كيف تؤثر المعدة والأمعاء على الدماغ؟
كشفت دراسة حديثة أن أنواعًا معينة من بكتيريا الأمعاء، قد تزيد من خطر الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن، حسب شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية.
البعض لديه إدمان على تناول الطعام
وأظهرت الدراسة التي شملت 88 شخصًا، بعضهم لديه إدمان على الطعام، بالإضافة إلى مجموعة من 103 فئران، بما في ذلك بعضها التي لديها عادة الإكثار من تناول الطعام، وجودَ مستويات متشابهة لنوعين من البكتيريا في الأمعاء أحدهما ضار والآخر مفيد، حسب موقع “الحرة”.
بكتيريا معوية تسبب إدمان الطعام
ووجد الباحثون أن الأشخاص والفئران الذين يعانون من أعراض إدمان الطعام، لديهم أنماط متشابهة لبكتيريا الميكروبيوم (البكتيريا المعوية) التي كانت مختلفة عن الأشخاص والقوارض الذين لديهم علاقة صحية مع الطعام.
بكتيريا معوية مفيدة تمنع الإدمان
واكتشف الباحثون في الدراسة التي نُشرت بمجلة “Gut”، أنه عند زيادة مستويات نوع من البكتيريا المفيدة المسمى “بلوتيا”؛ فإن بإمكانهم منع تطور سلوكيات الإدمان على الطعام لدى الفئران.
ونقلت الشبكة عن المؤلفة الرئيسية للدراسة والأستاذة المساعدة في جامعة “بومبيو فابرا” في برشلونة بإسبانيا، إلينا مارتن غارسيا، قولها إن هذه الاكتشافات الجديدة “مهمة للغاية لأنها تُظهر أن هذا النوع من البكتيريا يحمي بالفعل من تطور إدمان الطعام القهري”.
هل إدمان الطعام تشخيص رسمي؟
وفي حين أن إدمان الطعام لا يعتبر تشخيصًا رسميًّا، وفق شبكة “إن بي سي نيوز”؛ يدرك الباحثون عمومًا أن بعض الأشخاص يواجهون صعوبة في التحكم في استهلاكهم للأطعمة المصنعة، مثل الحلوى والوجبات الخفيفة.
وستقوم التجارب المستقبلية التي يُجريها الفريق البحثي الذي قام بالدراسة، باستكشاف ما إذا كانت زيادة مستويات بكتيريا “بلوتيا” لدى البشر قد تساعد في الحد من الإفراط في تناول الطعام أسوة بالفئران، حسب الشبكة.
هل “تتحدث” الأمعاء مع الدماغ؟
على الرغم من أن الباحثين ليسوا متأكدين تمامًا من كيفية قيام البكتيريا بحماية الجسم من تطوير اضطراب الأكل القهري؛ فإن لديهم بعض النظريات بهذا الشأن؛ إذ تقول غارسيا: “نعتقد أن الأمعاء تتحدث مع الدماغ. وقد يؤدي ذلك إلى تغيير وظيفة بعض مناطق الدماغ، مثل قشرة الفص الجبهي، التي تشارك في ضبط النفس”.
فيما تقول المديرة المشاركة بمركز ابتكار “الميكروبيوم” في جامعة فاندربيلت الأمريكية، ماريانا بيندلوس: “لقد أصبح العلماء يقدّرون بشكل أكبر كيف يمكن للميكروبات في الأمعاء أن تؤثر على الصحة والسلوك”.
وتضيف لـ”إن بي سي نيوز”، أن “العلاقة بين الأمعاء والدماغ هي موضوع ساخن للغاية في الوقت الحالي”.
ومع ذلك، تقول “بندلوس”: “في حين أظهر مؤلفو الدراسة وجود ارتباط بين أنواع معينة من البكتيريا والإفراط في تناول الطعام؛ فإن البكتيريا قد لا تكون السبب المباشر للمشكلة”.
بكتيريا الأمعاء والأمراض
بدوره، يقول الأستاذ المساعد في مستشفى بريغهام بكلية الطب بجامعة هارفارد، دانيال وانغ: إن أبحاثًا سابقة ربطت البكتيريا في “الميكروبيوم” بعدد من الأمراض.
وفي يونيو الماضي، نشر “وانغ” ومجموعة من الباحثين، دراسة في مجلة “Nature Medicine” تربط أنماطًا معينة من البكتيريا في الأمعاء بخطر أعلى للإصابة بالسكري.
ويقول “وانغ”: “هذه دراسة جديدة ومثيرة للاهتمام للغاية. واكتشافهم الرئيسي، الذي يربط الميكروبيوم بإدمان الطعام، هو مجال لم يتم استكشافه بشكل كافٍ”.