يشير السرطان إلى أي مرض ضمن عدد كبير من الأمراض التي تتميز بتطور خلايا شاذة تنقسم بطريقة لا يمكن السيطرة عليها ولديها القدرة على التسلل وتدمير أنسجة الجسم الطبيعية. وتكون للسرطان في كثير من الأحيان القدرة على الانتشار في جميع أنحاء الجسم.
السرطان هو السبب الرئيس الثاني للوفاة في العالم. لكن معدلات البقاء على قيد الحياة تتحسن لأنواع كثيرة من السرطان بفضل التحسينات التي تشهدها طرق الكشف عن السرطان وعلاجه والوقاية منه.
في هذا المجال، ثمة ارتفاع متزايد ومقلق في معدّلات الإصابة بالسرطان في سن مبكرة في الولايات المتحدة بحسب الخبراء.
بشكل خاص سُجّل ارتفاع ملحوظ في معدّلات الإصابة بالمرض بين سن 30 و39 سنة، فارتفعت في هذه المرحلة العمرية بنسبة 20 في المئة بين سنتي 2020 و2019، بحسب دراسة جديدة، بحسب ما نُشر في nypost.
كيف ارتفعت معدّلات الإصابة بالسرطان في سن مبكرة؟
بدا لافتاً أنّه في السنوات الأخيرة ارتفعت معدّلات الإصابة بالسرطان إلى حدّ كبير في سن مبكرة وخصوصاً بين النساء. حيث يظهر المرض في سن مبكرة بالمقارنة مع الفترة السابقة بنسبة 4,4 في المئة، فيما انخفضت بين الرجال بنسبة 5 في المئة. انطلاقاً من ذلك، اكّد أطباء وجود المزيد من المرضى الأصغر سناً الذين يُشخّص المرض لديهم. فتتزايد الحالات التي يظهر فيها المرض في سن الـ 30. وكما لاحظ الأطباء، أنّ ثمة أنواعاً معينة من السرطان ترتفع فيها معدّلات الإصابة بين من هم أصغر سناً في السنوات الأخيرة، ومنها سرطان الثدي، حيث ارتفعت معدّلات الإصابة به في سن مبكرة بنسبة 8 في المئة، وكذلك سرطان البنكرياس والقولون مع زيادة بنسبة 15 في المئة.
أتت هذه المعدّلات على إثر دراسة سابقة نُشرت قبل أشهر، وأكّدت ارتفاعاً لافتاً ومقلقاً في معدّلات الإصابة بسرطان القولون. ففي دول عدة، من التسعينات إلى اليوم، سُجّل ارتفاع في العديد من الدول في معدّلات الإصابة بسرطان القولون في سن مبكرة بنسبة 2 إلى 4 في المئة في السنة، وذلك دون سن 30 سنة.
أما الأسباب التي أدّت إلى ذلك فهي:
-السمنة
-التدخين
-كثرة استهلاك الكحول
-نمط الحياة الذي يغلب عليه الركود.
ومن الأسباب التي يمكن ان تكون لها علاقة بهذه الزيادة، ارتفاع معدّلات الإصابة بالسمنة بين الأطفال والراشدين الأصغر سناً، والتغيير الحاصل في النظام الغذائي، كارتفاع معدلات استهلاك السكر والمشروبات الغنية بالسكر والأطعمة الغنية بالدهون بأنواعها.
وفي دراسة نُشرت الشهر الماضي، تمّ تناول أنواع السرطان المرتبطة بالإصابة بالسمنة، وبلغ عددها 18. وتبين للباحثين أنّ الأشخاص الذين يعانون السمنة مع بداية مرحلة الرشد، كانوا أكثر عرضةً للإصابة بالسرطان لاحقاً. كما أنّ قلّة ممارسة النشاط الجسدي قد تساهم في الإصابة بالمرض. وتبين أنّ الشباب الذين يلتزمون بممارسة الرياضة كانوا أقل عرضة للإصابة بالسرطان لاحقاً، كسرطان المريء والمعدة والكلى والرئة والكبد والأمعاء والبنكرياس.
وما يثير قلق الخبراء، أنّ إصابة المزيد من الشباب بالسرطان قد يزيد من احتمال تعرّضهم إلى مشكلات في مراحل لاحقة. فلهذه الإصابة في سن مبكرة تداعيات عديدة لا يمكن الاستهانة بها وتستدعي المزيد من المتابعة لمواجهتها.
انطلاقاً من ذلك، يشدّد الخبراء على ضرورة بذل المزيد من الجهود لمحاربة عوامل الخطر التي تساهم في الإصابة بالسرطان في سن مبكرة، كالسمنة وكثرة استهلاك الكحول والتدخين.