لبنان: لقاء في باريس بأمل إنهاء الشغور الرئاسي
في زيارة تبدأ غداً الثلاثاء، يسعى البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال لقائه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، بإيجاد حل توافقي للشغور الرئاسي المستمر في لبنان منذ 7 أشهر، من دون إغفال ملف عودة النازحين السوريّين.
زيارة الراهي تهدف لإنهاء الشغور الرئاسي وطلب مساعدة فرنسا في ملف النازحين السوريين
ويلتقي الراعي، وفق بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أمس الأحد، ماكرون عند الساعة الرابعة من عصر الثلاثاء في قصر الإليزيه، تلبية لدعوة رسمية، على أن يتطرق البحث الى ملفات عدة بينها الانتخابات الرئاسية.
ونقلت صحيفة “الجمهورية” عن مصادر في بكركي، أن الراعي يحمل معه إلى باريس الملف الرئاسي وحصيلة مساعيه لإنهاء الشغور في سدة الرئاسة. وسيطلب مساعدة فرنسا في ملف النازحين السوريين وضرورة عودتهم إلى بلادهم ورفض توطينهم، إضافة الى معالجة الملف المالي خصوصاً في ظل الانهيار الاقتصادي والمالي.
ولفتت المصادر إلى أن الراعي يحمل معه أكثر من خيار رئاسي على ضوء المبادرة الفرنسية، ومن بينها السعي إلى توفير الضمانات الضرورية لإجراء انتخابات عادلة وديمقراطية من دون أي تأثيرات خارجية.
وتأتي زيارة الراعي في وقت تحاول قوى سياسية عدة التوافق على دعم مرشح للرئاسة لقطع الطريق أمام وصول الوزير السابق سليمان فرنجية الذي يحظى بدعم رئيسي من حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد.
انتقادات
وينتقد مسؤولون لبنانيون، بعضهم زار باريس مؤخراً، فرنسا لدعمها، وفق قولهم وتقارير عدة، وصول فرنجية إلى الرئاسة، الأمر الذي ينفيه دبلوماسيون فرنسيون.
ولطالما تمتعت فرنسا، قوة الانتداب السابقة في لبنان، بموقع مميز في البلاد. ويشير إليها بعض اللبنانيين، لا سيما المسيحيون منهم، إلى أنها “الأم الحنون”، نظراً لكونها ساندت لبنان في مراحل عدة من تاريخه.
وسيزور البطريرك الراعي قبل باريس الفاتيكان.
وكان لعدد من البطاركة الموارنة دور مهم ف مراحل عدة من تاريخ لبنان، البلد المتعدّد الطوائف والأديان، والذي يغلب فيه أحياناً الانتماء الطائفي على الانتماء السياسي.
وتقود باريس منذ أشهر حراكاً من أجل حض اللبنانيين على الإسراع في انتخاب رئيس للبلاد وإجراء إصلاحات ملحة للحصول على دعم مالي دولي يخرج لبنان من أزمته الاقتصادية القائمة منذ خريف 2019. وعقد ممثلو خمس دول معنية بالشأن اللبناني بينها فرنسا والولايات المتحدة والسعودية اجتماعاً في باريس في فبراير (شباط) من أجل مناقشة الوضع في لبنان، من دون تحقيق أي تقدّم.
ويدعم حزب الله وحلفاؤه وصول فرنجية إلى الرئاسة، بينما يعارض وصوله خصوم حزب الله، وأبرزهم حزبا القوات اللبنانية والكتائب المسيحيان. كما يعارضه التيار الوطني الحر المسيحي برئاسة جبران باسيل، حليف حزب الله، والذي يعتبر نفسه “مرشحاً طبيعياً” للرئاسة.
وقال رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، “أنا مقتنع أن لفرنسا نوايا حسنة وهي تحاول إيجاد حلول للخروج من الجمود (…) لكننا غير موافقين على الحل المقترح”.
وشدّد على أن الأساس هو “وقف وضع حزب الله يده على لبنان”، مشيراً الى جهود تُبذل لجمع العدد الأكبر من الأحزاب حول اسم مرشح آخر.