كيف نتقبل عبارات نقد الآخرين لنا؟

لا يتقن الجميع تحمل النقد، فكثيرا ما يشعر المرء بأن نقد الآخرين ما هو إلا وسيلة هجومية من قبل الشخص الناقد، وبالتالي يكون في كثير من الأحيان أكثر ميلا لأخذ الأمر بشكل شخصي، ويبدأ بالدفاع عن نفسه بطريقة غالبا ما تكون حادة.
عند التعرض للنقد، فإن ردة الفعل تختلف من شخص لآخر، فهناك من يأخذ الأمور بأسلوب عدائي وهناك من قد يجد في نفسه الرغبة في البكاء، وذلك لأن النقد في بعض الأحيان يعمل على تمزيق صورة المرء أمام ذاته، حسب ما ذكر موقع “dumblittleman”.
لكن ما يجب الانتباه له عند الحديث عن النقد علينا أن ندرك بأنه يحمل بين ثناياه رسالة يمكن أن تساعدنا بالتقديم وتحسين قدراتنا المختلفة بصرف النظر، لذا فإن العيب ليس بالنقد ذاته وإنما بأسلوب الناقد في الطرح ودرجة حساسية الشخص المتعرض للنقد.
وللحصول على الفائدة من عبارات النقد التي يتعرض لها المرء، يمكن اتباع الأساليب الآتية:
– تخيل بأن النقد ليس موجها لك: النجاح بهذا الأسلوب يتطلب منك أن تردد في ذهنك جملة مثل “أنا لست خطتي التي تعرضت للنقد، أو أنا لست مشروعي الذي تعرض للنقد”. فرغم أن العقل البشري يدرك بأن النقد موجه للأداء على سبيل المثال وليس للشخص المؤدي، إلا أن التعرض للنقد يحفز “الأنا” بداخلنا ويجعلها تتحكم بنا ما لم نسعى لإيقافها من خلال تلك الجمل أو ما شابهها.
– فكر قبل أن تتكلم: البعض لا يقوم بتوجيه الانتقاد إلا في حال سئل عن أمر معين، بمعنى لو قامت الزوجة بتحضير وجبة طعام، فإن الزوج قد يأكلها رغم ملحها الزائد، لكن سؤال الزوجة عن رأي الزوج قد يدفعه لتوجيه الانتقادات التي قد تكون حادة طبقا لعامل المزاج في تلك اللحظة. لكن ما يجب الانتباه له أن السبب الذي دفع الزوجة للسؤال عن رأي زوجها قد يكون بحثا عن سماع كلمات المديح. لذا لو كنت تسعى لسماع كلمات الإطراء فكر أولا فقد يكون ما تسأل عنه يحمل من الانتقادات في نظر الطرف الآخر الذي في حال كان قريبا منك ستكون كلماته أصعب لتقبلها بالنسبة لك.
– تخيل أن الانتقاد صادر عن شخص آخر: استكمالا للأسلوب السابق، فإن النقد لو وجه من قبل من نحب علينا أن نحاول تخيل النقد موجه من قبل شخص آخر وأن من نحب لم يقم سوى بنقله لنا. هذا الأسلوب يجعلك أقل حدة في تقبل كلمات النقد التي يوجهها لك.
– توقع الطريقة في توجيه النقد من قبل الطرف الآخر: قدرة المرء على تقبل النقد تكون أعلى عندما يكون النقد على شكل “سندويشة”، بمعنى أنه يأتي مغلفا من طرفيه بكلمات مديح تخفف من حدته، لكن هذه السندويشة ليست متوفرة على قائمة طعام الجميع، لذا كن مستعدا لتحمل فظاظتهم.
– اكبح غضبك: التعرض للنقد ليس مؤشرا لضرورة الرد بعنف، ولكن التصرف الأنسب يكون عبر محاولة الاستفادة من كلمات النقد من خلال جعلها دليلنا نحو العثور على طرق أفضل لتحسين كفاءتنا في المرات المقبلة. لكن لو كنت من الذين يأخذون النقد بشكل شخصي فعليك أن تلجأ للصمت لبرهة، كأن تأخذ نفسا عميقا مرتين أو أكثر ومن ثم ترد، فالقيام بهذا من شأنه تبريد غضبك وجعلك أكثر قدرة على التحكم بأعصابك.