لماذا لا ينصح الخبراء باستخدام جهاز تتبُّع النوم؟
من المؤكد أن قلة النوم تمثل مشكلة حقيقية، ومع الاهتمام بالصحة الجيدة باعتبارها على رأس سلم أولوياتنا، يبدو من الصواب أن نولي اهتماما كبيرا للنوم باعتباره ركيزة أساسية للصحة الجيدة.
وأظهرت الأبحاث أن 33٪ من الأشخاص ينامون من خمس إلى ست ساعات فقط في الليلة، أي أقل بكثير من الساعات الثمانية الموصى بها للحفاظ على صحة جيدة. كما تبين أن 7٪ من الناس يحصلون على أقل من خمس ساعات من النوم في الليلة.
وقلة النوم على المدى الطويل يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري، وارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن ومشكلات الصحة العقلية، ما يعني أن قلة النوم مشكلة يجب أن لا يستهان بها.
هناك أجهزة لتتبع النوم يستخدمها الإخصائيون في مراكز العلاج، لكن مؤخرا ظهرت في الأسواق أجهزة لتتبع النوم يمكن أن يستخدمها الأفراد. هذه الأجهزة، في رأي الخبراء في صحة النوم، لا ضرورة لها واستخدامها يمكن أن يكون بداية سلبية محتملة لليوم. فبعد ليلة من النوم الهادئ قد تكتشفين أنك حصلت فقط على خمس ساعات فقط من النوم، ما يجعلك تشعرين بأنك لم تحصلي على كفايتك من النوم رغم أنك تشعرين بالنشاط والانتعاش.
لماذا تعرضين نفسك لهذا التعذيب النفسي السلبي؟
السؤال الذي يجب علينا طرحه هو هل يمكن لأي شخص أن يعرف ما إذا كان ينام جيدا، وما إذا كان نوم حركة العين السريعة والنوم الخفيف وموجات الدماغ تعمل في الوقت المناسب؟
إذا ما استيقظت صباحا وأنت تشعرين بالانتعاش والنشاط، يمكن لك أن تعتبري أنك نمت جيدا دون التفكير كثيرا بعدد الساعات التي نمت خلالها.
لكن متتبع النوم يعتبر طريقة مفيدة للحصول على رؤية أكثر تفصيلا لإحصاء ساعات نومك إذا كنت تستيقظين وأنت ما زلت تشعرين بالحاجة لمزيد من النوم وتعانين من التعب الشديد طوال الوقت. عدا عن ذلك فلا ضرورة لهذا الجهاز، إلا إذا كنت مفتونة بكل ما له علاقة بالتكنولوجيا.
يرى الخبراء أنه من الأفضل اتباع وسائل أخرى للحصول على نوم جيد ليلا. فالابتعاد عن الشاشات الزرقاء (التلفزيون والكومبيوتر والموبايل) والنوم في غرفة مظلمة ذات حرارة معتدلة هو الحل الأمثل للحصول على نوم جيد. فهذا الضوء الاصطناعي، أي الضوء الأزرق، هو نوع من الضوء يتعارض مع قدرة الجسم على إنتاج الميلاتونين، الهرمون الذي ينظم دورة النوم والاستيقاظ.
فتهيئة الأسباب التي تجعل نومك مريحا أهم بكثير من استخدام أي جهاز يقيس لك ساعات نومك… ربما عليك أن تفكري ببساطة أن الأجيال السابقة لم تكن تعاني من المشاكل التي نعاني منها فيما يخص النوم.
تذكري أن أجدادنا لم يكونوا بحاجة لجهاز تتبع النوم للحصول على نوم جيد.
المصدر: فوشيا