لبنان: جلسة انتخاب الرئيس محكومة مسبقاً بالفشل
يختبر اللبنانيون اليوم والكتل النيابية والأحزاب مسار انتخاب رئيس جديد للجمهورية، في وقت أربكت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري القوى المختلفة، إذ لم تكن دعوته متوقعة في هذا التوقيت السريع. لكن الجلسة بكليتها ستكون عبارة عن اختبارات متتالية، اختبار الكتل المتوافقة فيما بينها، لمرشحيها وكيفية انسجامها، واختبار الكتل المتعارضة، بالاضافة الى اختبارات المرشحين لأنفسهم ولما سيتمكنون من حصده. ولن تؤدي جلسة الاختبار هذه لانتخاب رئيس للجمهورية، فالسيناريو المرجح هو حضور كل الكتل النيابية للجلسة في دورتها الأولى على أن يتم تعطيل النصاب ورفعها في الدورة الثانية.
رئيس مجلس النواب نبيه بري يريد تكريس مبدأ التوافق، وبذلك سيكون الباب قد فتح أمام البحث بين القوى السياسية المختلفة للوصول إلى تفاهمات في المرحلة المقبلة، ولكن محاولة بري لإحراج القوى المعارضة ونواب التغيير ستنعكس عليه وعلى حزب الله ايضاً، خصوصاً أن المعلومات تفيد بأن الحزب لم يحسم خياره بعد ما إذا كان سيصوت لأحد مرشحيه أم لا، خصوصاً أن سليمان فرنجية قد رشح نفسه، بينما يعلم الحزب انه لن يكون قادراً على ايصاله وبالتالي التصويت له قد يؤدي الى احراقه، والاحراج نفسه سيعانيه بري.
على الجانب الآخر، فإن قوى المعارضة ونواب التغيير أيضاً أصبحوا في حالة حرج في ظل عدم الاتفاق على شخصية موحدة للتصويت لها، ولكن هناك تنسيقا بين القوات والكتائب وعدد من النواب المستقلين، يبحثون في ترشيح ميشال معوض رئيس حركة الاستقلال والتصويت لها في حال تم ترشيح سليمان فرنجية من قبل حزب الله وحركة امل، وبذلك تكون الجلسة الاولى قد حصرت بمرشحين محسوبين على محورين متعارضين لكنهما من نفس المدينة.
التيار الوطني الحر يبدو اكثر المتضررين من هذه الخطوة، وفيما لا يزال جبران باسيل يفرض شروطاً قاسية على الرئيس نجيب ميقاتي في تشكيل الحكومة، فسيكون متضرراً من اي مسار للتوافق خصوصاً ان هذه الجلسة ستدفع الى تكثيف الحركة الدبلوماسية والسياسية للتحضير الى توافق عندما تتوفر ظروفه الداخلية والخارجية واي توافق سيستثني باسيل من معادلة الترشيح. وبحسبما تقول مصادر متابعة فإن رئيس مجلس النواب يصر على توجيه دعوات لعقد جلسات انتخابية كل عشرة ايام، وهو سيحاول عقد ٣ جلسات قبل ٢٠ أكتوبر موعد دخول المجلس النيابية في المهلة الدستورية النهائية لانتخاب الرئيس ويصبح في حالة انعقاد دائم. ستشهد الجلسة التداول بأسماء كثيرة ومرشحين كثر بعضها سيكون للاحراق وبعضها الآخر بوالين اختبار، فيما العين ستبقى على الجهة التي ستسارع الى تعطيل نصاب الدورة الثانية والانسحاب من خلال تأمين الثلث المعطل.