لأول مرة في العالم… اختبار علاج جيني لكبد بشري كامل !
في دراسة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم نُشرت بمجلة «Nature Communications» هذا الأسبوع، قام فريق من العلماء بمعهد البحوث الطبية للأطفال (CMRI) باختبار علاجات جينية جديدة في كبد بشري كامل، بهدف تطوير المزيد من الفعالية.
علاجات للأمراض الوراثية التي تهدد الحياة
العلاج الجيني هو نهج ثوري لعلاج الأمراض الوراثية الخطيرة التي تنطوي في الغالب على استبدال أو إصلاح الجين المعيب.
إن أنظمة التوصيل الأكثر كفاءة اليوم هي تلك التي تعتمد على فيروس غير ضار يُسمى الفيروس الغدي المرتبط (AAV) والذي يتمتع بقدرة طبيعية على حمل المعلومات الجينية إلى الخلايا البشرية. وان إحدى أكبر المشكلات التي يواجهها الباحثون في رحلتهم لجلب العلاجات الجينية من المختبر إلى العيادات، هي عدم إمكانية الوصول إلى نماذج ما قبل السريرية الفعالة التي يمكن استخدامها لتطوير واختبار العلاجات الجديدة؛ مثل الاختبارات المعملية ذات الصلة بيولوجيًا وسريريًا قبل تجربة العلاج على المرضى؛ فمن المهم أن تقوم هذه النماذج بإعادة إنتاج الظروف الفسيولوجية البشرية وتنظيم الأنسجة المعقدة بأمانة، حتى تتمكن من التنبؤ بدقة بالنتيجة عند إعطاء العلاج للمريض. وذلك وفق ما ذكر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
وفي العام الماضي، تعاونت وحدة أبحاث علم المتجهات التابعة لـ CMRI في دراسة مع فريق من مستشفى Royal Prince Alfred، لإنشاء طريقة جديدة للحفاظ على الكبد البشري على قيد الحياة في بيئة المختبر. ويمكن الآن حفظ الأكباد التي لم تكن مناسبة للزراعة البشرية؛ والتي كان من الممكن التخلص منها سابقًا أو الاحتفاظ بها مجمدة لأغراض البحث خارج الجسم في درجة حرارة جسم الإنسان، ما يتيح إجراء أبحاث طبية حيوية متطورة؛ وهذا ما يسمى «نظام نضح الكبد الطبيعي الحراري».
لقد أثبت فريق CMRI الآن إمكانية استخدام هذا النظام لاختبار العلاجات المعتمدة على AAV قبل بدء الدراسات السريرية.
ويعد استخدام الكبد البشري بأكمله بمثابة تقدم ثوري في مجال العلاج الجيني لأنه يسمح للباحثين بإجراء اختبار دقيق لكيفية تأثير العلاجات الجديدة على عضو رئيسي، وهو الكبد، وهو أمر لم يكن من الممكن القيام به من قبل.
ومن أجل المزيد من التوضيح، قال البروفيسور المشارك ليزيك ليسوفسكي المؤلف الرئيسي «هذا أمر مثير للغاية بالنسبة لنا لأنه الآن، ولأول مرة، يمكننا تقييم وظيفة العلاجات الجينية مباشرة في العضو المستهدف السريري نفسه – الكبد البشري؛ وهو مهم لأن الجيل الحالي من النواقل الفيروسية التي نستخدمها لتوصيل العلاجات الجينية إلى الكبد ليس جيدا بما يكفي لغالبية التطبيقات السريرية. وفي الوقت الحالي، يتعين علينا في كثير من الأحيان استخدام هذه العلاجات بجرعات عالية للتغلب على قصورها الوظيفي». مضيفا «انه يحقق فائدة سريرية؛ فحتى الآن تم اختبار أدوات توصيل العلاج الجيني في نماذج حيوانية، والتي على الرغم من أنها لا تقدر بثمن لتقييم سلامة واستهداف الأعضاء والأنسجة الأخرى، إلا أنها لا تكرر بشكل مناسب وظائف طرق التوصيل هذه في المريض». مؤكدا «يعمل هذا العمل معًا على توسيع ذخيرة النماذج قبل السريرية المتاحة لإجراء دراسات النواقل الموجهة للكبد ويسمح لنا بتقليل استخدام الحيوانات؛ فمن الناحية المثالية سيقربنا هذا من علاجات جينية أكثر كفاءة للأمراض التي لها حاليًا قدرة محدودة، إن وجدت». مؤكدا «ان هذا النموذج المتقدم الجديد للكبد البشري لن يغير قواعد اللعبة عند إجراء التقييم الوظيفي للعلاجات الجديدة فحسب، بل سيسمح أيضًا بتقدير الجرعة الفعالة للعلاجات الجديدة بدقة أكبر وتحديد الآثار الجانبية السامة المحتملة. وسيكون أيضًا نظامًا قويًا لتطوير نواقل فيروسية جديدة مناسبة للغرض والتي ستشكل الأساس للجيل القادم من العلاجات المتقدمة».