تكنولوجيا

لماذا حمل أول رائد فضاء مسدسا معه في المركبة ليحميه؟

أول إنسان ارتاد الفضاء، ورأى منه الأرض مستديرة بالعين المجردة منذ 60 سنة، تصادف هذا الاثنين، كان روسيا اسمه يوري غاغارين، حملته مركبة في 12 نيسان 1961 من مركز Baikonur الفضائي بكازاخستان التابعة في آسيا الوسطى للاتحاد السوفييتي ذلك الوقت، وبداخلها ما قد يبعد عنه الموت، إلى أن تأتيه نجدة ما وتنقذه مما قد يقع فيه من خطر: مواد غذائية تكفيه لعشرة أيام، إضافة إلى مسدس وذخيرة من عشرات الطلقات.

غاغارين، كان عاملا في سن المراهقة بمصنع تعدين لإنتاج الفولاذ، وتحول بعدها إلى طيار حربي، خضع حين اختاروه من بين آلاف المرشحين، لتدريب سري وصارم، انتهى بحسب ما قرأت “العربية.نت” في سيرته، بتحويله إلى صالح بعمر 27 سنة لارتياد الفضاء، فحملته مركبة سموها “فوستوك” في رحلة استمرت 108 دقائق في مدار ارتفاعه 250 كيلومترا، وقام بدورة كاملة حول الأرض، عاد بعدها محققا لموسكو فوزا باهرا في سباقها مع واشنطن لاستكشاف الكون وأسراره.

مما كتبوه عمن ولد في 1934 بقرية صغيرة، أطلقوا عليها اسمه فيما بعد، أن توقفه عن العمل كطيار بعد العودة من الفضاء، اضطره للتدرب على الطيران ثانية، وإحدى طلعاته الروتينية كانت في 27 مارس 1968 مع زميل له طيار، وخلالها طرأ عطل على “الميغ -15” مجهول الأسباب، ربما للآن، فقضى “كريستوفر كولومبوس الفضاء” قتيلا مع زميله، وبعد أسبوع نظموا له جنازة لم يشهد مثلها العالم إلا بعد عامين بوفاة الزعيم المصري جمال عبد الناصر.

أما عن المسدس، فكتبوا أن خبير الصواريخ Sergei Korolyov المسؤول طوال 4 أعوام عن معظم الرحلات السوفييتية المأهولة إلى الفضاء قبل وفاته في 1966 بعمر 59 سنة، أخبر غاغارين بضرورة التدرب على إطلاق الرصاص والتصويب بمسدس من الضروري أن يحمله معه، وطلب ذلك رسميا من مدربيه، فاقترحوا تدريبه على مسدس روسي، طراز TP-82 بماسورة ثلاثية، وفقا لما ألمت به “العربية.نت” من موقع yuri-gagarin.com الراوي بالإنجليزية الكثير عن أول من ارتاد الفضاء، وفيه نجد صورة المسدس والذخيرة.

استغرب غاغارين وسأل من طلبوا منه التدرب على المسدس: “وهل أنا مهدد من كائنات فضائية حتى أحمله معي؟” فأجابوه: “لا، بل من كائنات أرضية.. قد تحتاجه حين تهبط على الأرض، لأننا سننتظرك في مكان، وقد تهبط في آخر” شارحين أن المركبة قد تنحرف قليلا وتهبط به في غابة بها حيوانات مفترسة مثلا، أو في منطقة قد لا يصدق من يراه فيها أنه من بني البشر “فيعتقدون أنك كائن جئت من أحد الكواكب وقد تهددهم، لذلك عليك أن تدافع عن نفسك” وهو ما حدث تماما.

والذي حدث، أن غاغارين الذي ترك بعد وفاته ابنتين: غالينا وييلينا، البالغتان61 و62 الآن، وهما من ممرضة اسمها Valentina Ivanovna تزوجها حين كان عمره 24 عاما، وتوفيت في آذار العام الماضي بعمر 84 تقريبا، هبط في مكان بعيد في جرود ريفية بكازاخستان عن المبرمج هبوطه فيه، فأسرعت إليه فلاحة ومعها حفيدتها وهما مذعورتان من رؤيتهما رجلا يخرج من كتلة معدنية ضخمة يتصاعد منها دخان، وهو ببزة برتقالية وعلى رأسه خوذة بيضاء، فنزعها وقال لهما: “لا تخافا، أنا سوفييتي مثلكما وجئت من الفضاء.. هل عندكم تلفون؟”.

لم تصدقه الجدة ولا حفيدتها طبعا، إلا بعد أن جاءته النجدة واكتظ المكان بالفرحين المستقبلين. كما لا تصدق قلة من أحياء اليوم حقيقة عليها ألف دليل، ملخصها أن الإنسان ارتاد الفضاء وهبط على القمر ووصلت مركباته إلى جميع كواكب المجموعة الشمسية أو مدارات قربها، بل يخطط لغزو المريخ في ثلاثينات هذا القرن على الأكثر.

أما الذين صدقوا، فزعم بعضهم ما نشرته وسائل إعلام عدة ذلك الوقت، من أن الرائد الأول قال أثناء الرحلة: “لا أرى الله وأنا في الفضاء” فإذا بالتسجيل الكامل يؤكد ما سبق وذكرته “العربية.نت” في تقرير نشرته منذ 10 سنوات لمناسبة مرور 50 عاما على رحلته التاريخية، وهو قوله من داخل المركبة: “كل ما أراه رائع وجميل.. لا بد أن يكون هناك خالق لهذا كله”، وهو تعبير حرفي، أخفاه الاتحاد السوفييتي عن العالم، إلى أن تفكك الاتحاد بأوائل تسعينات القرن الماضي وظهرت الحقيقة.

المصدر: العربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى