للهروب من مستنقع الأثرياء .. وريثة نمساوية تتبرع بـ 25 مليون يورو!
يدفع الأثرياء والمشاهير مبالغ كبيرة، مقابل مكان في قمة دافوس هذا الأسبوع، لكن الوريثة مارلين إنجلهورن تقف على الجانب الآخر من السياج في المنتجع السويسري الجذاب، وتطالبهم بدفع المزيد مقابل مكان في قمة دافوس.
وتسعى السيدة البالغة من العمر 31 عاما أيضا إلى تنفيذ خطة طموحة لدفع أموال للناس، من أجل التوصل إلى أفكار لها للتخلي عن الجزء الأكبر من ثروتها البالغة 25 مليون يورو (27.4 مليون دولار) حتى تتمكن من الهروب مما تسميه “مستنقع السلالات الغنية”.
وقال الناشط النمساوي الألماني ومؤسس مبادرة “تاكسميناو” “لقد ورثت ثروة بالتالي سلطة، دون أن أفعل أي شيء من أجلها، والدولة لا تريد حتى فرض ضرائب عليها”، وتنضم إنجلهورن إلى عديد من الاحتجاجات التي نظمتها أقلية ثرية على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي للمطالبة بفرض ضرائب أعلى على الأغنياء.
ومارلين هي سليل مؤسس شركة BASF العملاقة للكيماويات، فريدريش إنجلهورن، هو من بين مجموعة حصرية من أصحاب الملايين الذين يضغطون على الحكومات لفرض مزيد من الضرائب عليهم لسد فجوة الثروة المتزايدة.
قالت منظمة أوكسفام الخيرية في تقرير لها يوم الاثنين إن ما يقدر بـ2150 مليارديرا حول العالم أصبحوا أكثر ثراء بـ3.3 تريليون دولار مما كانوا عليه في 2020، في حين أصبح ما يقرب من 5 مليارات شخص في جميع أنحاء العالم أكثر فقرا، وانتقدت “مستويات عدم المساواة الفاحشة”.
مستنقع الأثرياء
وأعلنت إنجلهورن التي ورثت الملايين عندما توفيت جدتها في 2022، أنه سيتم إنشاء مجموعة مواطنين مكونة من 50 نمساويا وستحصل على أموالهم لوضع أفكار لمستقبل ثروتها.
ولجعل العملية أكثر ديمقراطية، دعي 10 آلاف نمساوي تزيد أعمارهم عن 16 عاما اختيروا عشوائيا لتقديم طلب للانضمام إلى المجموعة عن طريق ملء استبانة، وبعد ذلك يختار منهم 50 للمشاركة.
ومن مارس إلى يونيو، ستجتمع المجموعة في عدة عطلات نهاية الأسبوع في سالزبورغ لتطوير حلول “تصب في مصلحة المجتمع كله”، بحسب بيان، ولم تكن إنجلهورن متاحة على الفور للتعليق على المشروع، حيث إذا لم تتمكن المجموعة من اقتراح أفكار بدعم واسع، فسيتم إعادة الميراث إلى الوريثة.
وقالت الوريثة التي درست اللغة الألمانية في الجامعة، إنها ستحصل على وظيفة منتظمة بعد إعادة توزيع أكثر من 90 في المائة من ثروتها، وقالت “سأتحول من أغنى 1 في المائة في المجتمع إلى 99 في المائة الأقل ثراء، أعتقد أن هذا تحسن أنا أنتقل إلى مجتمع ديمقراطي، خارج هذا المستنقع الغني بالأسر الحاكمة”.
التفاوت في الثروة
وقال إيمانويل ليست من جامعة الاقتصاد والأعمال في فيينا “إن التفاوت في الثروة في أوروبا واضح بشكل خاص في النمسا”، ونقلا عن تقديرات المركزي الأوروبي، قال إن 5 في المائة من الأثرياء يمتلكون 54 في المائة من ثروة النمسا، في حين أن النصف الأدنى من الأسر يمتلك 4 في المائة فقط، أي لا شيء في الأساس”.
وأضاف أن 15 مليار يورو تورث أو تنقل في النمسا كل عام، وما إذا كان الشخص يتلقى ميراثا أم لا “يؤدي دورا كبيرا جدا” في الارتقاء في سلم الثروة الصافية، وفي النمسا -حيث تولى المحافظون وزارة الاقتصاد لعقود من الزمن- ألغيت ضريبة الميراث في 2008، وهي واحدة من دول أوروبا القليلة التي قامت بذلك.
ومقارنة بحملات مثل تعهد الملياردير الأمريكي وارن بافيت بالتبرع بنسبة 99 في المائة من ثروته لقضايا خيرية، يقول “ليست” إن مبادرة إنجلهورن المدعومة علميا هي مبادرة “مبتكرة”.
وفي خضم أزمة تكاليف المعيشة المستمرة، وجه الحزب الديمقراطي الاشتراكي المعارض في النمسا العام الماضي، دعوة جديدة لإحياء ضريبة الميراث، لكن حزب الشعب المحافظ الحاكم رفض الاقتراح بشدة.
ووصف حزب الحرية اليميني المتطرف في النمسا، الذي يتصدر استطلاعات الرأي قبل الانتخابات العامة هذا العام، الخطط الضريبية للديمقراطيين الاشتراكيين بأنها “هجوم على الأسر ورجال الأعمال وجميع أصحاب الأداء العالي”.