كيف تدعم صديقك في أوقات الحزن؟
ليس من السهل أبدًا مواساة صديق أو قريب يمرّ في أوقات صعبة، بخاصة عندما يشعر هذا الأخير بـ الحزن الشديد بعد خسارة شخص عزيز على قلبه. وبالرغم من أنّ كلّ المساعدات التي تقدمها قد تبدو عديمة الجدوى، فيجب ألا تستسلم. ومع أنّك لا تستطيع إزالة الألم، يُعتبر وجودك قرب صديقك أمرًا في غاية الأهميّة، لكي تعيد إليه الأمل من جديد وتحسّن معنوياته. وتذكّر أنّ الشعور بالحزن والأسى هو عبارة عن مرحلة موقّتة يمرّ بها الجميع ويمكن تجاوزها تدريجيًّا، وفقًا لما ذكره موقع “Harvard Health”.
قد تشكّل المبادرات الصغيرة والبسيطة مصدر راحة للشخص الحزين، مثل إرسال بطاقة تعزية أو باقة من الزهور أو المساعدة في الطبخ أو الغسيل أو التسوّق. لذلك، من المهمّ أنّ تكون جاهزًا لتقديم المساعدة في أيّ وقت ممكن وأن تتقبل الشخص الذي تساعده مهما كانت طريقته لتخطي الأزمة. وفي حال رفض الآخر مساعداتك، اتصّل به في اليوم التالي لكي تتفقده وتحاول أن تواسيه مجددًا. ولكن، غالبًا ما يُعد الكلام في هذه الحالات أمرًا صعبًا، لذلك إليك بعض النصائح التي تحدّد كيفيّة التصرف في هذه المواقف:
أولًا- اذكر الأسماء: عندما تذكر اسم المرحوم، سيدرك صديقك أنّ الشخص الذي فقده لن يُنسى وأنّ ذكرى الراحل ستبقى معك. وحاول أيضًا أن تعبرّ عن مشاعرك وتقول له إنّك ستفتقد المرحوم، بدلاً من أن تعرب عن تعازيك مثل الجميع بطريقة غير شخصيّة.
ثانيًا- لا تطرح السؤال “كيف حالك؟”: من الواضح أن الجواب على هذا السؤال ليس جيّدًا وأنّ السؤال لا يأخذ بعين الاعتبار أنّ صديقك يعاني من خسارة مؤلمة. لذلك، من الأفضل أن تتجنّب طرحه. في المقابل، اطرح السؤال التالي: “كيف تشعر اليوم”؟
ثالثًا- أعِدْ إليه الأمل: حاول أن تواسي صديقك من خلال هذه العبارة: “إنّك شخص قويّ، يمكنك أنّ تتغلب على كلّ شيء”، ما يدلّ على ثقتك به ويشير إلى إمكانيّة تحسين الوضع بالرغم من صعوبة الحالة.
رابعًا- حافظ على التواصل: ابقَ على اتصال مع صديقك وحاول أن تتصل به لكي تواسيه من وقت إلى آخر وتخفف عليه الألم. إذ إنّ بعد مرور بضعة أسابيع على وفاة المرحوم، قد يحتاج إليك صديقك أكثر، لأنّ في هذه المرحلة يتوقّف أغلبية الناس عن الاتصال للاطمئنان. ومن الجدير ذكره، أنّه من الصعب على المقرّبين من الفقيد أنّ يحافظوا على التواصل مع أصدقائهم. لذا، عليك أن تأخذ بزمام المبادرة وتبذل كلّ الجهود.
خامسًا- قدّم المساعدة: لا تسأل صديقك كيف يمكنك أن تساعده، بل ساعده فورًا، مثلًا أحضر العشاء إلى منزله، لأنّ عادةً ما يصعب على الشخص الذي فقد فرد قريب عليه كالأرمل أن يحضر الطعام لشخص واحد فقط. كما أنّه بإمكانك أنّ تساعده في مراسيم التعزية أو في تنظيف البيت.
سادسًا- استمع جيّدًا:من المهمّ جدًا الاستماع إلى ما يريد أن يقوله صديقك، حتّى ولو كان يعيد الكلام نفسه مرارًا وتكرارًا. ولا تقدّم النصائح إلّا في حال طلب منك ذلك.
سابعًا- تفاد الانتقاد: حاول ألا توجّه لصديقك الملاحظات مثل “يجب ألا تبكي” أو “حان الوقت للمضي قدمًا”. ولا تحاول أن تسرّع عملية تخطي الألم ودع صديقك يتعافى بالسرعة أو الطريقة التي تناسبه.