لبنان: سباق بين «الترسيم» ووقود إيران… ومحكمة أميركية تغرّم حزب الله
بدا وكأن لبنان في سياق بين التوصل إلى اتفاق تاريخي لترسيم الحدود مع إسرائيل، سيمكنه نظرياً من الاستفادة من الثروات الغازية والنفطية في مياهه الإقليمية، وبين حصوله على وقود إيراني لاستخدامه في تأمين الطاقة الكهربائية في حين يعاني البلد انهياراً اقتصادياً.
ووسط تفاؤل بالتوصل إلى اتفاق بين بيروت وتل أبيب، تتوسط به واشنطن، أكّد المتحدث بإسم رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أمس، ألا علاقة بين اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان باستخراج الغاز من حقل كاريش، مؤكداً أن الاستخراج سيبدأ عندما يصبح الأمر ممكناً.
وقال المتحدث، عبر الصفحة الرسمية لرئاسة الوزراء، على «تويتر»: « تؤمن إسرائيل بأنه من الممكن بل ويجب التوصل إلى اتفاق بشأن الخط البحري بين لبنان وإسرائيل بما يخدم مصالح مواطني كلا البلدين».
وأردف المتحدث باسم لابيد قائلاً: «الاتفاق سيكون مفيداً جداً وسيسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي»، على حد تعبيره.
وتابع أن: «إسرائيل تشكر الوسيط الأميركي على عمله الدؤوب الذي قام به في محاولة للتوصل إلى اتفاق. لا علاقة لاستخراج الغاز من منصة كاريش بالمفاوضات، حيث ستبدأ المنصة في استخراج الغاز دون تأخير حين سيكون هذا الأمر ممكناً»، على حد قوله.
وكان الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، اعتبر في كلمة له قبل ثلاثة أيام أن بدء استخراج النفط من حقل كاريش قبل حصول «لبنان على حقوقه»، هو «الخط الأحمر»، وفق ما نقلته قناة المنار التابعة للحزب. ووجّه نصرالله تهديداً بالقول: «المقاومة تواكب المفاوضات التي تقوم بها الدولة، وعينها ومعلوماتها وصواريخها على كاريش»، حسب قوله. إلى ذلك، أفادت معلومات لقناة «المنار» الذراع الإعلامية لحزب الله، بأن إيران أبلغت وفداً لبنانياً في طهران، موافقتها على تزويد لبنان بـ 600 ألف طن من الفيول على مدى 5 أشهر، بمعدل 120 ألف طن شهرياً بحسب طلبات الجانب اللبناني.
وأبلغت السفارة الإيرانية في بيروت، قناة «المنار»، بأنّ «السفن الإيرانية المحملة بالفيول الإيراني، ستكون جاهزة خلال أسبوع أو أسبوعين للابحار باتجاه لبنان، والرسو في الميناء الذي يحدده الجانب اللبناني».
ولفتت السفارة، إلى أنّ الوفد اللبناني في طهران، يجري مباحثات مع وزارتي الطاقة والنفط الايرانيتين، مشيرة إلى أن هناك 3 مواضيع مطروحة في المباحثات، هي «مساعدة لبنان في مجال الفيول وفق ما جرى الاتفاق عليه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الطاقة وليد فياض، كما اصلاح شبكات الكهرباء، وبناء معامل لتوليد الطاقة الكهربائية». من ناحيته، أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني،
إلى أن «إيران مستعدة للمساعدة في حل مشاكل لبنان وفق إمكانياتها في إطار المصالح المشتركة، وأن المفاوضات بين البلدين ستوفر أساساً للمساعدة الاقتصادية للبنان، لكن قضية الوقود المجاني غير مطروحة».
وبينما أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون، خلال استقباله سفراء الاتحاد الأوروبي في لبنان، أنه «يعمل على تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات تتولى في حال حصول شغور رئاسي بعد 31 أكتوبر المقبل صلاحيات الرئيس كاملة»، أفادت وكالة «أسوشيتد برس» بأن محكمة أميركية غرمت حزب الله تعويضات لمجموعة من الأميركيين الذين رفعوا دعوى قضائية قائلين إنهم أصيبوا بصواريخ الحزب خلال «حرب تموز« عام 2006.
وذكرت أن الدعوى أقيمت بموجب قانون مكافحة الإرهاب الأميركي. وجاء في أوراق الدعوى أن حزب الله تسبب في إصابة المدعين بإصابات جسدية ونفسية، وألحق أضراراً بممتلكاتهم، واصدر القاضي قراراً يأمر الحزب بدفع تعويضات قدرها 111 مليون دولار.