“كورونا” يفسد فرحة فينيسيا بعيدها الـ1600.. جزر الأحلام التعيسة!
بينما تطوي فينيسيا صفحتها في ثاني صيف لها في ظل توفر عدد أقل من الزائرين وتراجع حجم الإيرادات.
تتطلع المدينة الممتدة في أنحاء 118 جزيرة صغيرة، إلى الوقت الذي تتمكن فيه من استعادة مكانتها بوصفها واحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم، بحسب ما ذكرته وكالة “بلومبرج” للأنباء.
ولكن إذا تمكن المسؤولون المحليون من تحقيق ما يرغبون به، فلن تشمل العودة النهائية إلى الوضع الطبيعي بعد الوباء، وصول الحشود المعتادة من المسافرين القادمين بصورة يومية.
ولطالما اشتكى سكان فينيسيا من زائري اليوم واحد، الذين ينفقون القليل من المال ويزحمون بحيرة المدينة وقنواتها، ويزيدون من مشاكلها البيئية المتزايدة.
أما الآن، وبعد موسمين سياحيين متضررين بسبب وباء كورونا، يأمل المسؤولون المحليون في أن يكون السكان مستعدين لدعم تحول جذري في نهج المدينة.
وتعتزم الحكومة المحلية في العام المقبل، طرح نظام حجز من خلال دفع رسوم، للزوار الذين لا يقضون الليل في المدينة.
ويقول مؤيدو الخطة إن البيانات التي تم جمعها ستسمح للمدينة بالاستعداد بصورة أفضل للفترات التي تتسم بالتدفق القوي للزائرين، مثل احتفال الكرنفال السنوي، وتحسين كل شيء بداية من وسائل النقل وصولا إلى التواجد الأمني.
ويشار إلى أن فينسيا التي من المقرر أن تحتفل هذا العام بعيدها الـ1600، تقوم بالفعل بجمع معلومات بشأن حركة المرور من خلال الهواتف الخلوية وكاميرات المراقبة، باستخدام “غرفة تحكم” جديدة، ممولة جزئيا من جانب الاتحاد الأوروبي، بحسب “بلومبرج”.
وبالتالي، فإن المدينة قادرة على تتبع سرعة القوارب على طول قنواتها البالغ عددها 150 قناة، وتقسيم زائري اليوم الواحد بحسب جنسياتهم، ومتابعة تحركاتهم من موقع سياحي إلى آخر.
وقال سيمون فينتوريني، وهو عضو في مجلس مدينة فينيسيا، ومسؤول عن المساعدة في إدارة حركة السياحة، إن “إضافة نظام جديد للحجز سيمنحنا معرفة كاملة بشأن الوافدين بصورة مسبقة، وسيساعد في التنظيم وفقا لذلك”.
ويقر فينتوريني بأن النتيجة ستكون تحقيق تجربة سياحية أكثر رقيا، وبالتالى أقل استقلالية.
ولكن الإجراءات الجديدة لجعل الزوار يدفعون من أجل دخول المدينة، قد تواجه تحديات من جانب المفوضية الأوروبية، بحسب تحذيرات ماركو جاسبارينيتي، النائب الذي يعارض الإدارة بقيادة العمدة المحافظ، لويجي بروجنارو.
وقال جاسبارينيتي إنه “من التمييز أن يتم فرض رسوم على الزائرين بناء على الوجهة التي أتوا منها”. وقال إن هناك الكثير من المسافرين الأجانب الذين من بينهم من يأتي إلى فينيسيا للقيام بزيارة مدتها يوم واحد فى إطار برنامج رحلاتهم، بينما يأتي السكان المحليون من منطقة فينيتو بصورة منتظمة في رحلات يومية.
وأضاف: “إنها طريقة شبيهة بالأعمال الشرطية لتوجيه الاتهام إلى السائحين الذين ينامون خارج المدينة”.
ومع ذلك، يقول مؤيدو الفكرة إن الرسوم ستكون رمزية، وأنه من المحتمل أن يتم توفير تخفيضات خلال الموسم الذي تنخفض فيه أعداد الزائرين. وقال فينتوريني إن “الهدف لا يتمثل في جمع الأموال”.
وفي حين أن بعض سكان فينيسيا الذين يعتمدون على عائدات الزائرين يشعرون بالقلق بشأن التغيير، يقر الجميع بأن ثمة شيئا ما يجب القيام به من أجل حماية المدينة الحساسة من السياحة الزائدة.
وقال دانييل مينوتو، نائب رئيس اتحاد مشغلي الفنادق في المدينة: “يبدو من المفارقة أن نتحدث عن تقليل حجم السياحة بعد هذه الأعوام العسيرة… ولكن فينيسيا ليست /ديزني لاند/، إننا نحتاج إلى فرض بعض القيود على الوصول”.
وكانت فينيسيا حققت في عام 2019، إيرادات سياحية بلغ حجمها 1.5 مليار يورو (1.8 مليار دولار)، حيث كانت النسبة الوافدة من زائري اليوم الواحد، 30 بالمئة. ومع ذلك، مثلت هذه الفئة 70 بالمئة من إجمالي عدد الزائرين.
وقال مينوتو إن السعي لإصلاح هذا الاختلال في التوازن “ليس قضية طبقية”، ولكنه وسيلة لمساعدة رواد الأعمال وتحسين العروض السياحية في فينيسيا.
وكانت المحاولات السابقة لفرض رسوم على دخول المدينة قد واجهت عقبات قانونية.
وفي النهاية، قد يكون لزائري اليوم الواحد أنفسهم الكلمة الأخيرة بشأن نجاح الخطة الجديدة.