على مدار عقود كانت العشرينيات هي العمر المثالي لـ الزواج، وكانت السن الذي يُقبل فيه الشباب على الزواج، ولكن الأمور تغيرت كثيراً، ولم تعد تجري على هذا النحو، ولم تعد العشرينيات السن المثالية للزواج وتأسيس عائلة، وبدأ الذكور والإناث يفكرون في أنه من الأفضل أن ينتظروا حتى بلوغ الثلاثين من عمرهم.
على مدار سنوات طويلة أجريت العديد من الأبحاث التي تهدف إلى معرفة أسباب تأخير سن الزواج بهذا الشكل، ووجدت أن هناك ازدواجية في المعايير عند التعامل مع السن الذي يجب أن تتزوج فيها المرأة والرجل، خاصة في المجتمعات العربية، ولكن الأمور لم تعد تسير على هذا النحو مؤخراً، مع وصول المرأة إلى أعلى المناصب وحصولها على أعلى درجات التعليم والشهادات المرموقة.
حسناً إذًا لماذا أصبحت سن الثلاثين العمر المثالي للزواج؟ هناك أسباب عديدة توضح هذا الأمر، وتؤكد أن الانتظار حين بلوغ العقد الثالث من العمر كي تؤسس علاقة وتبني أسرة قد يكون أفضل حالاً من التسرع والزواج في سن أصغر، وفيما يلي بعض الأسباب التي تفسر هذا الأمر.
انعكاس لوقتنا الحالي
توجد أسباب عديدة ومختلفة لاتخاذ الأشخاص قرار الزواج في وقت متأخر، ربما تميل النساء إلى الزواج في سن أصغر من الرجال، ويرجع ذلك بشكل جزئي إلى التحيز الجنسي والخوف من العنوسة أو أن يؤثر تأخر الزواج على فرصتها في الإنجاب، ولكن الأمور تغيرت مع اختلاف الأوضاع والظروف التي نعيشها الآن.
فباتت النساء تذهب إلى الجامعة وتتلقى تعليماً عالياً، كما أنها أصبحت عضواً فعالاً في سوق العمل، وتصل إلى أعلى الدرجات والمناصب، وأصبحت أكثر استقلالية واُتيحت أمامها الكثير من الخيارات، وترتب على ذلك أنها أصبحت تتزوج في سن متأخرة نسبياً عما كان عليه من قبل.
علاوة على ذلك، فإن تأخير سن الزواج والانتظار حتى الثلاثين نابع من الضغوط المالية المفروضة على الشباب خاصة في المجتمعات العربية، مع ارتفاع تكاليف المعيشة، والافتقار إلى الأمن الوظيفي.
النضج العاطفي
الزواج في وقت متأخر والانتظار حتى الثلاثين لا يعني أن هناك مشكلة في تدفق المشاعر أو الأجواء الرومانسية، ولا يجب التعامل معه على أنه مؤشر أن هؤلاء الأشخاص ربما يكونون أكثر عقلانية من الآخرين.
فهناك الكثير من العلاقات التي تبدأ عندما يصل الشخصان إلى سن الثلاثين وتتميز بكونها ذات رومانسية ملتهبة، ومليئة بالعواطف والمشاعر الإنسانية، خاصة أن الوصول إلى الثلاثين يعني أن الأشخاص وصلوا إلى درجة عالية من النضج العاطفي، وبات بإمكانهم التعامل مع المشاكل بصورة أفضل.
يعطي المزيد من الوقت للتفكير
من بين المميزات الأخرى للانتظار لفترة أطول قليلاً للزواج، أو اتخاذ قرار بتأسيس عائلة في سن الثلاثين، هو أنه يعطي بعض الناس فرصة للتفكير بطريقة أفضل، ويمنحهم المزيد من الوقت للتعرف على أنفسهم، ومعرفة طبيعة الأشخاص الذين يرغبون في أن يكونوا معهم.
وجدت بعض الأبحاث التي اُجريت في هذا الشأن أن الزيجات التي تبدأ في سن الثلاثين تكون أكثر استقراراً وأن العلاقات في تلك الفترة تكون أكثر سلاسة وقوة.
كما توصلت هذه الأبحاث إلى أنه في بعض الأحيان تفشل العلاقات الزوجية التي تبدأ في سن صغيرة لأن حاجات الزوجين ورغباتهما تتغير بعد وصولهما إلى سن مُعينة، ويفكران في أنهما تسرعا في مسألة الزواج، أو ربما سيكونان أفضل حالاً إذا كانا مع شخصين آخرين.