منوعات

لماذا تحرص النساء على وضع الأقنعة الواقية أكثر من الرجال؟

وجدت الدراسات أن الرجال أكثر تردداً من النساء في استخدام معدات الوقاية الشخصية والأقنعة الواقية وأغطية الوجه، وهو اتجاه ظهر أيضاً خلال تفشي الأوبئة السابقة.

ويحصل ذلك على الرغم من حقيقة أن «كورونا» أصاب أكثر من 13.8 مليون شخص وقتل أكثر من 590 ألفاً، وفقاً لقاعدة بيانات جامعة جونز هوبكنز المستخدمة على نطاق واسع. وفي الغالبية العظمى من البلدان حيث تتوافر البيانات، تكون معدلات الوفيات أعلى بشكل ملحوظ بين الرجال.

ونصحت المصادر العلمية بوضع الأقنعة، لأن الفيروس التاجي ينتقل عن طريق الهواء وقد ينتشر عبر جزيئات صغيرة معلقة في الهواء بالإضافة إلى قطرات أكبر من السعال أو العطس.

مقالات ذات صلة

وتوصي منظمة الصحة العالمية، التي قالت في البداية إن الكمامات لم تكن مفيدة في وقف انتشار الفيروس، الآن بتغطية الوجه في الأماكن الداخلية وعندما يكون التباعد الاجتماعي غير ممكن.

وفي عدد من البلدان، أصبحت الأقنعة إلزامية الآن في المتاجر ووسائل النقل العام.

لماذا يعد الرجال أقل قابلية لوضعها إذاً؟

نفّذ أحد أحدث التحليلات لسلوك الذكور فاليريو كابرارو، وهو محاضر أول في الاقتصاد في جامعة «ميدلسكس» البريطانية، وعالمة الرياضيات الكندية هيلين بارسيلو، من معهد أبحاث العلوم الرياضية في بيركلي، كاليفورنيا.

ودرس الأكاديميان قرابة 2500 شخص في الولايات المتحدة ووجدا أن الرجال ليسوا أقل ميلاً فقط لوضع أقنعة الوجه من النساء، بل يرون أن القناع «مخجل وعلامة ضعف». ويقول كابرارو: «حدث هذا بشكل خاص في المناطق التي لا يكون فيها قناع الوجه إلزامياً».

وسُئل المشاركون عن نيتهم وضع كمامة خلال الانخراط في الأنشطة الاجتماعية أو لقاء أشخاص من أسر أخرى. وكان عدد النساء اللواتي أكدن أنهن يلتزمن بـ«وضع قناع خارج المنزل»، ضعفي عدد الرجال.

ويضيف العالم: «الرجال أقل ميلاً لوضع غطاء الوجه، وأحد الأسباب الرئيسية هو أنهم على الأرجح يعتقدون أنهم لن يتأثروا نسبياً بالمرض مقارنةً بالنساء… هذا مثير للسخرية لأن الإحصاءات الرسمية تُظهر أن الفيروس التاجي يؤثر على الرجال بشكل أكثر خطورة من النساء»

وأظهرت دراسات أخرى باستمرار أن الرجال أيضاً أقل امتثالاً لغسل اليدين، وهو أحد إجراءات النظافة الأساسية للمساعدة في منع انتشار «كورونا»، وأظهر استطلاع حديث أن 65% من النساء مقارنةً بـ52% فقط من الرجال يقولون إنهم يغسلون أيديهم بانتظام.

  • دور السياسة
    في الولايات المتحدة، أثّرت الانتماءات السياسية بشدة على سلوك بعض الرجال والنساء في أثناء الوباء.
    ووفقاً لعدد من الاستطلاعات، فإن مؤيدي الحزب الجمهوري والرئيس دونالد ترمب أقل احتمالاً من أنصار الحزب الديمقراطي لوضع الأقنعة. وأشار استطلاع صدر عن مركز «بيو» للأبحاث في 25 يونيو (حزيران)، إلى أن 76% من الناخبين الديمقراطيين يضعون قناعاً «في معظم الوقت في المتاجر والشركات» مقابل 53% من الجمهوريين. لكن حتى في هذا السياق، يبدو أن الجنس عامل أقوى عندما يتعلق الأمر بتحديد السلوك، إذ وجدت مؤسسة عائلة كايزر، وهي منظمة غير حكومية أميركية تركز على قضايا الصحة العامة، أن 68% من النساء الداعمات للحزب الجمهوري يضعن قناعاً خارج البيت، أما الرجال، فقال 49% فقط منهم إنهم استخدموا القناع عند الخروج.

هل الرجال مفرطون في الثقة؟

قالت كريستينا غرافرت، عالمة سلوكية وأستاذة مساعدة في جامعة كوبنهاغن، إنها ليست مصدومة من الفجوة بين الجنسين في ارتداء القناع.

وتستشهد العالمة بمجموعة كبيرة من الأعمال الأكاديمية التي تُظهر أن الرجال والنساء يتعاملون مع الخطر بشكل مختلف.

تقول غرافرت إن ملاحظة بسيطة في العاصمة الدنماركية أعطتها انطباعاً قوياً بأن النساء كن أكثر وعياً. وتضيف: «تم تحويل مسارات المشي في كوبنهاغن إلى شوارع ذات اتجاه واحد (في أثناء الوباء) حتى لا يواجه الناس بعضهم بعضاً عند الركض أو المشي. كان لديّ انطباع بأن عدد أكبر من الرجال سلكوا الطريق الخطأ».

وقد لوحظت الفجوة خلال الأوبئة السابقة. فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة لسلوك الركاب في مكسيكو سيتي خلال تفشي إنفلونزا الخنازير عام 2009 -والتي أودت بحياة ما يقرب من 400 شخص- أن نسبة أعلى من النساء مقارنةً بالرجال استخدمن أقنعة الوجه في المترو.

 

المصدر: الشرق الأوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى