن بسبب انتشار فيروس كورونا ألغي ذلك، ولضيق الوقت لم يجر العمل على أفكار جديدة، خاصة أن شهر رمضان لم يبق على قدومه سوى نحو شهر ونصف الشهر، وهو ما يحول بالتأكيد دون تنفيذها، مضيفا أن التحضير للبرنامج كان قد بدأ فعليا قبل انتشار الفيروس، ولكن الآن توقف تماما.
توم كروز
كما قرر الممثل الأميركي الشهير، توم كروز، وفريق طاقم فيلمه “المهمة المستحيلة 7” (Mission: Impossible 7)، إلى التوقف عن التصوير في إيطاليا.
ومع إجراء التعديلات على برنامج التصوير في مدينة “البندقية” الإيطالية، تماشيا مع القواعد الصحية التي وضعتها السلطات لمواجهة انتشار “كورونا”، أجبر توم كروز وطاقم الفيلم، على المكوث هناك حتى الأول من مارس، في انتظار قرار بشأن مستقبل الإنتاج. وكان مقررا أن يصدر الفيلم في صيف 2021، لكن إيقاف التصوير قد يؤخر تاريخ عرضه.
مهرجان البحرين السينمائي
وقررت إدارة مهرجان البحرين السينمائي تأجيل موعد إقامة المهرجان حتى إشعار آخر، وذلك استجابة لقرار هيئة البحرين للثقافة والآثار بتعليق كل فعالياتها الجماهيرية لفترة أسبوعين حفاظا منها على سلامة الجميع.
وكان من المقرر أن تقام فعاليات الدورة الأولى من مهرجان البحرين السينمائي Bahrain Film Festival التي تقام تحت شعار “سينما لأجلك”، في الفترة من 4 لغاية 8 مارس، وذلك بتنظيم من نادي البحرين للسينما وبرعاية من هيئة البحرين للثقافة والآثار.
فرقة BTS الكورية
وألغت فرقة BTS الكورية حفلاتها ضمن جولة الترويج لأحدث ألبوماتها (خريطة الروح:7). وأشار البيان إلى “استحالة التنبؤ” بانتشار الفيروس وكذلك “التخبط” حيال تنقل الفرقة والطاقم الفني المرافق؛ ما أدى في نهاية المطاف لإلغاء الجولة.
وكشفت فرقة “غرين داي” عن إلغاء الحفلات المقررة لها في القارة الآسيوية خلال شهر مارس في جولتها الآسيوية، وارتأت تأجيل جولتها حتى إشعار آخر.
أفريل لافين
وأعلنت النجمة العالمية افريل لافين أنها ألغت 12 حفلة ضمن جولتها الغنائية في دول شرق آسيا بسبب انتشار فيروس كورونا. وكانت المغنية الشهيرة قررت انطلاق جولتها العالمية من أوروبا في شهر أبريل المقبل في عدد من الدول منها بريطانيا، إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا؛ إذ سيبقى مصير تلك الحفلات معلقا بين الإلغاء أو تحديد جدول مواعيد جديد.
الموضة وفيروس كورونا
ظهر تأثير الفيروس خلال عروض الأزياء مؤخرا، ومن أبرز عواقب انتشاره قرار اتخذه مصمم الأزياء، جيورجيو أرماني، بتقديم عرضه الذي كان مقررا خلال فعاليات أسبوع ميلانو للموضة من دون جمهور. وقد اكتفى المصمم الإيطالي بنقل مباشر لهذا العرض من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت دار أرماني قد أعلنت عن قرارها بعدم استقبال الجمهور في عرضها الذي كان مدرجا الأحد قبل الماضي على روزنامة أسبوع ميلانو للموضة. وقد تم هذا الإعلان على منصة تويتر معتبرة هذا التدبير بأنه احترازي.
واتضح عدم الإلغاء في روزنامة العروض الباريسية ما عدا الإعلان عن انسحاب مصممين صينيين. ولكن تم إلغاء العديد من الحفلات والمناسبات التي كان من المقرر إقامتها على هامش أسبوع باريس للموضة.
الخسائر 3 مليارات
وذكرت تقارير صحافية أن أسباب خسائر الموضة التي وصلت إلى نحو 3 مليارات دولار سببه أن الصين هي المورد الأول للنسيج على الصعيد العالمي، وهي المكان الذي انطلق منه الفيروس ما تسبب بإقفال العديد من مصانع النسيج الصينية، كما وتشكل الصين أيضاً سوقا ضخما للعلامات التجارية الفاخرة حيث تستهلك حوالي 35% من المشتريات الفاخرة على الصعيد العالمي.
إضافة إلى ذلك فقد تم تأجيل أسبوع موضة شنغهاي، الذي كان مقررا في نهاية شهر مارس/آذار المقبل، إلى أجل غير معروف. وأعلنت دار Prada الإيطالية في بيان رسمي لها أنها ستؤجل عرضها الخاص بموسم الرحلات التي كانت ستقيمه يوم الـ 21 من مايو/أيار في اليابان لتجنب تعريض طاقم عملها ومدعويها لخطر الإصابة.
ومثلها قررت دار شانيل تأجيل عرض Metiers d’Art 2020 التي كانت ستقدمه في بكين خلال شهر مايو/أيار المقبل إلى موعد لاحق.
وسجل عرض العلامة الصينية Muzkin، الذي أقيم خلال أسبوع نيويورك، نسبة قليلة جدا من الحضور. وظهر انخفاض عام في نسب الحضور خلال أسبوع لندن للموضة نتيجة انتشار فيروس كورونا.
الحفلات الموسيقية الأكثر تضرراً من «كورونا»
فقد شهد الأسبوع الماضي إلغاء فعاليات كبرى أبرزها مهرجان الموسيقى الإلكترونية “ألترا ميوزيك فيستفل” والمهرجان الثقافي “ساوث باي ساوث ويست”، إضافة إلى تأجيل مهرجان “كواتشيلا” الموسيقي الشهير إلى أكتوبر.
وتعتبر فرقة “بيرل جام” والمغنية مادونا وعازف الغيتار سانتانا من أبرز الفنانين الذين ألغوا حفلات موسيقية أو أجلوها، بسبب مخاوف من “كورونا”، كما ألغت مسارح للفنون الجميلة عروضا وجولات عدة، منها أوركسترا بوسطن السيمفونية ومسرح الباليه الأميركي في نيويورك.
وقررت إلفان ساهين (32 عاما)، وهي من سكان مانهاتن، عدم حضور حفلة للموسيقى الكلاسيكية هذا الأسبوع في مركز لينكولن بنيويورك بسبب فيروس كورونا قائلة: “سأشعر براحة أكبر إذا انتظرت انتهاء هذه الأزمة”.
وأضافت: “أنا لا أكترث عادة للمبالغات بشأن قوة الأعاصير والعواصف الثلجية، لكن هذا الفيروس المعدي جديد بالنسبة إلي. أعلم أنني أبدو مجنونة لكنني لا أتعامل معه بهدوء كبير”.
بدوره، ذكر كيفين ليمان، مؤسس “رابد تور”، وهو جولة متنقلة لموسيقى الروك استمرت من عام 1995 إلى 2019 في الولايات المتحدة، أن آخر مرة شهد فيها فوضى كهذه في أوساط الترفيه كانت بعد 11 سبتمبر.
فبعد الصدمة التي خلفتها تلك الهجمات، يتذكر أن ردة فعله الأولى كانت “يجب مواصلة العرض”، متابعا: “وبالطبع لم يحدث ذلك. فقد أوقفت هذه الأوساط نشاطها لبعض الوقت”.
لكن ليمان وصف الذعر الحالي الحاصل جراء “كورونا” بأنه “غير مسبوق”.
من جهته، قال آدم سيغيل، مدير قسم الترفيه في “أميريكن إيجنتس آند بروكرز”، وهي شركة تأمين تضم زبائن منها مهرجان ألترا للموسيقى الإلكترونية، إن مهرجانات مثل “كواتشيلا” لديها 4 أو 5 بوالص تأمين مختلفة.
ووفقا لتقارير اعلامية، يحقق مهرجان “كواتشيلا” أرباحا صافية تقدر بين 75 و100 مليون دولار سنويا. واكتفى المنظمون حتى الآن بإرجاء المهرجان، لكن في حال الإلغاء، يمكن أن يحصل المهرجان من شركات التأمين، بسبب بند القوة القاهرة، على تعويضات تتراوح بين 150 و200 مليون دولار.
وأفاد سيغيل بأن العواقب الاقتصادية المترتبة على تأجيل المهرجانات والفعاليات الكبرى أو إلغائها، لا تقتصر على المنظمين والفنانين، مضيفا: “في اقتصاد يعتمد على أشكال العمل المرنة، قد يخسر العديد من الأشخاص العاملين فيه من أمثال الذين يكرسون وقتهم للعمل على مهرجان مثل كواتشيلا، فرصة جني الأموال”.
من جانبه، أكد ليمان أن الخوف السائد في أوساط المهرجانات يمتد إلى أماكن تنظيم الحفلات في كل أنحاء العالم، لافتا إلى أن شركات الترفيه الكبرى ستتأثر ماليا، لكن أصحاب النوادي المستقلين هم من سيتكبدون الضربة الاقتصادية الأكبر. “ستكون الآثار مدمرة بالنسبة إلى اللاعبين الصغار الذين يعتمدون على النشاطات الأسبوعية”.
لكن قد يشكل بعض الفنانين خشبة خلاص للبعض، فيوم الاثنين أعلن المغني بوب ديلان (78 عاما) عن إقامته جولة في أميركا الشمالية إضافة إلى إحياء 14 حفلة في اليابان ابريل المقبل.