كيف يمكن علاج انتفاخ البطن و الغازات!؟
النفخة و الغازات: هو المصطلح الطبي المعروف الذي يشير لوجود انتفاخ و تورم ملحوظ في البطن مع عدم الراحة و الشعور بالامتلاء.
و يرافقه عادةً وجود غازات داخل الجهاز الهضمي و التي يتم الإفراج عنها إما عبر التجشؤ (أي عبر الفم) أو عبر فتحة الشرج و التي تعرف باسم الريح أيضاً.
و عندما يتم التخلص من الغازات (الريح) عبر فتحة الشرج، قد يتم ذلك بطريقة إرادية أو غير إرادية.
تتجمع الغازات عادةً داخل الجهاز الهضمي عبر طريقتين أساسيتين:
• الأولى: ابتلاع الهواء خلال تناول الطعام أو السوائل، مما يؤدي لتجمع الأوكسيجين و النتروجين في الجهاز الهضمي.
• الثانية: خلال هضم الأطعمة تتجمع الغازات كالهيدروجين و الميثان و ثاني أوكسيد الكربون داخل الجهاز الهضمي مما يؤدي لانتفاخ البطن و الشعور بالغازات. و هي حالة شائعة و عملية طبيعية تحدث في الجسم و لا شك أن جميعنا قد اختبر شعور النفخة و الغازات إنما بدرجات متفاوتة، خاصةً بعد تناول وجبة طعام دسمة.
أعراض انتفاخ و غازات البطن:
أحياناً تكون أعراض انتفاخ البطن غير واضحة أي يصعب تحديدها، لكن في معظم الحالات تتمثل الأعراض بما يلي:
1 عدم الراحة و الشعور بالامتلاء و تورم في البطن يرافقه ألم.
2 الإحساس بالضيق مع وجود غازات مفرطة.
3 التجشؤ المتكرر، يرافقه أحياناً سماع أصوات قرقعة في البطن.
تتراوح فترة ظهور الأعراض بناءً على سبب الانتفاخ و نوعية الأطعمة المؤدية لذلك، لكن عادةً تبدأ النفخة و الغازات بعد عدة دقائق إلى بضعة ساعات من تناول الطعام.
أسباب النفخة و الغازات:
• البدانة
• الإمساك
• سرطان المبيض
• وجود الغازات المفرطة
• متلازمة القولون العصبي
• فرط نمو البكتيريا في الأمعاء
• داء الجيارديا (الطفيليات المعوية)
• الهرمونات خاصةً خلال الدورة الشهرية للنساء
• تناول كمية كبيرة من الطعام أو تناول الطعام بسرعة
• التهاب الأمعاء أو داء كرون (التهاب القولون التقرحي)
• قصور البنكرياس، مما يؤدي لعدم إنتاج كمية كافية من الأنزيمات الهاضمة.
• انسداد الأمعاء: سواءً انسداد كلي أو جزئي في الأمعاء نتيجة التصاقات أو تشوهات أو أورام في الأمعاء.
• الداء الزلاقي ( عدم تحمل غلوتين القمح): و هي عبارة عن مشكلة هضمية شائعة حيث تعجز الأمعاء عن امتصاص مادة الغلوتين الموجودة في خبز القمح و الشعير، أما الشوفان فهو لا يحتوي على مادة الغلوتين. و بصورة عامة عندما يتم تشخيص الإصابة بالداء الزلاقي يجب الابتعاد مباشرة عن الأطعمة التي تحتوي الغلوتين، فلا يوجد علاج مخصص له إلا الامتناع عن تناول هذه الأطعمة.
• ابتلاع الهواء خلال تناول الطعام: من الطبيعي أن تبتلع الهواء خلال تناول طعامك، لكن في بعض الحالات تزداد كمية الهواء الذي ابتلعته فينجم عنه نفخة البطن. و من الأسباب التي تؤدي لابتلاع كمية كبيرة من الهواء أكثر من المعتاد هي مضغ العلكة و التدخين و تناول المشروبات الغازية و تناول الطعام بسرعة.
• عدم تحمل أو سوء امتصاص بعض الأطعمة: نوعية الأطعمة التي نختارها قد تسبب المزيد من النفخة و الغازات، فأجسامنا لا تستطيع امتصاص و هضم كافة الأطعمة، معنى ذلك أن الطعام يمر من الأمعاء إلى القولون دون أن يتم هضمه بالكامل. يحتوي القولون على كمية كبيرة من البكتيريا النافعة التي تعمل على تحليل الأطعمة و هضمها و يرافق ذلك تراكم الغازات التي تسبب الشعور بالنفخة. فإذا كانت وجبتك غنية بالفاصولياء أو الملفوف أو القرنبيط أو الزبيب أو العدس أو الخوخ، قد تشعر بانتفاخ البطن و وجود الغازات بنسبة أكبر. لأن هذه الأطعمة تحتاج لزمن أطول حتى يتم هضمها، مما يؤدي لتراكم الغازات و لخروج رائحة كريهة مع الغازات مرافقة لانتفاخ البطن. كذلك الأمر بالنسبة للأطعمة الغنية بالفركتوز أو السوربيتول كعصائر الفاكهة، من الممكن أن تؤدي لزيادة النفخة و الغازات تبعاً لطريقة تعامل الجهاز الهضمي مع هذه السكريات و كيفية تحليلها و هضمها.
• تناول بعض العقاقير الطبية كالعلاج الكيماوي و بعض أنواع مضادات الالتهاب و الملينات و مضادات الإسهال.
• وجود احتباس في السوائل في البطن نتيجة السرطان أو أمراض الكبد أو الفشل الكلوي أو الاحتقان القلبي.
• التهاب و قرحة المعدة الناتجة عن العدوى بجرثومة هيليكو باكتر بايلوري H.pylori التي تسبب نفخة البطن و الغازات.
• ركود المرارة: و هو عبارة عن قلة أو عدم إنتاج العصارة الصفراوية في القناة الهضمية نتيجة وجود التهاب أو حصى في المرارة أو غيرها من أمراض الكبد أو المرارة.
• داء الرتوج القولوني: هو عبارة عن تشكل كيس صغير (يدعى الرتج) في جدار القولون نتيجة الضغط على الأمعاء و الإمساك، و قد يلتهب الرتج و بالتالي يحدث التهاب في القولون يؤدي لألم و انتفاخ في البطن.
متى يجب عليك زيارة الطبيب:
إذا رافق النفخة و الغازات وجود الأعراض التالية:
1 الإقياء “التقيء”
2 الإسهال
3 ألم شديد في البطن
6 انخفاض الوزن غير المبرر
7 دم مع البراز أو براز غامق اللون بشكل واضح.
مثال عن الأطعمة التي تسبب انتفاخ البطن و الغازات:
• البقوليات كالفاصولياء و العدس، نتيجة احتوائها على نوع من السكريات يدعى أوليغو سكارايد Oligosaccharide الذي يتم تحطيمه بواسطة البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء.
• بعض أنواع الفاكهة و الخضروات: كالملفوف و القرنبيط و الجزر و الخوخ و المشمش. حيث تحتوي هذه الأطعمة على السكريات كالفركتوز و النشويات التي تسبب انتفاخ البطن و الغازات.
• المحليات الصناعية كالسوربيتول فهو يسبب أيضاً النفخة و الغازات حيث لا يمكن هضمه.
• منتجات الألبان: فهي تحتوي على سكر اللاكتوز الذي يعاني البعض من عدم تحمل اللاكتوز و عدم قدرة الجسم على هضمه.
• الحبوب الكاملة: هي من الأطعمة الغنية جداً بالعناصر الغذائية و تتميز بخصائصها الصحية، لكن قد تسبب النفخة و الغازات إذا تم تناول كمية كبيرة منها و لم يرافق ذلك تناول كمية وفيرة من السوائل.
علاج انتفاخ البطن و الغازات:
الأساليب و الأطعمة التي تساعد في علاج النفخة و الغازات:
• الأطعمة الغنية بالألياف للوقاية من الإمساك: مع زيادة اعتمادك على تناول الألياف ضمن نظامك الغذائي، أنت تقلل خطورة التعرض للأمراض القلبية و السكتة الدماغية و داء السكري من النمط الثاني و سرطان الأمعاء. و الجرعة اليومية التي يجب تناولها يومياً هي 30غ من الألياف يومياً. و لتعزيز صحة الأمعاء أنت بحاجة لتناول الألياف من مصادر مختلفة، كالحبوب الكاملة و الشوفان و البطاطا المخبوزة مع قشرتها إن أمكن و الخبز الأسمر و الأرز الأسمر و الفاكهة و الخضروات.
