لماذا تبقى حواسنا يقظة رغم استغراقنا في النوم؟
بعد الذهاب إلى السرير استعدادا للنوم، يعاني كثيرون من دوامة التساؤلات والشكوك: هل أطفأت جميع الأنوار؟ لم أتأكد من إغلاق الفرن والتلفاز. هل جميع صنابير المياه مغلقة بإحكام؟ ماذا لو حدث تماس كهربائي وأدى إلى وقوع حريق أثناء النوم؟ وغير ذلك من المخاوف.
هذه التساؤلات تدفع الكثيرين للقلق، لكن خبراء الصحة يرون أن هذه الوساوس مبالغ فيها، فحواسنا تبقى في حالة يقظة حتى أثناء النوم، وفق “دي دبليو”.
وبالرغم من أن الجفون تغطي العيون أثناء النوم، إلا أنها تملك مستقبلات صغيرة تدرك من خلالها ما إذا كان هناك ضوء في الخارج أم ظلام.
وأثبتت الكثير من الدراسات أيضا أن الأنف لا ينام، فحاسة الشمّ أثناء النوم تماماً مثل حاسة التذوق، إذ تبقى مستشعرات التذوق الموجودة على اللسان في عمل دائم. وحاسة اللمس لا تتوقف عن العمل مثل حاسة السمع، إلا في حال استخدام سدادات الأذن.
ويفسر خبراء الصحة الأمر بالتالي: أثناء النوم يقوم الدماغ بعملية تخفيض لمنبهات الحواس من خلال تصفيتها. ويعد المهاد الموجود في الدماغ البيني هو المسؤول عن ذلك بصفة أساسية، ويطلق عليه “بوابة الوعي” التي يصعب اجتيازها عند النوم.
ووفقا للخبراء، فكلما كانت الإشارة الضوئية قوية أو الإشارة الصوتية صاخبة، كان من الأرجح لنا إدراكها ونحن نائمون. علاوة على ذلك، فإن الدماغ يستيقظ عند وجود إشارات جديدة بالنسبة له أو عند غياب حافز مألوف، كضجيج حركة المرور مثلاً.
وبالنسبة لما يُعرف بـ”نوم القابلات”، تنتبه الأمهات والآباء أحيانا، مع كل همسة لأطفالهم الرضع. ويفسر خبراء الصحة ذلك بأن غريزة الحماية ومشاعر الأمومة تسمح للمحفز باختراق بوابة الوعي.
ويؤكد خبراء الصحة أن ارتباط العواطف بحافز حسي، يسهل عملية اختراق بوابة الوعي، فالغضب من تنقيط صنبور الماء مثلا يجعلنا منزعجين طوال الليل.