• تناول كمية وفيرة من الماء و السوائل للمساعدة على الهضم: من الضروري جداً تناول السوائل خاصةً الماء فهي تساعد على مرور الفضلات عبر الجهاز الهضمي. فالألياف تعتبر كالإسفنج تمتص الماء و تساعد على الهضم، لكن إذا لم تتناول كمية كافية من الماء لن تستطيع الألياف القيام بعملها و سوف يحدث الإمساك. و لكي تحصل على كفايتك من الماء يفضل تناول كوب من الماء مع كل وجبة و تجنب تناول الكافئين. و ليكن عدد أكواب الماء يومياً عبارة عن خمسة أو ستة أكواب من الماء يومياً. كما يفضل تناول كوب دافئ من أوراق النعناع ، أو تناول ملعقة كبيرة من الكمون بعد وجبة الطعام مع كوب من الماء، فهو يساعد جداً على التخلص من النفخة و الغازات.
• الامتناع عن تناول الأطعمة الدسمة و الغنية بالدهون المشبعة: فالأطعمة الدسمة و المقلية و رقائق الشيبس من الصعب هضمها جيداً و قد تسبب ألم و حموضة في المعدة. بل الأفضل من ذلك أن تعتمد على الأسماك و الدجاج و منتجات الألبان قليلة الدسم و الأطعمة المشوية بدل المقلية.
• تجنب الأطعمة الحارة و البهارات: يفضل العديد من الأشخاص تناول الأطعمة الحارة و لا تسبب لهم أي مشاكل هضمية، بينما تسبب للبعض الآخر عدم الراحة و المعاناة من النفخة و الغازات و في هذه الحالة يجب تجنب تناول الأطعمة الحارة نهائياً.
• عليك باللبن: فهو غني بالخمائر الهاضمة و يُعتبر من مركبات البروبيوتيك Probiotics. معنى ذلك أنه صديق المعدة و البكتيريا النافعة الموجودة في الجهاز الهضمي، و التي تساعد في عملية الهضم، و في الوقاية من جميع المشاكل الهضمية بما في ذلك متلازمة القولون العصبي و الإسهال. تستطيع الحصول على مركبات البروبيوتيك الصديقة للبكتيريا النافعة عن طريق تناول متممات البروبيوتيك الموجودة في الصيدليات، و إذا رغبت بالحصول عليه طبيعياً فاللبن هو خيارك الأفضل. يجب عليك تناول اللبن أو مركبات البروبيوتيك يومياً لمدة أربعة أسابيع على الأقل.
• بدلاً من تناول ثلاث وجبات رئيسية و بكمية كبيرة من الطعام بحيث يصعب هضمها، استبدلها بخمس وجبات بكميات أقل بحيث يسهل هضمها.
• تجنب ابتلاع كمية كبيرة من الهواء عن طريق تجنب مضغ العلكة و التدخين، لأنها تؤدي لابتلاع مزيداً من الهواء و الذي يتحول إلى انتفاخ في المعدة.
• الحد من تناول المشروبات الغازية و الأطعمة التي تسبب انتفاخ البطن، فإذا كانت غنية بالكربوهيدرات التي يصعب هضمها، حاول استبدالها بنوع آخر من الكربوهيدرات سهلة الهضم كالبطاطا و الأرز و الموز.
• تناول الطعام ببطء.
• إنقاص الوزن في حال كنت تعاني من البدانة.
• و في حال كنت من الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز الموجود في الحليب، تناول منتجات الألبان الخالية من اللاكتوز.
• ممارسة بعض التمارين الرياضية المعتدلة فهي تسهل عملية الهضم و تساعد في الوقاية من كافة لمشاكل الهضمية.
يعتمد اختيار العلاج على تحديد السبب الكامن وراء النفخة و الغازات و علاج الأعراض المرافقة له كالتشنج أو الإسهال أو الغثيان أو الالتهاب. لكن في معظم الحالات من الممكن علاج نفخة البطن عن طريق العلاجات المنزلية للنفخة و الغازات التي ذكرتها أعلاه.
إذا لم تنجح الطرق السابقة، من الممكن تناول بعض العقاقير التي لا تحتاج لوصفة طبية مثل حب الفحم الذي يمتص الغازات الموجودة في الجهاز الهضمي، بالإضافة لمادة سيميثيكون Simethicone و مادة ألفا جالاكتو سيداس Alpha-galactosidase.